سيناريو الصراع على حكم مصر: تسريبات جديدة
الجمل: دخل الصراع الرئاسي الانتخابي المصري مرحلة جديدة من الشكوك وانعدام المصداقية، وفي هذا الخصوص ما تزال المزيد من المؤشرات الجديدة تبدو أكثر تواتراً لجهة الظهور: فما هو واقع هذا الصراع المصري-المصري؟ وما هي المتغيرات الجديدة في معركة الرئاسة المصري؟ وهل سيكون الحسم داخلياً أم بواسطة الخارج؟
* ماذا تقول المؤشرات الجديدة؟
غادر الرئيس المصري حسني مبارك العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة الماضية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وذلك لحضور فعاليات افتتاح بدء جولة المحادثات الفلسطينية-الإسرائيلية المباشرة، وما كان جديراً بالملاحظة هذه المرة تمثل في مرافقة الابن جمال لوالده حسني مبارك.
اختلفت النظريات التفسيرية حول حقيقة ومعزى مرافقة جمال لوالده، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• رأى البعض أن جمال رافق والده بغرض الوقوف على حالة والده الصحية والتي بدت أكثر تدهوراً خلال الأسابيع الماضية.
• رأى بعض آخر بأن جمال مبارك قد رافق والده من أجل إجراء بعض التفاهمات مع الأمريكيين والإسرائيليين حول مدى إمكانية دعم ترشيحه لمنصب الرئيس المصري.
• رأى بعض آخر أيضاً بأن جمال مبارك قد رافق والده من أجل بناء المزيد من القوة الرمزية لجهة تمهيد الرأي العام المصري والإقليمي والدولي بما يمهد الأذهان لقبول مشروع ترشيح جمال مبارك في منصب الرئيس المصري.
ولكن، وبعكس ما كان متوقعاً، فقد أشارت بعض التسريبات التي أوردها أحد المواقع الاستخبارية الأمريكية المرموقة، بأن الرئيس محمد حسني مبارك قد قرر أن يترشح هو نفسه لولاية رئاسية جديدة في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة.
* سيناريو الصراع الرئاسي: ماذا تقول التسريبات؟
تقول المعلومات، بأن التطورات الجارية في ملف الصراع الرئاسي المصري-المصري أصبحت تنطوي على المعطيات الآتية:
• دائرة الحزب الوطني المصري: يقوم صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني بحملة كبيرة داخل الحزب لجهة رفض مشروع ترشيح جمال مبارك لمنصب الرئيس المصري، الأمر الذي أدى إلى حدوث ما يشبه الانقسام داخل الحزب وداخل كتلته البرلمانية حول ملف ترشيح جمال مبارك.
• دائرة النخبة العليا: تقول بعض التسريبات الخافتة، بأن الرئيس المصري حسني مبارك وابنه جمال مبارك قد دخلا في صفقة مع وزير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان يتم بموجبها تعيين عمر سليمان في منصب نائب الرئيس حسني مبارك وذلك بما يهيئ الأجواء لردع المعارضين، إضافة إلى تضليل الرأي العام المصري المعارض لفكرة أن عمر سليمان هو الذي سوف يتولى منصب الرئيس، ولاحقاً ضمن سيناريو دراماتيكي سريع الوتائر تتم عملية ترشيح جمال مبارك لمنصب الرئيس المصري، وبمباركة وموافقة عمر سليمان الذي سيكون حينها في منصب نائب الرئيس، وذلك بما يتيح الحصول بشكل فوري على دعم المؤسسة الأمنية-العسكرية المصرية الداعمة لعمر سليمان لجهة القبول بترشيح جمال مبارك طالما أن عمر سليمان قد أيد داعماً لذلك.
• دائرة المعارضة السياسية: أدت مطالبة الدكتور البرادعي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية إلى تصاعد الانتقادات والشكوك في مدى مصداقية البرادعي وجديته إزاء ملف الانتخابات الرئاسية، وفي هذا الخصوص ساد انطباع واسع في أوساط أنصار البرادعي بخيبة الأمل، وذلك لإدراكهم بأن مقاطعة الانتخابات سوف تتيح لجمال مبارك فرصة وجود الساحة الانتخابية خالية من أي منافس حقيقي، بما يعزز قدرته في الصعود بكل سهولة إلى منصب الرئيس المصري.
تشير المعطيات والوقائع الجارية إلى أن بعض الأطراف الأمريكية-الإسرائيلية قد نصحت الرئيس حسني مبارك بضرورة أن يسعى لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، طالما أن مساعي ترشيح جمال مبارك سوف لن تؤدي سوى إلى مواجهة مخاطر ضياع منصب الرئيس المصري لاحتمالات صعود مرشح جديد بما سوف يؤدي بلا شك إلى وجود رئيس مصري لا يتعامل مع محور واشنطن-تل أبيب بنفس السلاسة والليونة التي ظل يتعامل بها الرئيس حسني مبارك، وفي هذا الخصوص، فقد برزت تسريبات تقول بأن منصب الرئيس المصري قد ظل خلال أشهر مرض الرئيس حسني مبارك الماضية عملياً في يد ابنه جمال مبارك، وبالتالي، فمن الممكن أن يترشح حسني مبارك للمنصب، وتظل أوراق اللعبة وخيط الكرسي كما كانت من قبل في يد جمال مبارك، إلى حين ظهور الظروف والمعطيات الجديدة المواتية لصعود جمال، وعندها لكل حادث حديث.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد