نسور وذئاب وأمجاد
نحن إخوة الذئاب وإخوة يوسف، منذ قابيل جدّنا وحتى آخر القتلة في محافظة ريف دمشق التي لم يسأل أحد محافظها عن دماء ضحاياهم المخالفين في أحزمة البؤس والشقاء في بلدة الرحيبة..نحن أبناء آدم ورثنا الأرض بعضة تفاحة، وأعمرناها بعدما نظمنا شؤون العض فيما بيننا.. الافتراس ديانتنا والبطولة هدفنا ولو كره المستمعون..
ترى هل يمكن للمرء أن يغدو بطلاً مطوّباً من دون ضحايا؟ المواطن ضحية السياسي، والمرأة ضحية الرجل، والسائق ضحية الشرطي، والزبون ضحية التاجر. المريض ضحية الطبيب والجراثيم، والعاهرة ضحية المجتمع والمجتمع ضحيتها..
إكبر يا قاتلي.. من سيقتلني ويكبر بي.. إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.. النسر الجارح رمزنا وشعارنا، وقريش ما زالت تفترس من ليس من قريش حتى لا تفترس نفسها.. الذئاب تحب لحم المسيح أكثر مما تحب تعاليمه، وجيوش المتدينين تفترس بعضها تحت رايات الهلال والصليب، والأحمر القاني ما زال يلهم النساء والرجال والثيران مؤججاً شهوة الافتراس والنار التي لا يشبعها شيء..
إذاً من يهتم بعد ذا لدماء الفقراء المسفوحة فوق تراب الرحيبة.. ومن يهتم بعائلات ضحايا رصاص شرطة المحافظة. لقد دافع الرجال عن أعشاشهم ففقدوا أعشاشهم وأرواحهم بعد أموالهم التي تسربت إلى جيوب موظفي البلدية مقابل السماح لهم ببناء مخالفاتهم بالأمس ليهدموها اليوم.. إنه قانون الافتراس الذي ينظم شؤون الغابات بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم...
هامش: قال الثعلب للديك: تعال نصلي للرب سوية. تلفت الديك حوله فرأى الكلب قادماً فقال للثعلب: انتظر حتى يصل الكلب فنصلي جماعة.. فضرط الثعلب من خوفه وولى هارباً وهو يقول: آسف يا أخي فقد نقض وضوئي.. فقال الديك لروحه: كلب القانون حمى حياتي، ولكن إذا جاع الكلب فمن يحمي لحمي من أنيابه؟
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد