إسرائيل تشكك بنيات سوريا للسلام وتعتبرها محاولة لتحسين صورتها
شككت إسرائيل في النوايا السورية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، معتبرة أنها محاولة من دمشق لتحسين صورتها في أوروبا والولايات المتحدة.ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن اتصالات جرت بين تل أبيب ودمشق بواسطة طرف ثالث.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف غداة الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد إن "إسرائيل تخشى أن يكون السوريون يتحدثون عن السلام ليس لإبرام اتفاق سلام معنا بل لتحسين علاقاتهم مع دول أوروبا وأميركا الشمالية".
وأضاف أن السوريين يستخدمون "الورقة الإسرائيلية لتحسين أوضاعهم في العالم، دون إظهار إرادة حقيقية لإجراء تقارب مع إسرائيل وتحقيق السلام".
وذكر المصدر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت دعا الأسد في التاسع من الشهر الجاري إلى مفاوضات مباشرة "في أي مكان يختاره".وبدورها شككت مسؤولة في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في صدق نوايا الرئيس السوري.وقالت المسؤولة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها في تصريح صحفي "لقد وضع مجموعة من الشروط المسبقة لإجراء مفاوضات تعتبر غير مقبولة".
وكان الرئيس الأسد قال في خطابه الثلاثاء أمام مجلس الشعب السوري عقب أدائه اليمين إن "المطلوب من الإسرائيليين أن يصدروا إعلانا رسميا وواضحا وغير ملتبس حول رغبتهم في السلام، وأن يقدموا ضمانات عن عودة الأرض كاملة لأننا لا نريد الدخول في مفاوضات لا نعرف ماهيتها".
وأضاف أن هذه الضمانات يجب أن تكون مكتوبة على غرار ما قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين وأطلق عليه "وديعة رابين".وتتعلق وديعة رابين بالالتزامات التي أبلغ بها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 1994.
وتؤكد سوريا أنها تتعلق بإقامة علاقات طبيعية بين دمشق وتل أبيب مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان السوري المحتل حتى حدود 4 يونيو/ حزيران 1967.وقال الرئيس السوري إنه في حال تقديم هذه الضمانات "يمكن أن تكون هناك أقنية عبر طرف ثالث لنأتي بعدها إلى المفاوضات التي نصر أن تكون مفاوضات مباشرة علنية بوجود راع نزيه".
وتحدث الأسد عن قيام طرف ثالث في الأسابيع الماضية باتصالات وأبلغته دمشق موقفها، مؤكدا أنه طرف يثق به السوريون ويسعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.وبدورها أكدت تل أبيب اليوم حدوث اتصالات "لبعض الوقت" مع سوريا بواسطة طرف ثالث مشيرة إلى أنه لم يستطع إقناع الجانبين باستئناف محادثات السلام.
وأوضح ريغيف أن تركيا والولايات المتحدة وبلدان أوروبا أبلغت دمشق رسائل بخصوص العرض الإسرائيلي، متهما إياها بعدم الرد الجدي واستغلال المفاوضات لتحسين صورتها الخارجية.وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أبدى مؤخرا استعداد المنظمة الدولية للوساطة بين سوريا وإسرائيل، معربا في الوقت نفسه عن ترحيبه باقتراح أولمرت باستئناف المفاوضات وانهارت المفاوضات السورية الإسرائيلية عام 2000 بسبب قضية الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وترفض تل أبيب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد