25-02-2018
نساؤكم حرث لكم
ميس الكريدي:
في حكايات النساء تتداخل السيكيولوجية بالألوهية بالشعوذة .....والسحر ...مثل السحر انجذاب الذكورة الكونية لكل
الاشارات التعبيرية الأنثى .
كرة مشاعر ملتهبة تتدحرج وطاقتها في عينيها ..قرأت المرأة في أشعار الرجال ..قرأتها في عيونهم ..قرأتها في قلوب بعضهم ..وقرأتها في تاريخ الظلام الذي ألبس فتنتها عباءة الشيطان.
المرأة معشوق أبدي ....هكذا حلمت أن تكون ......قد تكون أحيانا ولكنها غالب الحياة بقرار الله لا تكون .
هي قطعة من هذا التاريخ الآثم مساحتها ميدان معارك شرقية .... يحرثونها بالرمح والسيف في سريرها الغارق بدم العذرية .تغتسل من نجاستها المنصوص عليها بقية عمرها ..خائفة من تجاويفها ..مختفية من روحها التي تسقي خصبها ..رهابها من دمها ومن عطرها ومن عطايا الطبيعة ..هي كائن يتطهر من نفسه ..علموها أن تتيمم بترابها من مهدها إلى لحدها .
يا امرأة مثل حصن العدو تحت راية الفتح تتهتكين ..يا امرأة معركة ...يا امرأة ضحية شهوة اللحم المشوي ووليمة وعد وموعد ..يأتونها في الدنيا ويستعدون بالأكفان للقائها في الآخرة ..يا ثكلى بحكم العادة ...يا جارية بحكم الله ...يا محظية وغنيمة وضحية وتراب الوأد في عينك ممهورة بعارك بقرار تاريخي تحميه مقدسات هذا التاريخ الموروث المتوارث بقرار مكتوب قدري كما قدرنا أن نظل في سافل السافلين
يا جسدا محنطا تحت الأستار ....يا امرأة مملوكة ...مرهونة ...يخط عقد استثمارها شرق السبايا
تأخرت في ثورتي ..ولكني أثور .
ألتقط لوحات وومضات عن الحب ومنه ولا تكتمل الحكاية .....لكن الحب يحتاج شجاعة ..لذلك ينبض في وهج المراهقين والشباب , وتقتله ليلاتهم الصامتة عن جماح أنفسهم الراغبة بالرغبة فتنقلب غريزة محمومة شريرة .
تتململ النساء في حمى الوجود وتجود ولا تجود .
ذروتها في الهزيع الأخير من العمر ثلثه أو أقل قليلا ..وقتها يصير الوجدان معتقا ..لكن كل ما تبقى من عيون ولسان وبصمات أصابع تصير جبانة ....
كلما ارتعد الخفقان حولنا إيذانا بالهوى يلفح الأفق ....نغلق كل الأبواب والنوافذ ونسدل الستائر ونلتحف بطانياتنا السميكة وقلنسوة جدي وسروال قطني وأخر من صوف تحت ثيابنا .
الرجل الحلم يخاف حتى من نفسه ..يخاف من احتكاك الطبيعة بما اختزنته فيه من دفء محتمل ......عذريته عاجزة لا تنزف جرحا مثل النساء لكن تحتضر خوفا من عيون الكون حين صوفيته تناديه اختتاما للحياة ..
الانسانية الكاملة تحتاج جرأة نادرة في زمن المسوخ .....وكل الأفعال نصف أفعال وغالبيتها مسخ .
في الليل تستيقظ الشهوات .....شهوة الخيال .
عن العشق والهوى ...نكتب في صوفيته على جيد مكتنز وجسد محشو كوسادة من ريش نعام تعتقه روح سكرى بتمردها .....
تسربت بعض سرديات التاريخ عن العلاقة المقدسة بين جسدين .......وانسلت هاربة من فبضة اللاهوت ...فاستحضرنا الحكايات ..
كان الخصب يوما إله ...كانت الرعشات ممهورة بتوقيع الله .....كان يا ما كان ..إله يلقي تعويذته المقدسة على حرارة الأنفاس إن تشتعل هبات الخلايا لتمتشق العطايا البشرية .......مر الزمان .....وصارت كلها خطايا .
الآن نحتاج أن نعيد إنتاج اللغة التي تترجم الوحي المؤنث نصوص هيام مقدس ..
ونكتب تفاصيل الحياة بلغة ما فوق شعرية ......كيف ترتحل إلى النجوم بقارب يرجه المجذاف ...وقد صنعوا مركبة فضائية ..بساطك السحري تمزق والمرأة التي انتظرتك تحت ثوبها تختزن لك الرحيق مقطرا والهواجس ألحانا والفقد انتظارا والشوق غفرانا ...والعتب خمرا لليلة سكر معتقة بذاكرة النساء وذاكرة النساء حزينة .
أحيانا أصير همجية مثل غيري في معاداة نفسي وامتحان الصبر بقهر نفسي .......هو ليس الصبر هو همجية رفضنا معجونة بخبزنا الشرقي وميثاق الشرف وعذريتنا المعمدة بكل التراتيل والنصوص الكابحة المانعة وكل الرقيات لأجل أن نكبر تحت العمامات وندفن كل ما فينا من جمال تحت سواتر الستر المتجلي منحة من كل السموات التي صلينا تحتها ولأجلها.
التمرد ليس قرار ......بل تراكم ..
حتى الحب اختبار ....حتى الجسد اختبار .....وما أحلى أن تعرف نفسك ...
عندما أفتش ذاكرتي عن حبيب أكتب عنه لأستكمل الناقص في حكمتي وكلماتي .....تهرب مني كل الصور لا أذكر من همس الحياة في أذني إلا القليل .
إضافة تعليق جديد