استيقظ... افتح الشاشة... بدأت المحاضرة
أنيش باتيل، كسائر الطلبة الجامعيين، يحب النوم حتى الظهيرة، ومع أن صف الاقتصاد الذي يبدأ في التاسعة والنصف صباحاً، يبعد مدة خمس دقائق سيرا عن بيت الطلبة، فهو يفضل أن يجلس في غرفته، يشغل كمبيوتره المحمول، ويتابع محاضرته المعروضة بشكل مباشر على موقع الجامعة الإلكتروني. وفيما كان زملاؤه في السكن غارقين في نومهم صباحا، جلس باتيل أمام مكتبه، وراح يدون ما كان أستاذه مارك روش يلقيه في المحاضرة، والكاميرا مصوبة نحوه بينما كان يكتب على اللوح. وتعرض جامعة فلوريدا محاضرات روش لـ1,500 طالب مسجل، لا تتسع لهم أي قاعة، كما لخدمة الطلاب غير التقليديين الأكبر سنا، والذين لا يستطيعون الانتظام في الدراسة بسبب عملهم أو عائلتهم.
وسبب تفشي هذا النوع من التعليم عائد إلى انخفاض قيمة التمويل الحكومي للمؤسسات التربوية، بنسبة 25 في المئة خلال ثلاث سنوات. وتحاول الجامعات تأمين العلم لأكبر عدد ممكن من الطلاب، مع الإبقاء على أقساطها معقولة.
ويقول رئيس قسم اللغات في جامعة شمال كارولينا لاري كينغ، «لديك مبلغ معين من المال، ماذا ستفعل به، لن تتمكن من أن تقدم كل شيء لكل الناس».
وفي الولايات المتحدة مثلا، كان عدد الطلاب الذين يتابعون صفوفهم إلكترونياً في 2008 نحو 4.6 ملايين طالب، أي 17 في المئة أكثر مما كان في 2007، حسب المسح الذي أجرته شركة سلون للأبحاث.
وفي جامعة فلوريدا، مثلاً، يتوقع ارتفاع عدد المحاضرات الإلكترونية من 12 إلى 25 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة. أما في جامعة شمال كارولينا فاتضح أن الطلاب الذين يدرسون إلكترونياً باتوا أضعف في قواعد اللغة. ومن ضمن الاختصاصات التي تعرض إلكترونياً، علوم النفس والإحصاء والإحياء... قد تعد الدراسة عبر الإنترنت خبراً ساراً للطلاب الكسالى. فلن يطلب منهم خلع ثياب النوم للذهاب إلى الجامعة. ولكن ماذا عن التفاعل مع الأستاذ، وماذا عن التواصل وجهاً لوجه بين الطلاب، وماذا عن مساوئ الجلوس مزيداً من الوقت أمام الشاشة، وماذا عن الدراسات التي تحذّر من مزيد من العزلة في مجتمعنا المعاصر؟
كايتلن هارتسوك مثلاً، حضرت صفوفا إلكترونية عندما كانت طالبة في جامعة فلوريدا، وتقول «عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أرى أن هذا النظام حرمني من الحياة الجامعية، كما أن أمي كانت مستاءة حيال بقائي في المنزل، بينما كانت تدفع مبلغا كبيرا لأذهب إلى الجامعة».
وخلال السنوات الأربع التي تابعت خلالها دروسها إلكترونياً، «لم يكن هناك تفاعل، ولا ردود أفعال»، قالت هارتسوك (23 عاما) آسفة.
وتبدي ميغان موكو، التي تعطي دروسا إلكترونية في الجامعة حماسة وشكوكا في آن حيال هذا النوع من التعليم «فالطالب يستطيع إيقاف المحاضرة وإعادة سماعها إذا عجز عن فهم أمر ما».
المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»
إضافة تعليق جديد