الارتدادات العربية للزلزال اللبناني
رأى الرئيس بشّار الأسد، خلال اجتماعه مع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في دمشق، أن الاشتباكات المسلّحة بين الموالاة والمعارضة في لبنان هي شأن داخلي، متمنياً إيجاد حل للوضع من خلال الحوار بين اللبنانيين.
وقالت وكالة «سانا» إن الأسد اتفق وأمير قطر على أن الاشتباكات المسلّحة في لبنان «هي شأن داخلي»، وأملا في أن «يتمكن الأشقّاء في لبنان من إيجاد حل لهذا الوضع من خلال الحوار في ما بينهم وبما يصون أمن واستقرار لبنان».
وقالت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة إن قطر وسوريا تحفّظتا على عقد اجتماع وزاري عربي طارئ لمناقشة الوضع في لبنان وطالبتا بالتريث قليلاً لمعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع.
وكان مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية قد قال إنه بعد «مشاورات بين مصر والسعودية، دعت القاهرة إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب خلال يومين لبحث الأوضاع في لبنان»، موضحاً أن القاهرة «لديها أفكار واقتراحات ستطرحها على هذا الاجتماع» من دون أن يكشف عنها. وأضاف «لا يمكن أن نسمح لقوة تقف وراءها إيران بالسيطرة على مقاليد الأمور في لبنان». وتابع «الوضع اليوم مختلف عما كان بالأمس، وهو أسوأ بكثير وهناك انزعاج وقلق كبيران لأن ما يحدث معناه أن إيران التي تقف وراء حزب الله تريد أن تسيطر على لبنان».
ودان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، «محاولة فرض أمر واقع في لبنان» وإيقاع البلاد «في شراك فتنة مذهبية وطائفية ذات أبعاد داخلية وإقليمية»، داعياً إلى تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في أسرع وقت.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السعودية إن اتصالات تجري بين الرياض وطهران لتهدئة الوضع في لبنان.
واتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء الأزمة في لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن «التدخلات المغامرة للولايات المتحدة والنظام الصهيوني هي السبب الرئيسي للفوضى في لبنان». وأضاف «مع الأسف، بدأ تطبيق جزء من المؤامرة السياسية المخطط لها. نأمل من المسؤولين (عن الوضع) بذل الجهود لإعادة الهدوء والاستقرار إلى لبنان».
من جهته، دعا وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير جميع الأطراف اللبنانيين إلى «ضبط النفس والعودة إلى الحوار بإفساح المجال مجدداً للمبادرة العربية لحل الأزمة السياسية في لبنان بما يضمن فرض سلطة القانون وعودة الأمن والاسقرار إلى الشارع اللبناني».
واقترح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في اتصالات أجراها مع الأطراف اللبنانية المتصارعة ومع الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله، قيام العماد ميشال سليمان بإدارة حوار وطني لوقف الاقتتال.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى الامتناع عن الانحياز لأي طرف في الصدامات الدائرة بين الموالاة والمعارضة. وحذر، في بيان، «من أي محاولة مشبوهة للزّج بالفلسطينيين أو ببعضهم في الأحداث المؤسفة التي يشهدها لبنان الشقيق».
كما دعت حركة «حماس» الأطراف اللبنانية كافة إلى بذل كل جهد ممكن للتهدئة والعودة إلى الحوار. وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، «على الأطراف اللبنانية العودة إلى الحوار وقطع الطريق أمام الفتنة التي تريدها الإدارة الأميركية لإغراق لبنان فيها».
دولياً، أعربت الولايات المتحدة عن «بالغ قلقها» إزاء الاضطرابات التي يشهدها لبنان، داعية إيران وسوريا إلى الكفّ عن تقديم الدعم لحزب الله وعن السعي إلى «زعزعة» استقرار هذا البلد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو «نحن قلقون جداً حيال التحركات الأخيرة لحزب الله. نحضّ حزب الله على الكفّ عن تحدّي القرارات الشرعية التي اتخذتها الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان». وأضاف «نحضّ أيضاً إيران وسوريا على الكفّ عن دعم حزب الله وأدائه الذي يزعزع الاستقرار في لبنان». وفي روما، أعرب وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، عن قلق بلاده من تدهور الأوضاع في لبنان. ودعا إلى عدم الحديث عن ضرورة تغيير قواعد الاشتباك لقوات «اليونيفيل» المرابطة جنوب البلاد. وقال «لا ينبغي الحديث عن ضرورة تغيير قواعد الاشتباك، بل استشارة جنودنا الذين يتولون قيادة القوة لمعرفة كيفية عمل هذه القواعد».
وفي برلين، عبّر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «عن قلقه العميق من تصاعد العنف في لبنان»، داعياً الأطراف السياسية إلى انتخاب رئيس جمهورية توافقي. وأعربت الحكومة الإسبانية عن «قلقها الشديد»، محذّرة من «أي محاولة لزعزعة الاستقرار» في هذا البلد.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه العميق من العنف واستمرار التوتر». وناشد كل الأطراف ممارسة ضبط النفس. وقال، في بيان، «يجب بذل كل ما يمكن في هذه المرحلة لمنع تدهور الأوضاع. وعلى الأطراف أن يعالجوا نقاط الخلاف بينهم بوسائل سلمية وبالحوار».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد