الدورة 46 لسوق الإنتاج الزراعي والصناعي بحلب

17-07-2006

الدورة 46 لسوق الإنتاج الزراعي والصناعي بحلب

بدأت الدورة السادسة والأربعون لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي في حلب وسط أجواء من المنافسة والتحفظ على بعض الأفكار المتطلعة إلى تقليص حضوره في العام المقبل.. وربما الاستغناء عنه أصلاً..

في الوقت الذي يتصاعد فيه الإقبال من قبل الزوار تعزيزاً للذاكرة الشعبية التي ارتبطت به مناسبة اقتصادية واجتماعية منذ عقود... تشكل فسحة سياحية وتسويقية رحبة لكافة شرائح المجتمع.. ومبعث التحفظ الذي راود الناظرين إلى السوق على أنه تقليد سنوي أحبه المواطن الحلبي واعتاد على زيارته منذ أن أقيم لأول مرة عام .1959‏

ما تردد من أقاويل حول إمكانية إلغائه بعد أن كان الحدث الاقتصادي الأبرز في حلب بحضوره وجدواه التجارية والصناعية قبل أن تدخل المعارض الخاصة بشركاتها المتنامية هذا الميدان, أو على الأقل نقل السوق إلى أرض أخرى خارج المدينة, وتخفيض مدة إقامته من شهر إلى النصف..‏

وقد تباينت مسوغات طرح هذه الأفكار ما بين التقليدية والنمطية التي غلبت على ملامح السوق في السنوات الأخيرة, أو ضعف الجدوى الاقتصادية, إضافة إلى حالة الإزعاج التي خلفها في دوراته الماضية من جراء إقامة الحفلات الموسيقية الفنية للجوار, خاصة وأنه يقع في منطقة راقية من أحياء حلب.. وهو ما تم تلافيه هذا العام.. والأهم ما تردد حالياً من إمكانية استثماره سياحياً بالشكل الأمثل (كأرض) من قبل شركات عربية قوية في هذا المجال بعد أن أدرج ضمن المواقع المطروحة للاستثمار.‏

ما جعل السوق في حالة غير مستقرة من جهة, ودفعه إلى تعزيز حضوره من جهة ثانية وسط كثير من العقبات والتحديات أبرزها توفير عائدات أكبر, ومنافسة المعارض الخاصة التي اخترقت قرارات حمايته الواضحة لتقام في مواعيد متزامنة معه.. ومع ذلك استطاع السوق أن يحقق حالة من التصاعد الواضح في عدد الزوار وقد بلغ خلال الأسبوع الأول فقط من (8 إلى 15) ألف زائر يومياً, وهو مؤشر إيجابي لفاعلية هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة, إضافة إلى ازدياد عدد المشاركين من 113 العام الماضي إلى 121 هذا العام منها 103 قطاع خاص, إضافة إلى شركات القطاع العام والمنظمات الشعبية, وذلك نتيجة توفر مقومات الترويج المناسبة والحسومات والتخفيضات على الأجنحة بنسبة 10% من القطاع الخاص هذا ما أوضحه السيد محمد الخطيب مدير سوق الإنتاج للثورة مشيراً إلى أنه تم إدخال ألعاب الأطفال الهوائية للسوق هذا العام وأكشاك الأطعمة بحلتها الحضارية لتكون متنفساً اجتماعياً للزائر, إضافة إلى الحركة التسويقية, كما تم إنشاء صالة عرض حديثة بمساحة 2000 متر مجهزة بمختلف المستلزمات الأساسية والشروط الفنية لتوظيفها في خدمة المعارض التخصصية.‏

وأضاف إن شؤون الاستثمار في السوق ذات شقين: الأول متعلق بالمعارض والأسواق التي تنظمها وتشرف عليها الإدارة, وهي تقام بشكل دوري بما فيها المعارض التخصصية كالمعرض الخريفي والمعرض الزراعي وسوق رمضان.. ومنها الشامل إلى جانب المعارض التي تقام من قبل جهات القطاع الخاص المتخصصة بإقامة المعارض. ومن خلال جولتنا الميدانية على أجنحة السوق لاحظنا تطوير مظهر وخدمات الأكشاك والمقاصف إضافة إلى وجود إذاعة محلية للترفيه وحضور متميز للأعمال اليدوية التقليدية كالزجاج والفخار والسجاد والصناعات الخشبية والأغاباني وغيرها.. وقد أعرب عدد من المشاركين عن حرصهم على المشاركة منذ عشرات السنين لما يوفره السوق من حضور فاعل وتواصل مع كافة شرائح المجتمع.‏

بالمحصلة يجتهد السوق حالياً لتجاوز ملاحظات أخذت عليه في السنوات الأخيرة المنصرمة للخروج من النمطية لو نسبياً, وهو ما يدفعنا للتأكيد على أهمية استمراريته لما يمثله من عراقة المناسبة في أذهان الناس وارتباطها بطقوس اجتماعية وتسويقية حميمة تتوافد من خلالها الأسر على اختلاف مستوياتها لتلبية احتياجات متعددة, مع الإشارة إلى أن دول العالم عموماً والدول العربية المجاورة كأقرب مثال توسع دائرة التظاهرات الاقتصادية السنوية وتطورها وترصد لها الإمكانيات الكبيرة لتمتد إلى استقطاب السائحين من دول أخرى..‏

فكيف نفكر في تقزيم تظاهرة اقتصادية عمرها أكثر من أربعين عاماً بدلاً من تعزيزها لجذب الزائرين من خارج حدود المدينة?!..

 

لينا اسماعيل

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...