اليمن: تجدّد التوتّر غربي تعز
بالتزامن مع انتفاض الشارع اليمني في مناطق محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، على خلفية انهيار سعر صرف العملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات تفوق بأشواط قدرات المواطنين الشرائية، شرعت الإمارات، عبر ميليشيات طارق صالح، نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في تفعيل محاولاتها توسيع نفوذها العسكري في مديرية موزع الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة. وأفادت مصادر محلية في مدينة المخا «الأخبار» بقيام تلك الميليشيات، منذ مساء الثلاثاء الماضي، بإعادة انتشار في المديرية المطلّة على مضيق باب مندب، لتحلّ محلّ لواءَين عسكريَّين من «ألوية العمالقة» الموالية للإمارات، والتي يقودها وزير الدفاع الجنوبي الأسبق اللواء هيثم قاسم طاهر، علماً أن انسحاب «العمالقة» (أنشئت عام 2016) جاء وفقاً لتوجيهات إماراتية قضت بـ«إخلاء مواقعها وتسليمها لطارق صالح، من دون أيّ جدال». ووفقاً للمصادر، فإن «لواءَي العمالقة كان من المزمع نقلهما إلى وادي حضرموت (شرق) الواقع تحت سيطرة حزب الإصلاح منذ عام 2015»، لكن «تمّ لاحقاً نقل اللواءَين 20 و22 مشاة من مواقعهما السابقة في مديرية موزع وفي منطقة البرح غرب تعز، إلى منطقة كيلو 16 التابعة لمحافظة الحديدة».
التحرّك الأخير لميليشيات طارق صالح، المؤلّفة من 11 لواءً موزّعة على مناطق استراتيجية غربي محافظة تعز مطلّة على باب المندب، برّرته تلك الميليشيات بعزمها فتح جبهات جديدة ضدّ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، مسرّبةً معلومات عن نيّتها التحرك باتجاه منطقة البرح التابعة لمديرية مقبنة لـ«تحرير» ريف تعز الغربي. غير أن حزب «الإصلاح» الذي يسيطر على الملفَّين العسكري والأمني في مناطق المحافظة الواقعة خارج سيطرة قوات صنعاء، اعتبر هذا «التحرّك الإماراتي الخطير والمشبوه»، مُوجَّهاً ضدّه، كونه يستهدف إحكام السيطرة على المديريات الغربية الواقعة على البحر الأحمر، متّهماً الإمارات بـ«السعى إلى تفجير الأوضاع عسكرياً» هناك. وبالتوازي مع ذلك، دفَع «محور تعز العسكري»، التابع لـ«الإصلاح»، بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى حدود التماس الواقعة بين موزع ومناطق سيطرة ميليشياته، مؤكداً أنه لن يسمح لخصومه باستكمال السيطرة على مناطق باب المندب، وتسليم إدارتها لطارق صالح الذي كان نشر صوراً له أثناء افتتاحه إدارة أمن موزع يوم الثلاثاء الماضي، معلِناً تسلّمه المديرية.
وأعاد التحرّك الأحدث للميليشيات الموالية للإمارات منتصف الأسبوع الجاري والذي جاء عقب توغّل مقاتلي «الإصلاح» في مديرية طور الباحة التابعة لمحافظة لحج، إلى الواجهة، المشروع الإماراتي الذي بدأ العمل عليه منذ عامين، والمتمثّل في وضع مناطق محافظتَي لحج وتعز المطلّة على باب المندب (المخا، ذباب، موزع، الوازعية، ومديريات أخرى من قضاء الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز) في نطاق إداري جديد تحت اسم «محافظة المخا»، ككيان مستقلّ عن تعز وظيفته حماية المصالح الإماراتية في الساحل الغربي لليمن، وتسليم إدارتها إلى ميليشيات طارق صالح (إلى جانب مشروع آخر جرى الحديث عنه، عماده وضع الجزر الواقعة في المضيق، أي ميون وحنيش الكبرى وحنيش الصغرى وزقر، تحت وصاية دولية، بدعوى حماية أمن الملاحة). وفي هذا الإطار، حذر الشيخ عصام هزاع الصبيحي، أحد أبرز مشايخ قبائل الصبيحة في لحج، الأسبوع الماضي، من ترتيبات إماراتية لفصل مناطق المديريات الساحلية التابعة لمحافظتَي لحج وتعز، وإعلانها محافظة جديدة، مهدّداً بأن مشايخ الصبيحة يدرسون، في المقابل، إعلان مناطقهم الممتدّة من الساحل اللحجي وحتى باب المندب التابع إدارياً لمحافظة تعز إقليماً خاصاً تحت مسمّى «باب المندب»، محمّلاً «المجلس الانتقالي الجنوبي» مسؤولية انفصال الصبيحة.
الأخبار
إضافة تعليق جديد