ظاهرة الخروج من الجسد أو الاسقاط النجمي

03-08-2021

ظاهرة الخروج من الجسد أو الاسقاط النجمي

تخيل أنك مستلق على فراشك بعد يوم منهك من العمل لتأخذ قسط من الراحة.
وبشكل غامض تبدأ حواسك و وعيك لما حولك يتقهقر تدريجيا ,بعدها يصيبك شلل تام و بعد محاولتك الخروج من هذه الحالة تجد نفسك تخرج من جسدك لترتفع للأعلى، تبدأ بالتخمين أن معادك قد حان، تلتفت الى الاسفل، تبا أنت ترى جسدك ملقى على الفراش، هذا وصف عام لتلك الظاهرة التي تعرض لها الكثيرون و المسمى (Out of Body Experince).على كل حال هم لم يخرجوا من أجسادهم بل خيل لهم ذلك.

اذاً ماذا بالضبط؟

هذه الظاهرة مسجلة منذ قدم التاريخ من قبل بعض ممن تعرضوا لها و كانوا مقتنعين بلا جدال رؤيتهم لأجسادهم من الخارج.

قام كثير من علماء النفس و الأعصاب، من أمثال تشارلز ريخت و ادموند جورني و سيليا جرين في القرن المنصرم، و عالم الأعصاب أولف بلانك من المعاصرين،بدراسة هذه الحالات وقدموا تفاسير نفسية و فيسولوجية لها.

السبب الأكثر اقناعا:

نعرف من علم الاعصاب الحديث أن هناك مناطق في الدماغ مسؤولة عن ربط مختلف الحواس ببعضها لتعطينا صورة شاملة عن محيطنا.

من هذه المناطق منطقة تدعى( right temporal-parietal junction) و هي منطقة التقاء الفص الصدغي بالفص الجداري من الناحية اليمنى لدماغ.

هذه المنطقة (اختصاراً TPJ ) مسؤولة عن ربط حستي البصر و اللمس معنا، إضافة إلى أنه جزء من منظومة لها عدة وظائف مرتبطة باللغة و امور كثيرة، ما يهمنا منها في هذا المقام هو انها مسؤولة عن اعطائنا ادراك لاجسادنا حيث نشعر غريزيا بواسطتها و كأن وعينا يقبع داخلنا.

باتباع طرق معينة يمكن حث حدوث الظاهرة الخروج من الجسد.

هذه الطرق منها ما هو:

-مكانيكية: عن طريق الازالة التامة لكل مناطات الاسناد الزمانية و المكانية، او الافراط الحسي بالهز العنيف في مهد مخصص و التعرض لضوء ساطع.
كل هذا يعمل على ارباك الدماغ و اغلاقه في وجه المدخلات الحسية و يضعف الوعي بالاتجاهات مما يحدث ارباك بين الذات و البيئة المحيطة.

-مغناطيسي: مثل الخوذة التي اخترعها عالم الاعصاب الامريكي مايكل بريسنجر الملقبة بخوذة الرب (God helmet) و التي تعمل على حث مجال مغناطسي في منطقة الفص الصدغي التي ارتبطت بما لا يدع مجال لشك بكثير من الرؤى الروحانية مثل رؤية الشياطين و الملائكة و الشخصيات الدينية.


-الكيميائي: مواد مخدرة معينة لوحظ انها تعزز حدوث تجربة الخروج من الجسد، مثل:

و طبعا قد تحدث الظاهرة ذاتيا بفعل اسباب ما تزال مجهولة و لكن قيد الدراسة من قبل كثير من علماء الاعصاب.
ظواهر مرتبطة الحدوث بظاهرة الخروج من الجسد أو الاسقاط النجمي:

1- عرض الرأس المتفجر (Exploding head syndrome): وهو سماع صوت عالي مفاجىء قبيل النوم وكأنه يخرج من الرأس يشبه صوت انفجار او انغلاق باب بعنف.
في احدى الدراسات شملت 16185 شخص تعرضوا لظاهرة الخروج من الجسد، 85% منهم قالوا انها كانت مترافقة مع ما يشابه هذا الصوت.

2- شلل النوم: 72% من المتطوعين لهذه الدراسة قالوا انها كانت مرتبطة بالغالب بحدوث شلل النوم.

3- تجربة الاقتراب من الموت(NDE) تشبهها كثيرا ولكن تختلف عنها بأنها تكون مرتبطة برؤية الأقارب المتوفين و أضواء بيضاء باهرة والشعور بالطمأنينة و الرضى,بينما تجربة الخروج من الجسد ترتبط بحالة هلع عند معظم من تعرضوا لها.

دراسات أولف بلانك:

اولف بلانك عالم أعصاب سويسري كرس أبحاثه لهذه لظاهرة و ظواهر مرتبطة بها.

فاحدى تجاربه قام بلانك بتغذية دماغ امرأة متطوعة بتيار كهربائي في منطقة ال TPJ، ابلغت المرأة عن احساسها بأنها معلقة من سطح الغرفة وفي حالة امرأة اخرى ابلغت عن شعورها بوجود شخص يقف خلفها.

في تجربة اخرى ,لتبيان آلية عمل الدماغ في ادراك البعد المكاني للجسد، قام بلانك بوضع نظارات تعرض صورة ثلاثية الأبعاد للمتطوع و كأنه يقف امام نفسه.
عند فرك ظهر المتطوعين بعصى أغلبهم قالوا انهم شعروا أن الفرك كان لظهر صورتهم في النظارة وليس في ظهورهم الحقيقة.

هذا يوضح كيف ان ادراكنا لأجسادنا يمكن التلاعب به لأبعد الحدود.

طبعا هناك دائما من يتطفلون على العلم بخرافات لا اساس لها من الصحة ،في هذه الحالة نسمع عن ما يسمى (بالاسقاط النجمي) وهو الادعاء ان هنالك جسم أثيري داخل الاجساد المادية يمكن ان يخرج من الجسد و يتجول شريطة ان يبقيا مربوطين بما يسمى (الحبل الفضي).
مثل هذه الادعاءات يمكن اخضاعها للامتحان كأن توضع ورقة مكتوبة عليها كلمة سرية في الغرفة المجاورة و يطلب من المدعي معرفتها دون ان يكون قد علم بها من قبل، وهو ما فشل فيه جميع من ادعوا امتلاكهم هذه القدرات.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...