واشنطن تعارض المساس بالنظام الرأسمالي
عارض الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، قبل قمة دولية مزمعة لـ»مجموعة العشرين« في واشنطن غداً، إجراء أي تغيير أساسي على النظام الرأسمالي، موضحا أن القمة ستعمل على إرساء أسس إصلاحات مستقبلية للنظام المالي. وراوحت أسعار النفط الأميركي مكانها أمس وسط انخفاض سعر النفط الروسي، فيما علت ضجة في الكويت بعد قرار قضائي بوقف التداول بالبورصة، سرعان ما طعنت الحكومة فيه.
ورفض بوش أن تتحمل الولايات المتحدة كامل المسؤولية عن الأزمة، قائلاً، عشية استقبال قادة الدول الصناعية والاقتصاديات الناشئة في إطار »مجموعة العشرين«، إن الأزمة »أوسع من أن تنجز في اجتماع واحد، وهذه القمة ستكون الأولى ضمن سلسلة« اجتماعات أخرى. أضاف بوش، بحسب خطاب سيلقيه في نيويورك ووزع البيت الأبيض نصه، أن قادة المجموعة، سيتفقون في نهاية الأسبوع على مبادئ إصلاح النظام الاقتصادي العالمي المتعثّر، وسيتم تكليف وزراء المال بتطبيق التوصيات الصادرة عن الاجتماع.
وقال بوش انه يؤيد تحديث صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتعزيز دور كبرى الاقتصاديات الناشئة فيها، مشيرا إلى ازدياد مشاركة هذه البلدان في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ورغم تأكيده على ضرورة إدخال إصلاحات على النظام المالي العالمي والتدابير الحكومية، قال بوش إن الأزمة الاقتصادية الراهنة »ليست فشلا لاقتصاد السوق الحرة... والتدخل الحكومي ليس علاجا عالميا«. أضاف »ما تزال أمامنا أيام صعبة... لكن الولايات المتحدة وشركاءها اتخذوا الإجراءات الملائمة لتجاوز هذه الأزمة«.
في هذه الأثناء، طالب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قمة »مجموعة العشرين« بالإعداد »لاتفاقيات بريتون وودز« جديدة، موضحاً، في مقابلة مع صحيفة »لوفيغارو«، أنه بعث مقترحات محددة بشأن إصلاح النظام المالي الراهن كما حدث في غابات بريتون الأميركية في العام .١٩٤٤ وأشار الرئيس الروسي إلى أنه أجرى اتصالات مع نظرائه الأوروبيين بشأن الأزمة الاقتصادية المالية، و»ليس سرا أننا ننظر إلى العديد من الأمور مثل طبيعة ومنشأ هذه الأزمة بشكل واحد عمليا«.
وفي السياق، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة »مجموعة العشرين« ألا يسمحوا بتحول الأزمة العالمية إلى »مأساة إنسانية« لشعوب نحو ١٧٠ دولة فقيرة.
من جهة أخرى، انخفض سعر النفط الروسي أمس إلى دون ٥٠ دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ مطلع العام ،٢٠٠٧ فيما راوح النفط الأميركي مكانه تقريباً متوقفاً عند ما يزيد بقليل عن ٥٦ دولاراً للبرميل. وأعلنت منظمة »أوبك« المصدرة للنفط أمس، أنها ستجتمع في القاهرة في ٢٩ تشرين الثاني الحالي لاتخاذ القرار الصحيح بشأن أسواق النفط، تزامناً مع اجتماع مزمع في اليوم عينه لمنتجي النفط العرب، وسط توقعات ان تعمد »اوبك« الى اتخاذ قرار بخفض الانتاج لوقف تدهور الاسعار.
ومع استمرار الخسائر في الأسواق الخليجية، أعلنت شركة »إعمار« العقارية العملاقة في دبي، أمس، أنها تبحث في تسريح موظفين فيها أسوة ببقية الشركات الخليجية والعالمية. وتعد »إعمار« أكبر شركة تنمية عقارية في منطقة الخليج من حيث القيمة السوقية، وقد خسرت أسهمها ٨٠ في المئة من قيمتها هذا العام.
وفي الكويت، فوجئ المضاربون بقرار مستعجل للمحكمة الكلية بوقف التداول في البورصة، لحين البت بدعوى خاصة ضدّ رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة رئيس لجنة السوق، ومدير عام سوق الكويت للأوراق المالية، تتضمن طلباً بهذا الشأن. وهو قرار وصفه وزير المال الكويتي مصطفى الشمالي بأنه »خطير وينذر بعواقب وخيمة«. وتضمّن حكم المحكمة تأجيل مواعيد العقود الآجلة لحين الفصل في موضوع الدعوى التي تقدم بها المحاميان خالد العوضي ووليد الهدلق في الأسبوع الماضي، وتطالب المدعى عليهم باتخاذ إجراءات للحدّ من خسائر السوق.
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة »كونا« الكويتية أن وزير التجارة الكويتي قدم استئنافا للطعن بقرار وقف التداول في سوق الأسهم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد