مؤتمر الأمة العربية لمواجهة العدوان الأمريكي
جدد رئيس التيار الشعبي في مصر حمدين صباحي التأكيد على ثبات الموقف المصري الرافض للعدوان الأمريكي على سورية تحت أي ذريعة كانت مؤكدا أن ادعاءات الإدارة الأمريكية بأنها "تحمي الشعب السوري" كاذبة فهي تنفذ مخطط تقسيم المقسم وتفتيت المفتت لإعادة إنتاج ما جرى في اتفاقية سايكس بيكو بغية وضع الأمة العربية أمام تحديات الفتن الطائفية والمذهبية خدمة للمصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وقال صباحي في كلمة له اليوم خلال مؤتمر الأمة العربية في مواجهة العدوان الأمريكي على الوطن العربي.. "سندافع عن سورية لتبقى موحدة مستقلة عروبية ممانعة للهيمنة الأمريكية والمخططات الصهيونية وستنتصر إرادة أمتنا العربية ليبلغ الشعب العربي ما يرجوه وما يستحقه من وطن يليق به".
وحذر صباحي من "تحول سورية إلى قاعدة لإرهاب منظم" تحصد نتائجه كل الدول العربية التي دفعت باتجاه حصول العدوان في حال تم الاعتداء على سورية مستغربا موقف الجامعة العربية الذي منح رخصة للعدوان الأمريكي على سورية في حين رفضه مجلس العموم البريطاني.
وأكد صباحي أن وقف العنف في سورية يعني أن يبقى قرار هذا البلد وطنيا شعبيا بدون أي تدخل من آلة القمع والقتل الأمريكية المتهمة الأولى في العالم بالعدوان على حقوق الإنسان مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ترعى أكبر وكر للإجرام والعنصرية والأسلحة الذرية والمتمثل في الكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض ويهدد العرض والمقدسات والتاريخ.
كما عبر صباحي عن تمسك مصر المستمر بالوقوف إلى جانب سورية في كل ما يمر بها لأن "كل عدوان على سورية هو عدوان على مصر وتهديد للأمن القومي العربي وليس لأمن سورية فقط" منوها بدور القوى الشعبية المصرية التي تدين وبشدة موقف الإدارة الأمريكية وحلفائها وتابعيها.
من جانبه قال نقيب المحامين المصريين واتحاد المحامين العرب سامح عاشور.. "لن نقبل أن تكون سورية الهدف القادم من أجل التقويض والانقضاض على الأمة العربية وتصفية المنطقة بحجة الديمقراطية" معتبرا أن مواقف الجامعة العربية وبعض الأنظمة العربية حيال سورية تمثل تجسيدا صارخا للخضوع العربي لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذا لأوامرها وسياستها في المنطقة.
وأوضح عاشور أن أولى معالم المخطط الغربي الممنهج الذي يستهدف ضرب المنطقة العربية بغية جعل إسرائيل دولة تقود المنطقة لوحدها فقط تمثل في احتلال العراق وخروج الخليج من مشهد مواجهة الأمة العربية للاحتلال الإسرائيلي ثم حدوث الاستقطاب الاقتصادي المعادي للعراق ولمن يقف معه لتأتي المرحلة الثانية المتمثلة في تقسيم العراق والسودان وضرب ليبيا لافتا إلى أن المرحلة الراهنة تشهد على التدخل في سورية ولبنان بحجج واهية وذرائع لا أساس لها.
وأكد عاشور أن مصر ترفض وبشدة حمل السلاح والتوجه إلى القتال في سورية بذريعة "الوقوف إلى جانب الشعب السوري" معتبرا كل شخص يقدم على هذا العمل مأجورا من قبل الدول والأطراف المعادية وخاصة تركيا وتنظيم القاعدة والولايات المتحدة لأن الشعب السوري هو من سيضرب بمساعدة البوارج والصواريخ الأمريكية.
ودعا عاشور المجتمع العربي المدني الى الاتحاد في موقف واحد صريح للوقوف مع سورية والدفاع عنها محذرا من إمكانية تعرض المصالح الاقتصادية الأمريكية في المنطقة للخطر مادامت مصالح الأمة العربية تحت وقعة الخطر أيضا مضيفا.. "إن من يفرط بدمشق سوف يفرط غدا بالقاهرة ولكن لن نفرط لا بدمشق ولا بالقاهرة".
بدوره قال رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فائق .. "إن الهدف الرئيسي من التدخل العسكري الأمريكي في سورية هو إضعاف الجيش العربي السوري وكسر شوكته خدمة لمصالح إسرائيل" لافتا إلى أنه في الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن تدخلها في سورية عائد لما تسميه أسبابا أخلاقية وإنسانية تخلع هذه الأخلاق أمام سجون أبو غريب وغوانتانامو كما سبق أن تجاهلتها تماما أيضا حين احتلت العراق.
ولفت فائق إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه أمريكا لشن عدوان على سورية خارج نطاق الشرعية الدولية ودون انتظار تقرير بعثة المحققين الدوليين التابعة للأمم المتحدة وفي الوقت الذي تدور فيه مناقشات بين دول العشرين وفي مجلس العموم البريطاني والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي يظهر تخاذل الموقف العربي مع سورية.. مبينا أن الموقف العربي يغط في انتظار عميق صامت مكتفيا بترقب العدوان وتوقع مداه وزمانه وحدوده حتى أن بعضهم نادى بهذا التدخل منذ اليوم الأول للأزمة في سورية.
وأدرج فائق اجتماع اليوم في القاهرة تحت إطار خطوات الوقوف مع سورية لإيصال صوت الأمة العربية إلى كل أرجاء العالم متسائلا.. أليس هناك دول في المنطقة العربية من مصلحتها توجيه أصابع الاتهام إلى سورية باستخدام السلاح الكيماوي.. وهل تأكدت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من الادعاءات التي تتهم الحكومة السورية بذلك قبل التهديد بالقوة مؤكدا أن التدخل الخارجي وخاصة العسكري هو "ضربة في قلب الأمة العربية وستكون نتائجه كارثية على كل دولها".
من جهته أشار أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن عبد الملك المخلافي إلى أن اجتماع اليوم يأتي تجسيدا لموقف كل الشعب العربي الرافض للاعتداء على سورية بكل أشكاله في الوقت الذي اجتمعت فيه الأنظمة العربية خلال الأسبوع الماضي في القاهرة أيضا لتتخذ موقفا يساند العدوان الأمريكي على سورية وتدعو إليه وتعلن موافقتها على حدوثه.
ووصف المخلافي العدوان المحتمل على سورية بأنه حلقة سوداء من سلسلة اعتداءات متواصلة على الأمة العربية لافتا إلى أن الجيل الذي تعلم دروس الكرامة حين قالت دمشق "هنا القاهرة" وعاش المجد العربي في الوحدة العربية عام 1958 كان نفسه شاهدا على اجتياح بيروت واحتلال بغداد وطرابلس ومتشبثا بالمقاومة ومتصديا للاحتلال الإسرائيلي ورافضا لكل أشكال الهيمنة والاستعمار.
ودعا المخلافي للوقوف بقوة وحزم ضد من يريد تزييف الوعي القومي وحشد كل المواقف الرافضة للاعتداء على سورية وفضح كل من يدعو للعدوان عليها والتصدي لمن يعتبر الاحتلال تحريرا وديمقراطية ودفاعا عن حقوق الإنسان معتبرا أن معركة الوعي أساسية في قضايا المنطقة إذ يجب أن يتخذ الشعب العربي عبرا من النتائج الكارثية لاحتلال العراق وليبيا.
من ناحيته طالب رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج حسن موسى بوضع آلية عمل موءسساتي مشترك من أجل عودة الشعوب العربية إلى كفاحها المقدس في مواجهة العدو الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية داعيا لضرورة مواجهة الغطرسة الأمريكية التي تعلن دون سند قانوني قرب عملية عسكرية ضد سورية.
واستنكر موسى موقف من يبتهج ويصفق للاعتداء على الشعب السوري وأرضه بذرائع واهية معتبرا أن أي عدوان عسكري على سورية هو إجهاز على القضايا العربية وضرب للأمن القومي.
كما أكد وزير الدفاع اللبناني السابق ورئيس حزب الاتحاد اللبناني عبد الرحيم مراد أن العدوان الخارجي على سورية لم يبدأ حين بدأت الولايات المتحدة تهديدها بالتدخل العسكري وإنما بدأ عندما دعمت الأنظمة العربية الكثير من المقاتلين الذين جاؤوا ليخربوا في سورية بسبب موقفها الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين وكذلك في العراق لافتا إلى أن ما يحصل من حملة سياسية وإعلامية ونفسية محمومة على سورية يذكر العالم بما جرى منذ سنوات قليلة حين جرى التمهيد لغزو العراق مرتكزا على ذات الأساليب والادعاءات.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد