10 أيام ستهز أوروبا: روسيا توقف إمدادات الغاز عبر السيل الشمالي
سلام العبيدي:
القناة الروسية الرئيسية لإمداد أوروبا بالغاز – خط أنابيب السيل الشمالي (المعروف أيضاً باسم “نورد ستريم 1”)، تتوقف بدءاً من صباح الاثنين 11 تموز/يوليو الجاري لأعمال الصيانة المجدولة. ووفقاً للجدول الزمني، فإن الصيانة ستستمر حتى صباح يوم 21 تموز/يوليو.
تجري هذه الصيانة مع التوقف التام للعمل في مرافق صناعة الغاز، كقاعدة عامة، مرة واحدة في السنة. وتتم مزامنة التوقفات الوقائية في جميع حلقات سلسلة إنتاج الغاز والخدمات اللوجستية، ابتداء من حقل استخراج الغاز إلى المستهلك النهائي.
ويتم الاتفاق على هذا الجدول الزمني من قبل مشغلي نقل الغاز في العديد من البلدان المنتجة والمستهلكة وبلدان العبور. وتمَّ الإعلان عن هذا الإصلاح في أيلول/سبتمبر 2021، ولم يتغير موعده منذ ذلك الحين، أي أن لا علاقة لهذه الصيانة بالحرب الاقتصادية بين أوروبا وروسيا.
الغاز والسياسة
لم يحدث من قبل أن استرعى أيّ حدث روتيني من هذا القبيل الكثير من الاهتمام، وتسبّب بكلّ هذه الإثارة على خلفية هجمات العقوبات الغربية ضد روسيا والتكهّنات حول ما قد تؤدي إليه.
صحيفة “فاينانشال تايمز”، مثلاً، كتبت أنَّ “الحكومة الألمانية تخشى أن روسيا قد تستفيد من الصيانة السنوية لخط أنابيب الغاز الرئيسي للتصدير، لقطع إمدادات الغاز بالكامل عن البلاد، ما سيزيد خطر حدوث أزمة طاقة في فصل الشتاء في أكبر اقتصاد في أوروبا”.
المستشار الألماني أولاف شولتس علّق على هذا الاستنتاج بالقول: “سأكون كاذباً إذا قلت إنني لست خائفاً من هذا… ومع ذلك، فإنَّ الافتراضات عما سيحدث ومتى لا معنى لها”.
من يعاني من العقوبات؟
كونسورتيوم “نورد ستريم” يعمل حالياً بقدرة 40%. يرجع ذلك إلى حقيقة أنَّ أحد التوربينات الرئيسية لم يعد من أعمال الصيانة الشاملة في مصنع مونتريال بسبب العقوبات الكندية.
أليكسي ميللر، رئيس مجلس إدارة شركة “غازبروم”، وصف الوضع بالتفصيل في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي مؤخراً، عندما قال إنَّ “أيّ محرّك توربين غازي لديه مدة عمل محدودة بين صيانة وأخرى. وبعد ذلك، يجب تسليمه للمصنع لإجراء إصلاحات شاملة. وقد اتضح أن شركة سيمنز لديها مصنع واحد فقط، حيث يمكن إصلاح هذه المحركات، وهو في كندا. تبنت دولة واحدة فقط عقوبات ضد شركة غازبروم، وهي كندا. المحرك في المصنع. في شركة سيمنز، لا يمكنهم أخذ المحرك من المصنع في كندا”.
بناءً على طلب برلين، أصدرت أوتاوا تصريحاً لإعادة محرك التوربين إلى روسيا، فيما ذكرت شركة “سيمنز” أنها تهدف إلى تسليم المحرك لروسيا في أقرب وقت ممكن.
قبل أسبوع من الخفض الاضطراري لحجم النقل عبر خط “نورد ستريم 1″، تعطل مصنع “فريبورت” الأميركي للغاز الطبيعي المسال. وفي تموز/يوليو، نظَّم عمال النفط النرويجيون إضراباً مطالبين بزيادة الأجور. كلّ هذه العوامل مجتمعة أدت إلى زيادة أسعار الغاز في أوروبا الأسبوع الماضي إلى ما يقارب 2000 دولار لكلِّ ألف متر مكعب.
وقد أجبر انخفاض إمدادات الغاز بالفعل أكبر شركة للطاقة في ألمانيا “UNIPR” على التقدم بطلب للحصول على دعم من الدولة. كما أنَّ شركة “BASF” للطاقة على وشك خفض أو إغلاق جزء من منشآتها الإنتاجية بسبب نقص المواد الخام. هذه حال ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، فماذا بالنسبة إلى بقية دول القارة العجوز؟ قل: الحبل على الجرار!
الميادين
إضافة تعليق جديد