مسرحية الكورونا (1)

03-12-2020

مسرحية الكورونا (1)

ورد فاضل: مشروع الكورونا متعدد الأهداف كان و سيكون الأداة للتمهيد لخلق نظام عالمي جديد و تغيير صيغة العقد الاجتماعي.

منذ بدء مسرحية الكورونا (بالتأكيد هنالك فايروس محدود الخطورة و قد يكون مميتاً لذوي المناعة الضعيفة و لذا فالحذر واجب، و لكن تم تضخيمه إعلامياً آلاف المرات)، بدأت تتكاثر نظريات المؤامرة الواهية و المشتِّتة و منها على سبيل المثال ربط الكورونا بشبكات الجيل الخامس الخلوية أو بأن اللقاح من تخطيط بيل غيتس لتغيير الجينات البشرية و التحكم بالبشر الخ الخ، و الهدف من إكثار النظريات الواهية هو تشتيت العقل بالأخص أن الشعوب لا تمتلك الثقافة التخصصية (فنسبة بسيطة فقط تعي خصائص شبكات الجيل الخامس للاتصالات و بالتالي تعي أن ربط الموضوع بالكورونا مجرد هراء للتشتيت أولاً و جزء من الحملة الإعلامية ضد الصين المتفوقة بهذا النوع من الشبكات ثانياً) و بالتالي ستحتل هذه الفرضيات المضللة مساحة كبيرة من التفكير و لا يلبس العقل أن يرفضها جميعاً و يسلم بما سيتلقاه من المصادر "الموثوقة" كمنظمة الصحة العالمية الراعي الرسمي للمسرحية.
و كنت قد كتبت في بوست سابق في بداية الكورونا بأن الفرضية الأرشح بأن هنالك اتفاق حكومي عالمي على تبني مشروع كورونا كبديل و محاكاة لنتائج الحرب الثقيلة (و التي ما تزال احتمالاتها قائمة في هذا التوقيت) و توقعت أن تكون أميركا معقل الرأسمالية من الدول الأكثر تضرراً في حين كان عدد إصابتها لا يتجاوز الآلاف (فلتغيير نظام قائم لابد من ضرب معقله و هذه المرة كانت الضربة متفق عليها) هذا يبدو ظاهراً الآن بعد النجاح الإعلامي للمشروع و آثاره التي توازي آثار حرب عالمية من حيث العجز التجاري و معدلات الفقر و سوء الأحوال النفسية الخ الخ، و المتوقع أن يستمر الموضوع فترة أطول بحيث يصبح قبول النظام الجديد عبارة عن مطلب شعبي، سيتجلى ذلك غالباً بمسرحيات اللقاح و التي بدأ التمهيد لها من حيث اختلاف خصائص اللقاحات و شروط تخزينها.... لإطالة زمن اللعبة .
- مقترح إعادة الضبط الكبير The Great Reset عبارة عن اقتراح من الملتقى الاقتصادي العالمي World Economic Forum الذي يضم النخب الاقتصادية و ممثلين عن حكومات العالم (الصين و اميركا و روسيا و اوروبا و و) لإعادة صياغة الاقتصاد و العالم بعد كورونا بصورة أكثر استدامة بحيث يتم الاعتماد على العلوم الرقمية و الطاقات النظيفة و و لتحقيق المساواة و محاربة الفقر و المحافظة على موارد الأرض الخ الخ وذلك من خلال تعاون الحكومات عالمياً، و يقترب هذا المقترح من التحقق شيئاً فشيئاً بعد نجاح مسرحية الكورونا التي كانت المحرك الأساسي لزيادة قوة السلطة المركزية للحكومات بهدف الخطوة القادمة ألا و هي ضبط الأفراد من خلال رقابة السلطة المركزية و ذلك لقيادة العالم بشكل أفضل من خلال تغيير شكل النظام الرأسمالي في ظل ثورة المعلومات الهائلة (التي لا يستوعبها 99% من البشر حتى المختصين منهم ) التي نشهدها، و قولاً واحداً يتم التحضير لنظام عالمي جديد و نحن بانتظار معاهدة Bretton Woods جديدة في السنوات القليلة القادمة و قد يستبدل الدولار كمعيار بسلة عملات رقمية بعد الاتفاق بينما احتمال العودة إلى معيار الذهب ضئيل جداً فالعصر الرقمي بدأ بالتوغل و المعلومات الرقمية هي ذهب المستقبل.
- أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية (بمعزل عن الأسباب الاقتصادية المباشرة) للذهاب إلى نظام أقرب للشيوعي (من قبل أقطاب الرأسمالية) و ذلك بعد فترة طويلة نسبياً من محدودية تدخل الحكومة في السوق مع هامش عالي نسبياً للحرية، السبب أن القفزات التقنية ( كالذكاء الصنعي و تطبيقاته و blockchain و الحوسبة الكوانتية التي ستدخل البشرية إلى عالم الخيال، و غيرها الكثير) التي حصلت مؤخراً كنتائج للنظام الرأسمالي بشكله الذي ما يزال قائماً كانت هائلة كفاية بحيث يجب قوننتها و التحول إلى فلسلفة مختلفة كلياً ترتفع من خلالها قيمة الإنسان (ولو بشكل شكلي مبدأياً) و التركيز على تعاون البشر و التواصل ومحاربة الفقر و التمييز العنصري الخ الخ بحيث يتم التعامل مع الآلة الذكية كآلة لا أكثر تهدف لخدمة الإنسان العظيم و ليس لاحتلال مكانه في سوق العمل و السيطرة عليه (الموضوع إشكالي للغاية فبعد ثقافة التخصص السائدة بالإمكان القول إن البرنامج أكثر ذكاءاً من نسبة عالية من البشر و الآلة أكفأ من الإنسان المُتَقْنَن في سوق العمل).
كيف قادت وسائل التواصل الاجتماعي المحاكاة وفقاً لرؤيا الملتقى الاقتصادي العالمي؟:
- الكل شاهد منظر الدلافين في البندقية بعد توقف المراكب و ذلك للتمهيد لفكرة الاهتمام بالبيئة و الاستدامة (الاستدامة: مفردة ستضج بها مواقع التواصل في السنين القادمة) و هي مقترحات الملتقى و كذلك الإكثار من فديوهات الحرائق أيضا لرفع حالة الفوضى والتركيز على الحلول المستدامة، و الحديث عن تهديد ثقب الأوزون بهدف التحول إلى الصناعات المراعية للبيئة و فرض رسوم تبعاً لمعدل الإنبعاث الكربوني.
- مسرحية فشل الشعوب بإدارة نفسها و تحقيق التباعد الاجتماعي زرع فكرة الحاجة لفرض التباعد بقوة القانون و أن الحكومات أكثر قدرة على الإدارة و معالجة الأزمات.
- على الرغم من محاولة تشويه الصين على كافة الأصعدة فقد دعم الإعلام الاميركي النموذج الصيني بحكومته المركزية من حيث قدرته على احتواء كورونا و الهدف هو التمهيد لهذا الشكل القادم من الرأسمالية الشيوعية و إعطاء الحكومات سلطات أعلى على الشعوب التي اعتادت على هامش أكبر من الحرية و المراد هو إنقاذ الرأسمالية و دفع عجلة الاقتصاد للدوران بصورة أفضل تحت رقابة الحكومات الرشيدة.
- الهدف من فديو بيل غيتس الذي تنبأ به بالفيروس هو الإقرار بقدرة ذوي الشأن بالتنبؤ بشكل الكوارث القادمة. و التوقع الآن أن الكوارث القادمة هي الكوارث البيئية وما له من فرض قواعد جديدة على الصناعة و التفكير، و ستعج وسائل التواصل بفديوهات تهديد للأرض و للمناخ.
- سنسمع قريباً أيضاً برحلات الفضاء الخارجي بشكل أكثر كثافة...و لهذا لابد أن تكون الأرض أكثر استقراراً.
- التحذير من ملامسة العملات الورقية للتمهيد لاستخدام العملات الرقمية، فمعظم البنوك المركزية في العالم قد وصلت مسبقاً إلى عملاتها الرقمية الخاصة و هذا ما سيسمح برقابة أعلى على حركة الأموال (و له فوائده العديدة) ولا أستبعد أن يتجهز المركزي السوري لليرة سورية رقمية في السنوات القادمة.
- تزامن الموضوع مع أفلام من قبيل الجوكر و مسلسلات مثل بابلو اسكوبار و لو كاسا دي بابيل التي تحرض على العنف ضد الحكومات...فيصل الشواش إلى أقصاه تزامناً مع كورونا و بالأخص في أميركا و هذا يقتضي فرض نظام جديد...و لعل الإطاحة بترامب كانت من نتائج الكورونا اذ إنه وقف نسبياً ضد المشروع و هذا ما دفع مؤسسات مثل تويتر و فيسبوك لتحويله إلى مهرج بنظر كل العالم و بالتالي تحويل حالة اعتراضه على نتائج الانتخابات إلى حالة هزلية و أرشح شخصياً أنه تم التلاعب بنتائج الانتخابات فبايدن من مناصري النظام القادم (و ترامب كذلك و لكن يبدو أنه بصورة مختلفة أدت لمشاكل).
- طلال أبو غزالة أحد المنظرين لمقترحات الملتقى و هذا هو سبب فرضه بهذا الشكل المفاجئ على الجمهور فكلامه يتلخص بأنه على حكومات العالم التعاون مع بعضها و أن أزمة الكورونا ستطول و أن النموذج الصيني كان ناجحاً و الحديث عن الطاقات المستدامة، أبو غزالة يمهد لقبول النظام الجديد بأسلوب سلس (و هذا سر الهبوط الهادئ لطلال أبو غزالة من السماء).
- سنشاهد من الآن فصاعداً تصعيداً إعلامياً لحملات المساواة مع المرأة و نشر قيم العدالة في توزيع الدخل و محاربة الفقر أي التركيز على الإنسان كقيمة و ليس كآلة في عصر الآلة، تمهيداً للقادم.
.................
- العملات المشفرة و التي كانت الحلم بعالم غير مركزي تسود فيه سرية المعلومات يبدو أنها ستواجه هجوماً شرساً و أعتقد أنها ستكون المنفذ للعبة القط و الفأر بين الحكومات و الأفراد أو حتى لأفراد الحكومات ريثما تستقر الأحوال.
- الحكومة في سوريا بالتأكيد على دراية بالتغيرات الدولية القادمة و هذا يستوجب التزاماً نسبياً بقواعد اللعبة و من هذه القواعد قاعدة اللقاح أو الإغلاق الجزئي.
-التطبيع بين الإمارات و إسرائيل غير المبرر من حيث التوقيت قد يكون أحد دوافعه تسريبات عن المشروع الجديد و قدرات إسرائيل المتميزة بالعالم الرقمي و أمن المعلومات أي استعدادها المسبق للعالم الرقمي القادم.
- نظام مراقبة السلوك الاجتماعي social credit system قد يبدأ تداوله إعلامياً و لكن إن كان له بالظهور فسيسبقه أعمال عنف.
- بعد أن ينتشر هاشتاغ TheGreatReset# سيتم طرح نظريات المؤامرة الواهية و المشتتة بهدف إلهاء النظر عن المشروع و منها أن التحكم بالبشر سيتم عن طريق اللقاح أو زراعة الرقائق أو أو.
- واحدة من توقعات الملتقى: في عام 2030 لن تمتلك شيئاً و مع هذا ستكون سعيداً.
- النظام العالمي القادم ستكون له محاسنه بالتأكيد و ستكون له مساوئه و نأمل أن تكون انعكاساته إيجابية على الحبيبة سوريا على الرغم من هذه الحرب التي أخرتنا في قطاعات عديدة منها مواكبة الركب الرقمي، و لكنها لم تؤخر فينا المحبة
و التفوق و الرغبة بالحياة.


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...