الطائرة الماليزية المفقودة تظهر في صحراء الصومال
أخيراً، حُلّ لغز الطائرة الماليزية المفقودة في الرحلة MH370 بين كوالالمبور وبيجينغ. لا يهمّ أن الحل تأخّر كثيراً. ليس الوقت هو المهم. ربما الأكثر أهمية أنها خرجت من سجل الاختفاءات الغامضة في تاريخ الطيران والفضاء. والمثير أن خروجها من ذلك السجل جاء بعد سنوات قليلة من خروج طائرات «الرحلة 15» في «مثلث برمودا» من القائمة عينها.
في تفاصيل الخبر، أن خبراء مشروع شق الأوتوستراد الجنوبي السريع العربي - الأفريقي، وهو يستكمل تواصل الطرق العربية في شمال أفريقيا وشرقها وغربها، أصروا على المسح الشامل للمناطق المحيطة بالخط المقرر لسير الأوتوستراد، قبل انطلاق المشروع. علّل الخبراء طلبهم بأن المستثمرين لم يقبلوا مشاركة مع الجهات الحكومية، من دون هذه الخطوة.
بصورة سريعة، جرت الاستعانة بالتلسكوبات والأقمار الاصطناعية. وتعرّف تلسكوب قرية «أرمسترونغ» القمريّة على بقايا حطام لهيكل يشبه طائرة ركاب قديمة الطراز. وغيّر القمر الاصطناعي العربي «ناصر-4»، مساره كي يركّز على المنطقة التي رصد فيها الحطام في صحراء الصومال. وبفضل بحوث ذكيّة على «وورلد وايد كونكت»، تبيّن أن الحطام يعود الى الطائرة الماليزية التي فقدت قبل أربعين سنة بالضبط.
وعلى الشبكة أيضاً، لوحظ أن الجمهور الافتراضي ربط بينها وبين ما حدث قبل عشر سنوات، حين عُثر على هياكل غارقة قبالة سواحل بورتوريكو لطائرات الأسطول الأميركي الخمس التي اختفت في «الرحلة 15» الشهيرة عند «مثلث برمودا»، وبقربها بمسافة 5 كيلومترات، هيكل سفينة البحث التي غرقت في اليوم نفسه من العام 1945.
وفي ضوء المسافة الطويلة التي تفصل موقع الاكتشاف عن مسار الرحلة، رجح أحد خبراء الطيران أن يكون الحدث الأصلي الذي سبب مأساة الطائرة، وقع في عنبر البضائع. وأدى ذلك إلى فتح الباب فوراً، وسقوط الأمتعة والبضائع كلها، ما جعل الطائرة خفيفة نسبياً. وتسبّب الأمر نفسه في حدوث انخفاض مفاجئ للضغط في كابين القيادة، ما أفقد الطيّار ومساعده الوعي. واستكملت الطائرة رحلتها بواسطة أجهزتها المؤتمتة الداخلية، بينما حدث تمزّق في الأسلاك المتصلة بأجهزة الطيار الآلي. وفي تلك الظروف، سارت الطائرة بشكل متخبّط. فكانت ترتفع وتهبط تكراراً عبر مسافة تربو على مئات الأمتار. وبذا، فقد الركاب الوعي نتيجة هبوط ضغطهم الدموي المفاجئ الناجم عن السقوط السريع والارتداد السريع للطائرة. وطارت الطائرة مسافة أطول من المتوقع، وانحرفت الى الغرب باتجاه أفريقيا، بسبب الانخفاض المفاجئ في حمولتها.
لم يتردّد الرئيس الماليزي أنور براديش في الطلب من سلاح الجو الماليزي إنزال الروبوت - السيّارة من نوع «أوباما»، وهو مخصّص لاستكشاف الصحراء. ويشتهر عن الروبوت «أوباما» بأنه سليل مباشر لروبوتات استكشاف الفضاء.
ويتوقع وصول «أوباما» غداً، بينما سار أبناء للمفقودين وأحفاد لهم أيضاً، في مسيرة صامتة في شوارع بيجينغ. وتعاطفت معهم فوراً تظاهرات هولوغرامية عمّت الشبكات الدولية الرقمية.
غسان رزق
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد