الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لمواجهة المد الصيني
الجمل: تتميز القارة الآسيوية بصعود العديد من دولها إلى مصاف القوى العظمى والقوى الكبرى الجديدة الناشئة، ويمكن رصد هذه الدول ضمن مجموعتين:
- دول في حالة صعود إلى قوى عظمى: وتتمثل في الصين، وروسيا باعتبارهما دولتان آسيوية وأوروبية.
- دول في حالة صعود إلى قوى كبرى، مثل: الهند، وكازاخستان، وإيران، إضافة إلى باكستان.
· الإدراك الأمريكي:
وصف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في عام 2000م الصين بأنها ستشكل تحدياً حقيقياً ضد قدرة واشنطن المستقبلية في حماية المصالح الأمريكية. وقال الرئيس بوش أيضاً بأن الصين تمثل حالياً المنافس الاستراتيجي والعسكري الرئيسي للولايات المتحدة في العالم.
وفي عام 2005م قام روبرت زوليك نائب وزير الخارجية الأمريكي بتحذير الصين صراحة بأن لا تحاول السعي للقيام بانقلاب ضد الهيمنة الأمريكية في العالم.
· التحركات الأمريكية لمواجهة الخطر الصيني:
لجأت الإدارة الأمريكية إلى استخدام أسلوب نظرية الـ(عمود المزدوج) التي سبق أن استخدمتها في منطقة الخليج خلال الحرب الباردة، وذلك من أجل السيطرة على ترتيبات الأمن الإقليمي.
يقوم التطبيق الأمريكي لنظرية العمود المزدوج في آسيا على النحو الآتي:
- تنشيط التحالفات العسكرية الثنائية بين أمريكا وحلفائها.
- الانتشار المتقدم للقوات الأمريكية في المنطقة.
وتعزيزاً لهذين الجانبين قامت إدارة بوش ببعض الجهود والتحركات والتي من أبرزها:
- التأكيد على وجود القوات الأمريكية بشكل دائم في اليابان، وكوريا الجنوبية، (لتهديد شرق الصين).
- بناء التحالفات العسكرية مع تايلاند والفلبين وسنغافورة (لتهديد جنوب الصين).
- إقامة القواعد الأمريكية في أفغانستان، وباكستان، وبعض دول آسيا الوسطى (لتهديد غرب الصين).
أما على المستوى الاستراتيجي فقد قامت الولايات المتحدة بنشر أسلحة الدمار الشامل وقدراتها العسكرية النووية والباكستانية في مناطق بحر الصين الجنوبي، ومناطق المحيط الباسفيكي المواجهة للصين.. كذلك قامت الولايات المتحدة بإقامة شراكة استراتيجية عسكرية، استخبارية، اقتصادية، سياسية مع استراليا، باعتبارها الحليف الرئيسي لأمريكا والغرب في المنطقة.
على المستوى الإقليمي تحاول الولايات المتحدة بناء تحالف كبير مع الهند، وذلك من أجل تأهيلها لتصبح قوة كبرى إقليمية تتعاون مع أمريكا في استهداف الصين، ويراهن الأمريكيون على إشعال فتيل نيران الصراعات الآتية من القارة الآسيوية ونقل عدواها إلى الصين.
- إشعال صراع هندوسي- كونفوشوسي- بوذي، على غرار نموذج الصراع السني- الشيعي.
- اشعال صراع إسلامي- بوذي- هندوسي في منطقة البنغال، والهملايا.
كذلك تخطط الإدارة الأمريكية إلى دعم وقدرة الهند لكي تكون قوة اقتصادية وصناعية، تنتج نفس السلع التي تحتاج لها أمريكا وتقوم باستيرادها من الصين، وذلك بما يؤدي إلى قيام أمريكا بالحصول على كافة احتياجاتها من الهند، بشكل يؤدي إلى إضعاف قدرة الصين الاقتصادية.
تخطط الإدارة الأمريكية إلى محاصرة الصين نفطياً وذلك عن طريق السيطرة على مصادر إمدادات الصين النفطية، وعرقلة مشروع تمديد أنابيب النفط الذي تم الاتفاق عليه بين روسيا، كازاخستان، قيرغيزستان، منغوليا، الصين.
وعموماً، الأداء السلوكي العسكري الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين يطرح أكثر من دلالة على طبيعة ومضمون التوجهات الأمريكية، فقد قامت أمريكا بالآتي:
- إجراء مناورات عسكرية يابانية- أمريكية.
- إجراء مناورات عسكرية كورية جنوبية- أمريكية.
- الإعلان عن تزويد تايوان بالمزيد من طائرات اف16، و18 وتعزيز قدراتها الصاروخية الباليستية.
- نشر المزيد من سفن البحرية الأمريكية في مناطق بحر الصين الجنوبي الشمالي.
- إرسال المزيد من اقمار التجسس إلى الفضاء الصاروخي بهدف رصد التطورات الميدانية الجارية في الصين.
وعموماً، النظام الأمني الآسيوي الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى ربط حلقاته وتقوية مفاصله، سوف يحاول التركيز على عزل الصين عن أي ترتيبات أمنية آسيوية، وذلك عن طريق استخدام الضغوط الاقتصادية الأمريكية وصولاً إلى تطويع إرادة كل من اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان، فيتنام، لاوس، كمبوديا، ماليزيا، أندونيسيا، الهند، باكستان، استراليا، نيوزيلندا، باكستان، أفغانستان، منغوليا، قيرغيزستان، كازاخستان، ودفعها جميعاً إلى بناء تحالف أمني عسكري اقتصادي سياسي تشرف عليه وترعاه أمريكا من أجل (حماية هذه الدول من الخطر الصيني القادم)!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد