بطريركية أنطاكيا تحاول امتصاص الغضب الشعبي ضد "بيلاجيا أبو سياف"

14-03-2014

بطريركية أنطاكيا تحاول امتصاص الغضب الشعبي ضد "بيلاجيا أبو سياف"

لم تهدأ بعد الضجة التي أثارتها تصريحات رئيسة كنيسة مارتقلا الراهبة بيلاجيا سياف، والتي مدحت فيها «جبهة النصرة» التي قامت باختطافها و15 امرأة أخرى لمدة 3 اشهر.
وحاولت بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ببيان رسمي طويل، نشر على موقعها على شبكة الانترنت أمس، تبرير موقف الراهبة التي كانت خرجت للتو «من اعتقال واختطاف قسري»، معتبرة أن تصريحات بيلاجيا، وإن لم يشر إليها بالاسم، «لا تعبر عن موقف الكنيسة».
وسبق البيان بساعات مسعى ناشطين لتوقيع عريضة، حصدت مئات التواقيع، لـ«طردها من الكنيسة»، كما تزامنت جلبة الراهبات، مع ظهور فيديو صادر عن «النصرة» لمخطوفات قيل انهم من «الطائفة العلوية» في ريف اللاذقية، يطالبن بالإفراج عنهن عبر «صفقة» جديدة.
ورأى كثر في التطور الأخير مؤشرا على «خطة ربما للتمادي في استغلال مشاعر الأقليات، ولا سيما المتضامنة مع النظام، ولكن ضده في مسائل المخطوفين».
وبعد نشر فيديو مخطوفات اللاذقية بساعات، تبنته محطة «الجزيرة»، مشيرة إلى شروط الصفقة التي طرحها الجانب الخاطف، وتوالت بعده تعليقات والتغريدات عن «محاولة ابتزاز قطري للنظام، عبر صفقة جديدة للإفراج عن مخطوفين موالين».
وقالت إحدى السيدات في الشريط، الذي يظهر العشرات من الأطفال والنساء المحتجزات، انها من قرية الحموشية، وانها محتجزة منذ الرابع من آب الماضي بعد هجوم للمسلحين على قرى في ريف اللاذقية الشمالية.
ولم تتحدث النسوة مطولا، إذ سبقها التقرير للإعلان عن رغبة في «صفقة» جديدة، ذكرت القناة إن شروطها تتلخص بالتالي «بأن تشمل عملية التبادل ألفي معتقل لدى النظام، لا تقل مدة اعتقال أي منهم عن عام، وأن يكون سبب الاعتقال لهؤلاء على صلة بالثورة، وأن يكون غالبية ممن سيشملهم التبادل من المناطق الساحلية»، مشترطا أيضا وجود «جهة ضامنة لتنفيذ اتفاق التبادل».
وجاء التقرير مقصودا على ما يبدو للاستفادة من حالة سخط واضحة نقلتها صفحات التواصل الاجتماعي، عن غياب المجهود الفعلي لتقصي مصير أو تحرير أعداد كبيرة جدا من المخطوفين والأسرى، ولا سيما من الموالين. ونشرت شبكات الموالين صورا لأطفال، ولا سيما من ريف اللاذقية، اختطفوا خلال الهجوم في آب، والذي ذهب ضحيته المئات وفقا لبيانات الناشطين في المنطقة.
وما زاد من أثر السخط كان تصريحات سياف، وتقديمها الشكر للخاطفين على «المعاملة الحسنة». وتحمس كثر بعد حملة شتائم طويلة، لإصدار عريضة موجهة للبطريركية لـ«طرد» بيلاجيا «من الخدمة الكنسية»، وفق ما بين موقع «عريضة أون لاين» السوري، والتي اقتصر الموقعون عليها على 465 شخصا حتى أمس.
كما نقل موقع «الخبر» السوري، أسوة بمواقع ومحطات تلفزة محلية أخرى، أن أهالي بلدة صيدنايا المسيحية يرفضون استقبال الراهبة. خبر أذيع إلا انه بقي مجردا من أي توثيق بالصور أو التصريحات الحية. وهو أمر دفع الكنيسة إلى إصدار بيان، في محاولة لـ«الحد» من تمادي الجدل، والذي قالت انه أصاب «الدين المسيحي» ذاته.
واستهلت البطريركية بيانها بشرح ما جرى بعد الإفراج عن الراهبات، مضيفة «إلا ان الفرح بقدوم أخواتنا عكّره ما جاء على لسان بعض أخواتنا الراهبات اللواتي كنّ قد خرجن للتوّ من اعتقال واختطاف قسريٍّ. إن غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يؤكد لجميع السوريين، مسيحيين ومسلمين، أبناءً وإخوةً، أن هذه التصريحات لا تعبر عن موقف الكنيسة، وهي نابعةٌ من سطوة اعتقال طويل. ولسنا هنا بصدد تبريرها أو بمعرض تحليل ظروف صدورها».
ورأى البيان أن «الارتدادات تجاوز بعضها الحدث والتصريح للإساءة إلى الحضور المسيحي برمته»، آملا «من أهلنا في الوطن أن يكونوا عاملين ومتكاتفين للخلاص من المحنة، وألا يلجأوا إلى لغةٍ لا تعبر عن قيمنا الروحية والحضارية، بل أن يرتقوا إلى مستوى التضحيات»، مؤكدا أن الكنيسة «دانت وتدين كل إرهاب وتكفير وخطف وعنف يضرب الربوع السورية، ويهدم المسجد كما الكنيسة. فالخطف والتعرض للمقدسات هما وجهان لعملة واحدة، ومسمى واحد، وهو الإرهاب».
وختم البيان بأن «كنيسة أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس تؤكد دوماً أنها ابنة الوطن والديار التي تحيا فيها، وأن ما يصيب سوريا يصيب هذه الكنيسة في الصميم. نزف سوريا هو نزف قلبنا، وسلامها بلسم لقلوبنا، ومجد سوريا إكليل غار على رؤوسنا. والكنيسة التي قدمت جول جمال (ضابط سوري نفذ عملية استشهادية ضد بارجة فرنسية في حرب السويس) في خمسينيات القرن الماضي دفاعا عن عزة وطن قدمت وتقدم إلى الآن قوافل شهداء».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...