واشنطن تقر خطة لاصطياد عناصر القاعدة في الصومال
كشفت مصادر أمريكية الجمعة، أن إدارة الرئيس باراك أوباما، أقرت خطة تتضمن إطلاق عمليات خاصة لملاحقة واصطياد مسلحين موالين لتنظيم "القاعدة"، يُعتقد أنهم يختبئون في الأراضي الصومالية.
ووفق أحدث تقديرات للجيش ودوائر الاستخبارات الأمريكية، يزيد عدد "المقاتلين الأجانب"، الذين يُعتقد بأنهم موالون للقاعدة في الصومال، على 200 مسلح، يتواجدون في المناطق الجنوبية، إلا أن مسؤولين عسكريين أكدا أنها "مجرد تقديرات"، بسبب قلة المعلومات الاستخباراتية المتوافرة على الأرض.
وذكر مسؤول رفيع ثالث، طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، نظراً لأن المعلومات تتعلق بقضايا استخباراتية، أنه تم تحديث خطة عسكرية، تتضمن السماح للقوات الخاصة بشن عمليات ضد عناصر القاعدة داخل الأراضي الصومالية، وأن هذه الخطة دخلت حيز التنفيذ مؤخراً.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن المقاتلين الأجانب، بينهم أفغان، وعراقيون، وباكستانيون، وسعوديون، ويمنيون، وبعض الجنسيات الأخرى من دول أفريقية، وأن معظم هؤلاء المسلحين هربوا من العراق وأفغانستان، ليعيدوا تمركزهم مرة أخرى في الصومال.
وهذه التقديرات لا تتضمن عدداً غير معروف من ذوي الأصول الصومالية، الذين يُعتقد أنهم عادوا إلى الصومال من دول أوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أفريقية أخرى، والذين انضم عدد كبير منهم إلى حركة "شباب المجاهدين"، التي تخوض قتالاً عنيفاً ضد الحكومة الصومالية المؤقتة.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، دعت الحركة "المقاتلين" إلى الانضمام لصفوفها، كما أعلنت أن الهجوم الانتحاري، الذي شنته أواخر الشهر نفسه، بواسطة شاحنة مفخخة في مقديشو، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، جاء "رداً على مقتل أمير دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي، ووزير الحرب أبو حمزة المهاجر."
وذكرت في بيان أصدرته آنذاك، أن "كتيبة الاستشهاديين، التابعة لحركة الشباب المجاهدين"، نفذت يوم السابع والعشرين من أبريل/ نيسان "عملية استشهادية على قاعدة عسكرية، كانت تُعِدها القوات الصليبية لتجعل منها مقراً لها في حي 'شبس' في ولاية بنادر الإسلامية 'مقديشو'."
وبعد سنوات من محاولات النأي بنفسها عن تنظيم القاعدة، عادت حركة شباب المجاهدين لتؤكد ارتباطها بالتنظيم، بل وتقول الحكومة الصومالية الانتقالية إنه منذ ارتباطها بالقاعدة، بدأ تدفق "المقاتلين الأجانب" على الصومال، للقتال إلى جانب الشباب.
وقال الرئيس الصومالي، شيخ شريف أحمد: "بالنظر إلى القتال في أفغانستان وباكستان واليمن، يسعى البعض إلى البحث عن ملاذ وملجأ للاختباء به، وتشكل الصومال ملاذاً جيداً لمثل هؤلاء."
ولا يُعد الرئيس الصومالي غريباً عن حركة "الشباب"، فقد كان قيادياً في "اتحاد المحاكم الإسلامية"، الذي هيمن على الصومال لبعض الوقت، بالتعاون مع الحركة المسلحة، قبل أن تطيح به القوات الإثيوبية عام 2006، والتي بقيت في الصومال لغاية العام 2009، ثم انسحبت لتحل محلها قوات سلام تابعة للاتحاد الأفريقي.
وقال شريف أحمد: "لقد كنا نقدر عدد المقاتلين الأجانب بما يتراوح بين 800 و1200 مقاتل، غير أن هذا الرقم يبدو أنه يزداد بصورة تدريجية."
وتبدو قدرة "الشباب المجاهدين" على الوصول إلى الشباب وصغار السن جيدة، وتحديداً من خلال شبكة الإنترنت، بحيث تشجعهم على القدوم إلى الصومال، للمشاركة في "الجهاد."
وتمكنت الحركة من استدراج عدد من الصوماليين المقيمين في الولايات المتحدة، حيث تم اعتقال 8 صوماليين لالتحاقهم بمعسكرات تدريب خاصة بالشباب، كما تم اعتقال اثنين آخرين في أستراليا، زعم أنهما كانا يحضران لشن "هجوم إرهابي" ضد منشأة عسكرية.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد