طائرة من دون طيار..للإسعافات الأولية

شهدت جامعة "دلفت" في هولندا أمس، إطلاق أول نموذج تجريبي لـ"طائرة إسعاف من دون طيار" في العالم، قادرة على نقل جهاز للصدمات الكهربائية في وقت قياسي، لمساعدة الأشخاص الذين يصابون بنوبات قلبية.
ويمكن أن تصل سرعة هذا النموذج المزود بست مراوح إلى مئة كيلومتر في الساعة، وينقل شحنة يبلغ وزنها أربعة كيلوغرامات، وهو قادر على التوجه بشكل مستقل إلى هدفه عن طريق تحديد مصدر اتصال الطوارئ واستخدام بيانات مستقاة من نظام التموضع العالمي "جي بي أس".
وأكد مطور النظام، إليك مومونت، في بيان، أن "نحو 800 ألف شخص يتعرضون سنوياً لنوبات قلبية في الاتحاد الأوروبي، وثمانية في المئة منهم فقط يبقون على قيد الحياة"، موضحاً أن "السبب الرئيسي هو الوقت الطويل نسبياً الذي يستغرقه وصول فرق الإغاثة إلى موقع الحادثة، أي ما يقارب عشر دقائق، في حين أن الوفاة في هذه الحالات تحصل في غضون أربع إلى ست دقائق".
وأشار مورمونت إلى أن "طائرة الإسعاف من دون طيار" قادرة على نقل جهاز للصدمات الكهربائية خلال دقيقة واحدة في منطقة قطرها 12 كيلومتر مربع، ما يرفع فرص النجاة من هذه النوبات القلبية من ثمانية إلى 80 في المئة.
وفور وصول الطائرة إلى الموقع، يمكن للطاقم الطبي التواصل وإعطاء التعليمات للأشخاص الموجودين قرب الضحية، وخصوصاً بالاستعانة بمذياع وكاميرا موجودين في طائرة الإسعاف.
وبحسب تقارير صحافية، جذبت طائرة الإسعاف الصغيرة منذ الإعلان عنها اهتمام هيئات الإسعاف الهولندية في أمستردام، كما حصدت إعجاب "المؤسسة الهولندية لصحة القلب".
وتستعمل الطائرات من دون طيار اليوم في إعداد الخرائط ومراقبة أنابيب النفط والسكك الحديدية وخطوط التوتر العالي، وحتى في الزراعة، كما أصبحت تستخدم على نطاق واسع في مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود.
وفي شهر كانون الأول الماضي، أعلن العملاق الأميركي للتجارة عبر الانترنت "أمازون"، عزمه استخدام الطائرات من دون طيار لإيصال الطرود إلى زبائنه خلال العام المقبل.
وبعدما أعلن موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي تخصيص فريق عمل للبحث عن وسائل جديدة لإيصال شبكة الإنترنت إلى المناطق المحرومة منها، عن طريق الليزر أو عبر طائرات تعمل بالخلايا الشمسية، يستعد الموقع الأشهر في العالم إلى الاستعانة بالطائرات من دون طيار لنشر الاتصال بالإنترنت في مختلف أنحاء العالم.
من جهته، أفاد تقرير نشره "المعهد الدولي للدارسات الإستراتيجية" حول توازن القوى في العالم، أن "انخفاض ثمن الطائرات بدون طيار بفضل تقنيات التصغير، كثف بشكل كبير استخدامها في القطاعين العسكري والمدني".

(عن "ميدل إيست أونلاين")