الخناق يزداد ضيقاً على "الائتلاف" المعارض
يبدو أن الخناق يزداد ضيقاً على "الائتلاف" المعارض، الذي صال وجال خلال سنوات الأزمة السورية في عواصم العرب والغرب، معتبراً، آنذاك، أنه صاحب القرار والشرعية في تمثيل السوريين، قبل أن يعود، سريعاً، إلى فنادقه التي خصصت له في اسطنبول والدوحة، التي لم يعد يجد مكاناً آخر يستقبله غيرها.
"الائتلاف" الذي كان يعدُ نفسه، بتطميناتٍ عربيةٍ وغربيةٍ، بأنه سيكون صاحب السلطة في سوريا، يتقوقع اليوم على نفسه، فحتى القاهرة التي كان له فيها أيام حكم "الإخوان"، "مربطاً لأعضائه"، يجد نفسه منبوذاً فيها، وأجهزة الأمن المصري تمنعه حتّى من عقد مؤتمرٍ صحفيٍّ فيها، بحسب ما أعلن رئيس لجنة "الائتلاف" المعارض هيثم المالح.
المنع الأخير الذي تلقّاه "الائتلاف" المعارض، جاء بعد خيبة أملٍ صاحبت قيادات "الائتلاف"، الذين أملوا أن يكون توجّههم نحو السعودية على حساب التوجّه "الإخواني"، شفيعاً لهم في استحواز مقعد سوريا في القمة التي عقدت في مصر، مؤخراً، الأمر الذي لم يتمّ، حيث بقي مقعد سوريا فارغاً هذا العام.
وقال "المالح": أن "الائتلاف" كان سيناقش خلال المؤتمر "رؤيته" للبيان الختامي الصادر من القمة العربية الدورية الـ26 التي عقدت في منتجع شرم الشيخ (مصر) أخيراً، و"الدور الإيجابي للمملكة العربية السعودية من خلال كلمة وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل".
وتابع "المالح"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الحياة"، أنه طلب لقاء أمين الجامعة العربية، نبيل العربي "بعد منع سلطات الأمن المصري إقامة مؤتمر صحافي كانوا قد أعدوا له في مقر الائتلاف من أجل وضع أجهزة الإعلام المصرية في صورة التطورات الجارية على الأرض".
وأضاف: "لقاؤنا مع الأمين العام للجامعة جاء احتجاجاً على عدم دعوتنا للقمة على رغم أن الائتلاف هو الممثل الشرعي والمحاور الرئيسي عن الشعب السوري، وعلى رغم ذلك لم يدع للقمة وهو ما يتعارض مع قرارات قمتي الدوحة والكويت اللتين منحتا الائتلاف حق المشاركة في القمة"، بحسب وصف "المالح".
وكشف "المالح" توجيه "الائتلاف" مذكرة للخارجية المصرية، "سمينا فيها وفد الائتلاف إلى القمة إلا أن الخارجية لم ترد بكلمة واحدة"، و"أرسلنا كلمة الائتلاف إلى القمة عبر بريد القمة أيضاً إلا أن أحداً لم يعرنا أي انتباه"، ليفضح المسؤول المعارض بلسانه ما وصل إليه حال "الائتلاف" المتهالك من نبذٍ عربيٍ ودولي.
يذكر أن الصفعة المصرية، التي تلقّاها "الائتلاف" المعارض، مزدوجةً، خلال أيام قليلة، ليست الصفعة الوحيدة التي يتلقاها عربياً، خلال الأيام الأخيرة، بل تزامنت مع موقفٍ جديدٍ تبنته تونس، وعبّر عنه وزير خارجيتها، بدعوةٍ مباشرةٍ لاستعادة العلاقات مع دمشق، ليجاري الحراك الدبلوماسي الدولي، الذي أعلن، ولو بشكلٍ غير مباشر، انتصار الدولة السورية، وفشل مشروع إسقاط الدولة.
وكالات
إضافة تعليق جديد