أوباما وهاكبي يختلفان حول السياسة الأمريكية بشأن العراق

يختلف الفائزان في السباق الرئاسي للبيت الأبيض في ولاية "أيوا" على السياسة الأمريكية حول العراق بشدة، حيث يرفض المرشح الجمهوري مايك هاكبي القس الإنجيلي وحاكم ولاية "أركنساس" السابق، سحب القوات الأمريكية وحتى استتباب الأمن في العراق، فيما يؤيد المرشح الديمقراطي باراك أوباما مبدأ الانسحاب التدريجي من هناك.

وعارض سيناتور "إلينوي"، منذ البداية، الغزو الأمريكي للعراق، وصرح خلال كلمة سابقة في إبريل/نيسان: "ليس هناك حلاً عسكرياً لهذا الوضع.. بل علينا أيجاد حل سياسي."

وأضاف: "لنبدأ في انسحاب تدريجي، على أن نضع سقفاً معيناً يتيح للعراقيين تحديد إرادتهم وكيفية التحرك قدماً."

ومن جانبه دعم المرشح الجمهوري مايك هوكابي الحرب الأمريكية على العراق، منذ انطلاقها، ويؤيد إستراتيجية قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، بخفض تدريجي للقوات الأمريكية يتماشى مع تحسن الأوضاع الأمنية.

ويشير في هذا الصدد على موقعه الإلكتروني: "تركيزي ينصب على الفوز.. للانسحاب عواقب وخيمة لنا وعلى الصعيد الإنساني للعراقيين.. إذا غادرنا سيواجه جيران العراق أزمة لاجئين وسيجروا إلى الحرب هناك."

ويختلف المرشحان على السباق الرئاسي الأمريكي، الذي سينطلق في نوفمبر/تشرين الثاني، كذلك على إستراتيجية "زيادة" القوات الأمريكية ، التي يدعمها هوكابي بدعوى تعزيز أعداد الجيش الأمريكي وحتى استقرار العراق.

وأدان أوباما الإستراتيجية في مجلس الشيوخ فور الإعلان عنها قائلاً: "فقدنا العديد من الأرواح، وكذلك العديد من المليارات، لنثق مجدداً في سياسة الرئيس "جرب وأفشل" التي يعارضها الجنرالات والخبراء، الديمقراطيون والجمهوريون، وحتى العراقيون أنفسهم، حان الوقت لان نغير إستراتيجيتنا بصورة شاملة."

وكان أوباما وهيكابي قد أعلنا الجمعة الفوز في "إيوا"، الولاية التي تعدّ نتائجها مفتاحا مبكّراً مهمّاً في السباق إلى البيت الأبيض.

وبإحصاء 97 بالمائة من الأصوات، حصل أوباما على 38 في المائة، وهو ما يعني أنّه ضمن الفوز حيث أنّه تقدّم على أقرب منافسيه السيناتور السابق جون إدوارز، الذي حصل على 29.8 بالمائة، والسيناتور هيلاري كلينتون التي حصلت على 29.3 بالمائة.

ومع توقع أن تذهب غالبية الأصوات المتبقية لمصلحة إدوارز، حيث أنّه ينتظر أن تكون لأنصاره، فإنّ شعار اليوم في المعسكر الديمقراطي هو خيبة أمل كلينتون، التي تضعها التوقعات على رأس لائحة المرشحين الأوفر حظاً للوصول إلى البيت الأبيض، حيث أنها ستنهي الجولة الأولى في المركز الثالث.

وهتف الكثيرون في المقر الانتخابي لأوباما "لقد فعلناها"، في إشارة إلى فوز مرشحهم في الجولة الأولى من السباق نحو البيت الأبيض.

وبدا واضحاً أنّ أوباما، الذي يرفع شعار التغيير، قد أفاد من المصوتين الجدد وكذلك المستقلين، وكذلك من الشبان الذين حصل على 57 في المائة من أصواتهم، مقابل 13 في المائة لإدواردز، و11 في المائة لكلينتون.

كما تشير الدلائل إلى كون أوباما استفاد من غياب عدد كبير من المعنيين بالتصويت حيث أدلى 124 ألفا بأصواتهم في الوقت الذي توقّع فيه الحزب الديمقراطي أن يصل العدد إلى 218 ألفا.

المصدر: CNN