الاسد يتسلم الدستور الجديد والوزراء العرب يدعون لارسال قوات دولية الى سورية
نصرة المسلحين في سورية من طرابلس كما اعلن المعتدون على الجيش اللبناني أمس، لم تحل دون احراز الجيش السوري تقدما في ادلب وحمص وبسط سيطرته الكاملة في الزبداني، ما استدعى استنفار زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مقاتليه حول العالم، ودعوتهم الى الذهاب نحو سورية لقتال النظام كما قال.
دعوة أخرى لزحف مسلح الى سورية، صدرت عن اجتماع الوزراء العرب في القاهرة، لكن تحت مسمى "قوات حفظ سلام دولية" يرسلها مجلس الامن، لكن مجلس الامن مازال يضم روسيا والصين وبحوزتهما الفيتو المزدوج، من هنا يصح على اجتماع العرب المثل القائل: "من جرب المجرب كان عقلو مخرب".
التخريب العربي ردت عليه دمشق بتصحيح اصلاحي، حيث تسلم الرئيس بشار الاسد اليوم مسودة الدستور الجديد الذي يلغي مادة البعث الثامنة، تمهيداً لعرضه على الاستفتاء الشهر القادم.
دعت جامعة الدول العربية مجلس الامن الدولي الى اصدار قرار بتشكيل "قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة" وارسالها الى سورية. وفي البيان الختامي لجلسة وزراء الخارجية العرب في القاهرة، قرر المجتمعون فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتقديم كافة أشكال الدعم المادي والسياسي لها، دون الاعلان عن الاعتراف بما يسمى "المجلس الوطني السوري".
الاجتماع الذي تحفظ على مقرراته لبنان، وعلى بندين من قرارته الجزائر، دعا الى وقف التعاون الدبلوماسي مع دمشق والغاء مهمة المراقبين العرب، مع العلم ان رئيس بعثة المراقبين محمد الدابي قدم استقالته قبل بدء الاجتماع. وفي الجلسة العلنية التي سبقت الاجتماع المغلق، وافق الوزراء العرب على الاقتراح الذي تقدمت به تونس لاستضافة مؤتمر ما يسمى بـ"أصدقاء سورية"، وذلك في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
واكدت الجامعة العربية كذلك على "سريان اجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري ماعدا تلك التي لها مساس مباشر بالمواطنين السوريين بموجب القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة حيال هذه المسألة". واكدت الجامعة ايضا على التزامها "بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الجامعة بشأن خطة خارطة الحل السلمي للازمة السورية وحث الحكومة السورية على الوفاء باستحقاقاتها والتجاوب الجدي السريع مع الجهود العربية لايجاد مخرج سلمي للازمة في سورية. الامر الذي يجنبها مغبة التدخل العسكري كما اكد المجلس على ذلك مرارا".
كما جاء في البيان الختامي ايضا ان الجامعة ستتقدم بـ"طلب الى الامين العام لتسمية المبعوث الخاص لمتابعة العملية السياسة المقترحة في اطار المبادرة العربية". وجاء في البيان الختامي ايضا ان الجامعة العربية ستطلب من "المجموعة العربية في الامم المتحدة تقديم مشروع قرار للجمعية العامة في اقرب الاجال يتضمن المبادرة العربية وباقي القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية بهذا الشان". كما اعتبر البيان الختامي ان "استخدام العنف ضد المدنيين السوريين بهذه القسوة البالغة بما في ذلك استهداف النساء والاطفال يقع تحت طائلة القانون الجنائي الدولي ويستوجب معاقبة مرتكبيه".
وفي رد أولي على قرارات الجامعة العربية، أكد سفير سورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف أحمد رفض الجمهورية العربية السورية جملة وتفصيلا قرار الجامعة الصادر اليوم، مذكرا بأن سورية أكدت منذ البداية أنها غير معنية بأي قرار يصدر عن الجامعة في غيابها. وشدد السفير أحمد في بيان على أن قرار الجامعة قد عكس بشكل فاضح حقيقة اختطاف العمل العربي المشترك وقرارات الجامعة وتزييف الإرادة العربية الجماعية من حكومات دول عربية تتزعمها كل من قطر والسعودية كما أظهر حالة الهستيريا والتخبط التي تعيشها حكومات هذه الدول بعد فشلها الأخير في مجلس الأمن الدولي لاستدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري واستجداء فرض العقوبات على الشعب السوري.
واعتبر السفير أحمد أن هيمنة سياسات وتوجهات حكومات بعض الدول العربية وخاصة قطر والسعودية على آليات العمل العربي قد باتت تشكل خروجا فاضحا على ميثاق جامعة الدول العربية وعملاً عدائياً مباشراً يسعى عبر ممارسة التحريض السياسي والإعلامي إلى استهداف أمن سورية واستقرارها.
وأكد السفير أحمد أن ذات الحكومات العربية هي من تقف إلى الآن وراء إفشال أي حل سياسي متوازن للأزمة في سورية وهي من تعمل على محاصرة الشعب السوري بالعقوبات الاقتصادية وهي من ترفض الدعوة إلى وضع حدٍ للعنف والإرهاب وتدمير البنى التحتية في البلاد وتتجاهل إدانة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف أرواح وممتلكات السوريين بل تقوم بتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة علناً أو تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية.
وقال السفير أحمد ان الاستعراض الإعلامي الذي مارسه بعض وزراء الخارجية العرب اليوم خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي عكس المواقف العدائية وغير المتزنة لهذه الدول تجاه سورية، مستغرباً في هذا السياق تأثر بعض الوزراء بما يزعمونه كذباً عن جرائم ضد الشعب السوري في الوقت الذي تقوم قوات الأمن في بلادهم بقتل المتظاهرين المدنيين العزل علناً في البحرين والقطيف.
ودعا السفير أحمد الدول العربية الحريصة على استقلالية قرارها الوطني والقومي وعلى الأمن القومي العربي إلى التصدي لمحاولات اختطاف القرار العربي وجعله رهينةً لسياسات وأجندات حكومات عربية تسعى الآن من خلال المال والغاز والنفط وبالتحالف مع الولايات المتحدة والغرب إلى فرض هيمنةٍ مطلقة على العمل العربي المشترك وتسخيره لصالح أجندات غربية تخطط لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة بما يؤدي إلى فرض تسوية للصراع العربي-الإسرائيلي تهدر الحقوق والأرض وإلى إحداث شرخٍ حقيقي في الهوية العربية والإسلامية.
الرئيس بشار الأسد تسلم من اللجنة المكلفة اعداد دستور جديد للبلاد نسخة من مشروع الدستور السوري الجديد، للاطلاع عليه وتحويله الى مجلس الشعب قبل طرحه للاستفتاء العام. وقال عضو لجنة اعداد الدستور قدري جميل ان المادة الثامنة من الدستور السوري الحالي، والتي تنص على ان حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، لم تعد موجودة في الدستور الجديد. وخلال اللقاء أثنى الرئيس بشار الاسد على جهود لجنة الدستور، مؤكداً على ان طرح الدستور على الاستفتاء الشعبي سيتم في آذار/مارس المقبل.
ميدانياً، علم ان الجيش السوري بسط سيطرته بشكل كامل على منطقة الزبداني في ريف دمشق، فيما شيعت مدينة حلب شهداء الهجومين الانتحاريين.
وعلم ان القوى الامنية اللبنانية القت القبض على المدعو م.أ عند نقطة المصنع على الحدود مع سورية بتهمة تهريب اسلحة. وقد اقتادت مخابرات الجيش الموقوف الى التحقيق، بعد ان ضبطت في سيارته اربعة الاف طلقة M16، واربعة بنادق حربية من نوع كلاشينكوف وبندقية من نوع بومب آكشن كان ينوي تهريبها الى سورية.
المصدر:قناة المنار
إضافة تعليق جديد