البابا:حرية التعبير لا تجيز إهانة المعتقدات
اعتبر البابا فرنسيس، قبل وصوله إلى مانيلا أمس، أن حرية التعبير «حق أساسي»، لكنها لا تجيز «إهانة معتقدات الآخرين»، مؤكداً أن «القتل باسم الله شذوذ».
وقال البابا، في الطائرة التي كانت تقله من كولومبو إلى مانيلا رداً على سؤال حول الرسوم الكاريكاتورية في «شارلي ايبدو»، «لا يمكن استفزاز أو إهانة معتقدات الآخرين، أو التهكم عليها».
وشدّد البابا على أن «يملك كل فرد ليس فقط الحرية والحق، بل أيضاً الواجب في التعبير عن أفكاره للمساعدة على الصالح العام، واستخدام هذه الحرية أمر مشروع، لكن من دون إهانة»، داعياً إلى قول الحقيقة لا سيما في السياسة.
وقال «إذا أدلى صديق بأقوال مسيئة حول والدتي فقد يتوقع تعرّضه للكمة، هذا طبيعي. لا يمكن الاستفزاز وإهانة معتقدات الآخرين، لا يمكن السخرية منها». وأضاف «هناك عدد كبير من الناس الذين يتحدثون خطأ عن الديانات الأخرى، ويسخرون منها ويتلاعبون بدين الآخرين، إنهم استفزازيون». وشدّد على أن حرية الديانة وحرية التعبير «حقان من حقوق الإنسان الأساسية».
ودان البابا الجرائم المرتكبة باسم الدين. وقال «لا يمكن الإهانة والقتل باسم الدين، وباسم الله»، مؤكداً أن «القتل باسم الله شذوذ، وينبغي الإيمان بحرية، من دون إهانة وفرض قسري ولا قتل». وتابع «ما يجري حالياً (الهجمات) يثير استغرابنا، فلنفكر في كنيستنا: كم من حروب دينية شهدناها، فلنتذكر ليلة عيد القديس برثلماوس (المجزرة التي ارتكبها الكاثوليك بحق البروتستانت الفرنسيين وكانت في القرن السادس عشر بداية حروب دينية) لقد كنا نحن أيضاً آثمين».
إلى ذلك، تعهّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمام البرلمان، بتعزيز الإجراءات الأمنية ضد الإسلاميين المتشددين، مؤكدة أن ألمانيا لن يقسمها أي تطرف مهما كان شكله.
وقالت «سنحارب بشدة، باستخدام جميع الطرق القانونية المتاحة للدولة، دعاة الكراهية والمنحرفين الذين يرتكبون أعمال العنف باسم الإسلام، ومن يقفون وراءهم، والمخربين المنظرين للإرهاب العالمي».
وأضافت «نشعر بالصدمة والذهول لمقتل الأبرياء الـ17» في هجمات باريس، معربة عن «تعاطفنا مع أقرباء الضحايا والجرحى والشعب الفرنسي». وتابعت «لا أمن عندنا في ألمانيا إن لم يكن هناك أمن في فرنسا، لا يمكن التفريق بين مصير فرنسا ومصير ألمانيا في ظل العولمة».
وحذرت من حدوث عمليات انتقام ضد المسلمين بعد احتجاجات الشوارع التي تقودها حركة «مواطنون أوروبيون ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا) المناهضة للإسلام التي استقطبت 25 ألف مشارك الاثنين الماضي.
وأكدت أن «الإسلام واليهودية هما جزء من ألمانيا». وقالت «سنلاحق بقوة الأعمال المعادية للسامية بكل وسائل دولة القانون، والأمر نفسه ينطبق على الاعتداءات على المساجد».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المسلمين في العالم «هم أول ضحايا التعصب والتطرف وعدم التسامح». وقال، في معهد العالم العربي بباريس، إن «التطرف الإسلامي استفاد من كل التناقضات، وكل التأثيرات، وكل البؤس وانعدام المساواة وكل النزاعات التي لم تلق تسوية منذ زمن طويل».
وكالات
إضافة تعليق جديد