بين كامب ديفيد وأنابوليس
يشكل مؤتمر أنابوليس حلقة من سلسلة لقاءات رعتها أو استضافتها الولايات المتحدة، كانت بداياتها مع محادثات كامب ديفيد بين 5 و17 أيلول ,1978 والتي انتهت بتوقيع اتفاق بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن برعاية الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وكانت من نتائجه انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، على أثر محادثات واشنطن في آذار ,1979 في حين فشل الجانبان في التوصل إلى اتفاق حول إقامة سلطة فلسطينية منتخبة بديلة للاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في أواخر تشرين الأول ,1991 رعت واشنطن مؤتمر مدريد، الذي شارك فيه كل من الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش والرئيس السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشيف ووزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق شامير، وممثلون عن الفلسطينيين وسوريا ولبنان والأردن. وقد فتح المؤتمر المجال لمحادثات مباشرة بين إسرائيل وتلك الدول.
كما رعت واشنطن مفاوضات سرية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، قادت إلى توقيع اتفاق أوسلو في أيلول ,1993 في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وقد نص الاتفاق على الاعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وإقامة سلطة فلسطينية في الضفة والقطاع، فيما تمّ تأجيل البحث بمسألتي اللاجئين والقدس إلى ما يعرف بمفاوضات «الوضع النهائي».
وفي 26 تشرين الاول ,1994 وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين والملك الأردني حسين معاهدة سلام تنهي 46 عاما من الحرب.
بين 15 و23 تشرين الأول ,1998 عقد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو محادثات «واي ريفر» برعاية كلينتون، وافقت إسرائيل خلالها على الانسحاب من 13 في المئة إضافية من أراضي الضفة وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين ورفع القيود على التجارة، في مقابل موافقة السلطة الفلسطينية على توقيف عدد من المقاتلين وتسليم كميات من الأسلحة وإلغاء فقرة من ميثاق منظمة التحرير تنكر «حق إسرائيل في الوجود»، فيما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون والتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي آيه».
وشهد العام 2000 جولتي محادثات في الولايات المتحدة، الأولى في كانون الثاني في شيفردزتاون بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك ووزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع لكنها اصطدمت برفض إسرائيل الانسحاب من الجولان المحتل، والثانية بين 11 و25 تموز في كامب ديفيد بين باراك وعرفات، انتهت بخلاف على العديد من القضايا بينها مسألة القدس واللاجئين، ما مهّد لاندلاع الانتفاضة الثانية.
في كانون الأول من العام ,2000 سعى كلينتون الى إحياء المفاوضات، مقترحاً على الجانبين القبول بسلسلة من المبادئ بينها إقامة الدولة الفلسطينية على 94 إلى 96 في المئة مما تبقى من أراضي الضفة، وتبادل للأراضي بمعدل واحد إلى ثلاثة في المئة، وإقامة «ممر آمن» بين الدولتين، والسيادة الفلسطينية على الحرم القدسي وعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية، إلا أنّ الجانب الإسرائيلي رفض هذه المقترحات بعدما نوقشت في طابا في كانون الثاني .2001
وفي 30 نيسان ,2003 وضعت «اللجنة الرباعية»، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، خطة «خريطة الطريق» للسلام.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد