المجمّع الاستخباري الأمريكي في الأردن والأجهزة العربية المتعاونة معه
الجمل: تراهن الحكومات عادة على شعوبها، ولكن البلاط الملكي الأردني ظل دائماً يراهن على الدعم والولاء الشديد لأمريكا والغرب، وعلى هذه الخلفية تشكلت السياسة الخارجية الملكية الأردنية منذ أيام البريطانيين وحتى الآن.
* أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الأردن:
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في 1 كانون الأول 2007م تقريراً أعده الصحفي الأمريكي كريغ ويتلوك، حول أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الأردن.
يقول التقرير بأنه على مدى السبعة أعوام الماضية ظلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تستخدم أحد المباني الموجودة في أطراف العاصمة الأردنية عمان كـ"معتقل سري". وتقول المعلومات بأن هذا المبنى يتبع بالأساس لجهاز المخابرات الأردنية، ولكن المخابرات الأمريكية تستخدمه بالتنسيق مع المخابرات الأردنية في عمليات احتجاز واستجواب المعتقلين المطلوبين للمخابرات الأمريكية، في مناطق الشرقين الأوسط والأدنى ووسط وجنوب آسيا.
وتقول المعلومات أيضاً، بأن هذا المبنى قد ظلت تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وما زالت، كـ"محطة" توقيف واحتجاز للمعتقلين، إلى حين ترحيلهم إلى معتقل غوانتانامو. هذا، وتساهم المخابرات الأردنية في اعتراض وتوقيف بعض العناصر المطلوبة للمخابرات الأمريكية، وتؤكد المعلومات التي أوردتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن قيام المخابرات الأردنية باعتقال بعض المواطنين من رعايا البلدان العربية والإسلامية خلال مرورهم عبر المطارات والموانئ الأردنية، وتسليهم لـ"محطة" وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الموجودة في الأردن.
من أبرز الذين اعتقلتهم المخابرات الأردنية وسلمتهم لهذه المحطة نجد:
• مروان الجبور (فلسطيني).
• الحاج عبدو علي شرقاوي (يمني).
• جميل قاسم سعيد محمد (يمني).
• جمال علوي ماري (يمني).
• مساعد عمر بهاري (سوداني).
* اتفاقية "الشراكة" بين المخابرات الأردنية والمخابرات الأمريكية:
إضافة إلى تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نشر موقع روستوري الإلكتروني الأمريكي تقريراً أكد فيه قيام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بإقامة مقر احتجاز واعتقال في الأردن، واستخدامه لأغراض التحقيق والتوقيف والتعذيب.
وأشارت التقارير إلى أن عمليات التحقيق والتعذيب التي تتم داخل المبنى يشرف عليها عناصر المخابرات الأردنية، وتقول معلومات الصحافة الأمريكية بأن العقيد علي بيرجاك هو الأكثر شهرة من بين عناصر المخابرات الأردنية التي تتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعلى وجه الخصوص في عمليات التعذيب والتحقيق، وتجدر الإشارة إلى أن العقيد علي بيرجاك يتولى حالياً منصب رئيس وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز المخابرات الأردنية.
* وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: النظام الاستخباري الإقليمي:
لفترة طويلة ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحاول إقامة نظام استخباري إقليمي يضم شبكة من أجهزة المخابرات التابعة لدول منطقة الشرق الأوسط الحليفة للولايات المتحدة، وعلى ما يبدو، فإن هذه الشبكة قد بدأت تعمل منذ فترة طويلة وبشكل غير معلن، ولكنه أصبح لاحقاً شبه معلن وتضم هذه الشبكة:
• جهاز المخابرات الأردنية.
• جهاز المخابرات المصرية.
• جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
• جهاز المخابرات الكويتية.
• جهاز المخابرات السعودية.
• جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
• جهاز المخابرات التركية.
• جهاز المخابرات المغربية.
• جهاز المخابرات التونسية.
هذا، والاعتقاد السائد، والذي بات شبه مؤكد، هو أن التعاون الاستخباري والأمني بين هذه الأجهزة وإن كان يتم في العلن على أساس اعتبارات أنه يندرج ضمن تعاون حكومات هذه البلدان مع أمريكا، فإنه على المستوى غير المعلن يتم تحت إشراف ولمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي. وما عملية التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، التي تتعاون وفق أجندتاها الأجهزة العربية، إلا الغطاء الذي يوفر القناع من أجل:
• استهداف المقاومة الوطنية اللبنانية وتحديداً حزب الله اللبناني.
• استهداف حركات المقاومة الفلسطينية.
• استهداف دول المنطقة المتمسكة بحقوقها المشروعة مثل سوريا.
• استهداف المقاومة العراقية.
• استهداف إيران.
إن التعاون بين المخابرات الأردنية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية هو تعاون لا يمكن النظر إليه ضمن حدود نطاق التعاون الثنائي الأمريكي – الأردني، بل هو تعاون يتدرج ضمن حلقة واسعة تتمثل بؤرتها في علاقات تل أبيب – عمان – واشنطن، وذلك على النحو الذي أدى تلقائياً إلى نشوء مثلث: جهاز الموساد الإسرائيلي – المخابرات الأردنية – وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
من المؤسف حقاً أن يقوم جهاز مخابرات عربي بعمليات الاعتقال والاستجواب والتعذيب بـ"الوكالة" عن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية وضد مواطنين عرب.
هذا، وقد نددت وكالات حقوق الإنسان كثيراً بعمليات "الوكالة" القذرة التي تقوم بها المخابرات الأردنية في حق المعتقلين العرب، ولم تتردد حتى الصحف الأمريكية في فضح عناصر المخابرات الأردنية ونشر أسمائهم على النحو الذي يؤكد بأن معاناة الشعب الأردني لا تكمن في البلاط الملكي وحده، وإنما في أولئك الذين يحتمي بهم البلاط الملكي ويحتمون به!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد