الخمر تفيد الرجال فقط
يظهر بحث دانماركي أن شرب الكحول كل يوم يقي من أمراض الشرايين التاجية، ولكن بالنسبة للرجال فقط من دون النساء.
فقد وجدت دراسة أجريت على 50,000 رجل وامرأة أن الرجال الذين شربوا الكحول يوميا قد تناقصت خطورة إصابتهم بمرض شريان القلب التاجي بنسبة 41 بالمائة، مقارنة بـانخفاض قدره 7 بالمائة فقط بين أولئك الرجال الذين شربوه لمرة واحدة في الأسبوع.
أما بين النساء فقد انخفضت بمعدل الثلث نسبة الخطورة بالإصابة بالمرض بين اللواتي قمن بشرب الخمر مرة واحدة في الأسبوع، إلا أن النسبة بقيت ثابتة بين من شربنه بشكل يومي.
وقد حذر الخبراء من أنه لا ينبغي استخدام النتائج، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، لتبرير المبالغة في شرب الكحول.
وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن تناول الكحول بشكل معتدل مقرون دوما بمخاطر أقل بالإصابة بمرض الشرايين التاجية للقلب. ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا الصدد حتى الآن شملت الرجال فقط.
وقد سئل الرجال والنساء، الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 سنة ممن شملتهم الدراسة، عن سلوكهم المتعلق بشرب الكحول وذلك خلال فترة ست سنوات من حياتهم.
لقد اتضح أن عملية تكرار مرات شرب الكحول لها أثر أكبر من الكمية المستهلكة. ولكن هذا الأمر يشير إلى حقيقة أن عملية جنس مستهلك الكحول تجعل من الأمر شيئا مختلفا
وتبين أن النساء كانت تشرب ما معدله خمس كؤوس ونصف من الكحول في الأسبوع مقارنة بـ11 كأس عند الرجال أسبوعيا.
مرات أكثر و كميات أقل
وأظهرت الدراسة أن خطورة الإصابة بمرض الشرايين التاجية للقلب يتناقص بشكل ملحوظ وسط الرجال وذلك كلما ازداد عدد المرات التي يشربون فيها الكحول. وتبين أن الرجال الذين يشربون قليلا من الكحول يوميا هم الأقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
أما بين النساء، فعلى الرغم من أن شرب الكحول لمرة واحدة على الأقل ولمدة أسبوع أضحى مقرونا بانخفاض نسبة الإصابة بمرض القلب بمعدل 36 بالمائة مقارنة بتلك اللائي يشربن بشكل نادر، فإن المخاطر تبقي نفسها فيما لو شربت النساء مرة في الأسبوع أم شربن باعتدال يوميا.
وقال الباحثون أن الكمية التي تشربها النساء من الكحول قد تكون أكثر أهمية لحمايتهن من الإصابة بمرض الشرايين التاجية للقلب من عدد مرات الشرب.
وأضاف الباحثون أنه قد يكون هناك عدة تفسيرات للفروق التي وجدت بين الرجال والنساء في موضوع شرب الكحول.
فقد يكون السبب هرمونيا، أو متعلقا بنوعية الكحول المستهلك، أو عائدا للطريقة التي يعالج فيها كل من جسم الرجل والمرأة مادة الكحول.
يقول المعد الرئيسي للبحث، البروفيسور مورتين جرونبايك من المعهد الوطني للصحة العامة في الدانمارك:
"لقد اتضح أن عملية تكرار مرات شرب الكحول لها أثر أكبر من الكمية المستهلكة. ولكن هذا الأمر يشير إلى حقيقة أن عملية جنس مستهلك الكحول تجعل من الأمر شيئا مختلفا."
إذا كنت من الممتنعين بشكل كامل عن المسكرات، فلا يتعين عليك أن تبدأ بشرب الكحول لكي تنقص مخاطر إصابتك بأمراض الشرايين التاجية للقلب
وأضاف البروفيسور جرونبايك أن فوائد شرب الكحول يجب حسابها على أساس المخاطر المتزايدة للإصابة بالسرطان وتلف الكبد.
ويقول البروفيسور جرونبايك: "إن تناول كأس أو كأسين من الكحول بالنسبة للرجال يوميا، أو كأس واحدة للنساء، سيكون كافيا لزيادة الوقاية من مرض الشرايين التاجية. ولن تحصل على فوائد إضافية بشربك المزيد من الكحول."
وفي زاوية رأي المجلة التي نشرت البحث، حذرت الدكتورة أني بريتون، كبيرة المحاضرين في كلية لندن الجامعية، من أن المشاركين في الدراسة يتمتعون بمخاطر عالية للإصابة بمرض القلب بسبب عامل السن.
وأضافت أن الدراسة قد لا تحظى بصفة التمثيل الكاملة نظرا لأن نسبة الاستجابة للأسئلة المطروحة كانت متدنية.
وقالت الدكتورة بريتون: "لا نعلم حتى الآن فيما إذا كانت آثار الحماية القلبية تتراكم عبر الزمن، أم أنه، ومن وجهة نظر صحية محضة، يتعين علينا أن نرجئ عامل شرب الكحول إلى عمر متأخر يكون فيه التعرض للإصابة بمرض الشرايين القلبية واضحا أكثر."
أما جودي سوليفان، الناطقة الرسمية باسم الجمعية البريطانية للقلب للشؤون الطبية، فتقول:
"لا تبدل هذه الدراسة من حقيقة أنه يجب الاستمتاع بالكحول باعتدال فقط، سواء كان الأمر متعلقا بالنساء أم بالرجال."
وتضيف: "إذا كنت من الممتنعين بشكل كامل عن المسكرات، فلا يتعين عليك أن تبدأ بشرب الكحول لكي تنقص مخاطر إصابتك بأمراض القلب.
"على كل حال، إن كنت تستمتع بشرب الكحول، فعليك أن تعي أن مخاطر تناول كميات أكبر تتجاوز بكثير أية فوائد محتملة للشرب."
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد