أمريكا اللاتينية ضد أمريكا الامبريالية
مع انعطاف المزيد من دول أميركا اللاتينية إلى <خندق اليسار> في ميدان السياسة الدولية، باتت موارد الطاقة الوافرة التي تتمتع بها هذه الدول سلاحاً قوياً ضد الولايات المتحدة، تعدى مرحلة التهويل إلى الفعل المباشر: مثال على ذلك قرار الإكوادور فسخ عقد التنقيب والاستغلال الموقع مع شركة <أوكسيدنتال بتروليوم> الاميركية في الامازون.
ورداً على هذا الإجراء، عمدت الادارة الاميركية، أمس الاول، إلى تعليق المفاوضات الجارية بشأن اتفاق التبادل الحر مع كويتو. وبات الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي تحتل بلاده مركزاً بين كبار مصدري النفط إلى الولايات المتحدة، يمثل بنظر واشنطن <محور الشر> في أميركا اللاتينية، إلى جانب صديقه الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
وبرغم القرار الاميركي حظر بيع الاسلحة والمعدات العسكرية الاميركية الصنع لفنزويلا، يوم الاثنين الماضي، بحجة عدم تعاون هذا البلد مع <الحرب على الارهاب>، إلا أن تشافيز الذي يعمد عادة إلى التلويح بالسلاح النفطي لم يعلن في المقابل قطع الصادرات النفطية الى الولايات المتحدة، ووجد حليفا جديدا في الرئيس البوليفي ايفو موراليس، اليساري الذي أمم النفط والغاز في بلده الفقير.
وقال مسؤول اميركي كبير انه مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة في هذه المنطقة، فإن واشنطن لا تعرف بالضبط اي نموذج يساري سيغلب في اميركا اللاتينية، سواء الاشتراكية البراغماتية التي يتبعها الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، او <الشعبوية> على طريقة تشافيز. أضاف ان <المعركة الحقيقية في المنطقة لا علاقة لها بالولايات المتحدة>.
وأوضح <انه صراع يجري داخل اليسار بالمقام الاول، بين زعماء امثال (الرئيسة التشيلية الاشتراكية ميشيل) باشليه ولولا و(رئيس الاوروغواي) تاباري فاسكيز وربما (الرئيس الارجنتيني نستور) كيرشنر.. وكذلك كاسترو وشافيز وربما موراليس>.
ولدى انعقاد قمة البلدان الاميركية في هافانا في نهاية نيسان الماضي، التي حمل المشاركون فيها بشدة على <الامبريالية الاميركية>، انضمت بوليفيا الى البديل البوليفاري عن مشروع منطقة التبادل الحر بين الاميركيتين الذي اطلقته واشنطن: المبادرة الاشتراكية التوجه التي اطلقها تشافيز وكاسترو.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد