" تحت سقف واطئ " لنذير جعفر

الجمل :يستعيد نذير جعفر في روايته  الصادرة حديثا : " تحت سقف واطئ " مرحلة السبعينيات في حلب , بكل ما فيها من ألق وانكسارات وصراع وصخب ثقافي وسياسي . وينهض السرد فيها بضمير المتكلم فتتعدّد الشخصيات بتعدّد الرواة, وتتحدّث كل شخصية عن نفسها وعن شبكة علاقاتها الاجتماعية وما تمرّ به من ظروف وأحداث . ويمتزج الواقع فيها بالمتخيّل في رسم الشخصيات وعوالمها وصراعاتها الداخلية , وفي تصوير المكان الحلبي بأبعاده الجمالية والتاريخية والنفسية وما يثيره من تداعيات . متّخذة من حياة الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين وعدد من أصدقائه وأبناء جيله محورا دراميا لها . كما تقارب التعدّد الإثني والديني والسياسي بما في ذلك الوضع التاريخي للأكراد عبر علاقتهم الكفاحية والودية بالحركات والتيارات اليسارية العربية عبر إحدى شخصيات الرواية .    وهي لا تكتفي بالتأريخ والتوثيق لتلك الحقبة الاستثنائية في تاريخ سورية المعاصر , بل تنبش الماضي وتكشف المستور وتقترب من المحظور في تصويرها للصراع بين السلطة والمعارضة الإسلامية المتشدّدة واليسارية الراديكالية  وما جرّه هذا الصراع من آثار وخراب روحي , محاولة بذلك  فهم الحاضر وآفاق تطوره .