التثقيف الجنسي للرجال مطلب نسائي
واشتملت عينة الاستطلاع، الذي تم كجزء من دراسة، تهدف إلى تقييم نظرة المرأة نحو الناحية الجنسية في العلاقة الزوجية، ومدى معرفتها إزاء العواقب والتحديات الجنسية المحتملة في المستقبل، ضمت نساء متزوجات ينتمين إلى مختلف الأصول والشرائح العمرية التي تعيش في االامارات.
ويرجع سبب انفتاح ومعرفة النساء اللاتي شملهن الاستطلاع، للآثار النفسية الصعبة التي تطال المرأة بسبب هذا المرض، وبنفس القدر الذي يؤثر على الرجل، إذ أنه لا يمكن تجاهل مشاعر الكبت المؤلمة التي تعيشها المرأة عند إصابة زوجها بمشكلة الضعف الجنسي.
كما أظهرت الدراسة، التي حصلت CNN على ملخص عنها، أن النساء أكثر استعداداً للتحدث عن هذه المشكلة، فيما يبدي غالبية الرجال تردداً أكثر، نتيجة الشعور بالحرج لمناقشة هذا العارض الصحي مع زوجاتهم أو حتى مع الطبيب.
وتعليقاً على نتائج تلك الدراسة، قال الدكتور ديباشيش سينغوبتا، اختصاصي أمراض الجهاز التناسلي، في مستشفى المركز الطبي التخصصي الجديد في دبي: "لقد أظهرت نسبة عالية تصل إلى 73 في المائة من النساء، أنهن أكثر تقبلاً لفكرة العلاج، لأنهن يعتقدن أن هذا التدخل يمكن أن يزيل التوتر، ويعيد ترميم العلاقة الزوجية، فيما لو كان الزوج يعاني من مشكلة الضعف الجنسي."
وأشار الطبيب سينغوبتا إلى أن هناك أنواع متزايدة من العلاجات المعروفة، ومنها ك أدوية متقدمة مثل "سيالس" أو "تدالافيل" التي تعالج مشكلة ضعف الانتصاب، وتتيح للرجل القيام بالعلاقة الحميمة الناجحة خلال مدة 30 دقيقة من تناول العلاج، بصرف النظر عن نوعية الطعام الذي يتناوله.
وذكر أن فاعلية هذا العلاج تدوم لمدة 36 ساعة، مما يّمكن الرجل على العيش بحرية، والتمتع بحياة عادية، واختيار الوقت المناسب لإقامة العلاقة الحميمة، والتخلص من ضغوط التخطيط المسبق.
وقال: "ينطبق هذا الأمر على الأزواج العاملين، الذين يقضون غالبية اليوم في مزاولة مهام أعمالهم، ولا يوجد أمامهم متسع من الوقت للتخطيط لتلك العلاقة."
وخلال العامين الماضيين، لوحظ أن هناك درجة متزايدة من الاعتراف بوجود مشكلة الضعف الجنسي، بل إنها باتت تعد واحدة من المشكلات التي يمكن علاجها اجتماعياً، ومع ذلك فإن هناك عدد ضئيل من الباحثين الذين قاموا بالتحري عن تأثير الجانب العلاجي للمرض عند النساء.
ومع أن 62 بالمائة من النساء اللاتي شاركن في الاستطلاع، يعتقدن أن النشاط الجنسي ينحدر مع مرور الزمن، إلا أن المفاجأة تمثلت في أن 46 في المائة من المشاركات، تشعرن بأنهن فقدن جاذبيتهن، عندما لا يبدي أزواجهن أي اهتمام من الناحية الجنسية.
وأعرب الدكتور محمد سامح، الطبيب النفسي في مستشفى "بلهول" في دبي، عن اعتقاده أن وجود حوار صحي بين الزوجين يعدّ ضرورياً للغاية، من أجل التغلب على التأثير النفسي والبدني الذي تتركه مشكلة ضعف الانتصاب على الرجل والمرأة على حد سواء.
وقال: "مما لا شك فيه أن هذه المشكلة تترك تأثيراً حاداً على الرجل.. لكن المرأة تتأثر حتماً بصورة سلبية، لأنها تشعر أنها أقل جاذبية في نظر زوجها."
وأضاف: "من بين الجوانب المهمة التي تجلت في هذا الاستطلاع، مدى انفتاح النساء لمناقشة مشكلة ضعف وظيفة الانتصاب مع أزواجهن، لأنه يمكن التعامل مع هذه المشكلة بطريقة أفضل، من خلال عمل الزوجين معاً من أجل التوصل إلى الحلول العلاجية المناسبة لهذه المشكلة."
وأكدت الدراسة أن معرفة المرأة بوجود مشكلة الضعف الجنسي، يساعدها على تحويل وجهة نظرها نحو هذا المرض، والتفكير بأسبابه بدلاً من لوم نفسها.
كما يمكن للمرأة تقديم العون لزوجها، بغية الحصول على العلاج، والعمل سوياً على حل المسائل الزوجية بطرق مباشرة وغير مباشرة، وبخاصة تلك الناجمة عن مشكلة الضعف الجنسي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد