سامي الجنادي: شروط التلفزيون تقييد الإبداع
تدور كاميرا المخرج السوري سامي الجنادي في عمل درامي تلفزيوني يصور ما بين الساحل السوري ومدينة دمشق، بعنوان «على رصيف الذاكرة»، من كتابة محمود الجعفوري، وتمثيل أيمن زيدان ومحمد حداقي وشادي زيدان وروعة ياسين ومحمود خليلي ودينا هارون وفادي صبيح وسواهم من نجوم الدراما السورية.
اما القصة فـ «بسيطة وشفافة»، كما يقول المخرج، «فالمسلسل لا يزعم لنفسه منحى كوميدياً، حتى أننا بالكاد يمكن أن نطلق عليه صفة دراما، إذ يتناول قصة مجموعة من الشباب والصبايا انطلاقاً من ذاكرة فتاة مغتربة شاء القدر أن يتوفى زوجها في المهجر، ما سيدفعها الى التفتيش في دفاترها القديمة بحثاً عن صور قديمة للأصدقاء من عهود ماضية حتى تصل في ذكرياتها إلى المجموعة الشبابية التي كانت تحمل في ما مضى هموماً فكرية مختلفة». ويضيف الجنادي: «في هذا العمل نسلط الضوء على هذه المجموعة من الشباب لنعرف ما الذي حل بها، وأين أصبح أفرادها، وأين أصبحت مشاريع هؤلاء وأحلامهم وعلاقاتهم الانسانية. فمثلاً، شخصية مهند (يؤديها الفنان السوري أيمن زيدان) تذكر كثيراً بشخصية موسيقي معروف يعيش في قرية تكاد تكون منسية... حتى أن عالمه الموسيقي يكاد يكون قطعة من الماضي، والبيانو يظهر في العمل كما لو أنه قطعة اكسسوار مكملة للديكورات المطلوبة. وبنتيجة أحداث معينة يعيد هذا الموسيقي علاقته بالآلة الموسيقية من خلال اعادة انتاج بعض المقطوعات التي تنتمي إلى أزمنة ماضية ومختلفة، وكأنه يعبّر في شكل من الأشكال عن قطيعة مع هذا العالم الذي يحيط به».
ويشير المخرج الى أن «الأحداث تدور من حول جيلين تغذيهما مفاهيمهما الخاصة عن الحياة والحب». ويقول ان هذا العمل لا يرتكز على قصة بحد ذاتها، «إنما هناك مجموعة حكايا. كما انه لا يوجد لدينا بطل محوري، بل مجموعة أبطال تدور الحكايا من حولهم. ونحن نرمي من خلال علاقات الحب إلى أن نكشف عن كل القضايا الأخرى: المفاهيم الانسانية، الذائقة الجمالية... فمن خلال الحب تستطيع أن تسبر غور الانسان وثقافته وعمقه الانساني». وعما إذا كان المخرج في هذا العمل يجرب أسلوباً فنياً لم يعتده جمهور التلفزيون، يقول الجنادي: «في المحصلة النهائية يسعى الفنان إلى ما هو غير مألوف، من دون ان ننسى اننا محكومون بشروط اللعبة التلفزيونية. فللتلفزيون جملة شروط تحكم المخرج وتتحكم به، مثل الامكانات المتاحة أمامه».
وينفي الجنادي أن يكون ظهور أيمن زيدان ومن حوله لفيف من نجوم الصف الثاني في الدراما السورية هو تأكيد لحضور البطل الفرد ويقول: «هذا ما يبدو للوهلة الأولى، ولكن عندما تشاهد العمل ستتأكد من ان ذلك له علاقة بنسيج العمل العام. صحيح أن أيمن زيدان لديه شخصيته المتميزة في المسلسل، لكنه بطل من جملة أبطال، علماً أنه ممثل كبير، ونجم عربي بامتياز. وأعتقد أنه لو كان موجوداً في الوسط الدرامي المصري مثلاً، فالأكيد أنه سيكون له ورشة كتابة على غرار بعض نجوم الدراما المصرية المعروفين». ويتحدث المخرج السوري عن مفهوم النجم في سورية قائلاً: «إن مفهوم النجم هو ما تخلقه السينما على وجه الدقة. واذا قارنا بالسينما المصرية، هناك صناعة سينما مزدهرة تعمل على صناعة النجم وتسويقه. أما إذا أخذنا هذا المفهوم بالمعنى الواسع للكلمة، فنحن لدينا نجومنا على مساحة العالم العربي، ومن كل المراحل العمرية، ومنهم من شكل حال حضور عربية بدليل الاستعانة ببعضهم بعضاً في الدراما المصرية نفسها. ولكن تظل ذاكرة التلفزيون هشة، فإذا لم يوجد الممثل على الدوام على الساحة الفنية، فإنه ينسى ببساطة نتيجة زحمة الأعمال والأسماء».
يذكر أن «على رصيف الذاكرة» هو ثالث عمل يقدمه الجنادي بالتعاون مع أيمن زيدان.
فجر يعقوب
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد