ألف ضبط مازوت وإغلاق 200 محطة في 9 أشهر
أدت موجة البرد والأمطار التي هطلت على البلاد خلال الأسبوع الماضي إلى تغييرات جذرية في عادات المستهلكين الدمشقيين الذين فوجئ البعض منهم باستمرار هطل الأمطار على فترات متقطعة خلال الأيام الماضية.
وتبين سلاف التي اختصرت الكثير من مشاويرها بسبب البرد، أن فصل الشتاء يعزز من الترابط الأسري حيث اجتماع الأسرة حول المدفأة، بحضور إبريق ألمته التي ازداد سعرها عشر ليرات ليصل إلى 45 ليرة.
ولا ينكر أبو طوني وجود زيادة في الطلب على مادة المازوت لكنه يرى أن أي آليات مهما كان نوعها ومهما كانت الحصص التي ستعطيها للمستهلكين لن تلغي حالات الفساد التي يتبعها أصحاب المحطات والعاملون فيها. ويبّن أبو طوني أن أخاه يملك ميكروباصاً ومن أجل تأمين مادة المازوت لهذا الباص، فقد اتفق مع صاحب محطة وقود يؤمن له المادة بسعر ثماني عشرة ليرة لليتر الواحد، فيقوم بالاتصال به كل أسبوع ويطلب منه إحضار البيدونات وتركها ومن ثم العودة في اليوم التالي لأخذها مملوءة بالوقود.
شح المازوت بسبب زيادة الطلب عليه دفعت المستهلكين للتوجه نحو مادة الغاز عبر شراء مدافئ تعمل بهذه الطريقة، ويؤكد أحمد العامل في صالة تباع فيها هذه المدفئ أن نهاية الأسبوع شهدت تراجعا في بيع هذه المدافئ مع شح الغاز في الأسواق.
بدائل أخرى توجه المستهلكون نحوها مع قلة المازوت وشح الغاز، فازداد بيع المدافئ والسخانات الكهربائية، كما يؤكد صاحب أحد المحال الكهربائية، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من انقطاع الكهرباء اليومي لساعة أو ساعتين كما في باب مصلى حيث محله، وفي جرمانا حيث يقطن، إلا أن حركة الشراء للمدافئ الكهربائية شهدت نشاطا ملحوظا خلال الأسبوع الماضي. ويعيد عدد من المشترين الذين تصادف وجودهم في المحل شراءهم للمدافئ الكهربائية إلى تأمين التدفئة لأطفالهم الذين لا يفهمون قوانين العرض والطلب، بل لا تعنيهم، فهم بحاجة إلى الدفء، وإلا فعلى رب الأسرة التحضر لمصاريف من نوع آخر كزيارة الطبيب ودفع ثمن مراجعته وثمن الأدوية.
ويؤكد طبيب أمراض الأطفال «م. ن» أن 90% من مراجعيه من الأطفال خلال الأسبوع الماضي كانوا بسبب البرد والأمراض التي يسببها.
مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد عادل سلمو أكد أن دوريات الرقابة تعمل بكامل جهدها لمنع الغش في مادة المازوت أو تلكؤ المحطات عن تقديمه للمستهلك بالسعر الرسمي، مبيناً أن معلوماته تؤكد أن مشكلة عدم توافر مادة الغاز المنزلي سيتم تلافيها مع بداية هذا الأسبوع.
وأكد مدير فرع دمشق للمحروقات علي غانم أن الفرع يوفر المحروقات لكافة محطات الوقود الموجودة في دمشق وفقاً للحصص المخصصة لكل منها، مؤكداً أن مشكلة قلة توافر المادة على مدار الساعة تعود إلى شدة الطلب التي تعود إلى قلق المستهلك من عدم توافر المادة، وبالتالي فهو يسعى للإبقاء على خزان وقوده المنزلي مملوءاً، على غير العادات الاستهلاكية السابقة، مبيناً أن مادة المازوت الأخضر متوافرة ويمكن لكافة المركبات التي تعمل على المازوت الأحمر استخدامه كبديل.
وبيّن سلمو أن عدد الضبوط التي نظمتها دوريات المديرية في كافة محافظات القطر لمادة المازوت قد بلغت أكثر من ألف ومئة وخمسين ضبطاً منذ بداية العام، موضحاً أن عدد حالات الإغلاق التي تم تنفيذها ناهز المئتي إغلاق توزعت على محطات الوقود ومراكز التوزيع، إضافة إلى حجز الآليات المخالفة لمدد مختلفة تبعا لنوع المخالفة المرتكبة.
وبيّن سلمو أنواع المخالفات التي تم تنظيم الضبوط فيها وأهمها التلاعب بعدادات مضخات الوقود، ووجود وصلات غير نظامية سواء في المحطات أم في صهاريج التوزيع، تؤدي إلى اقتطاع جزء من الوقود وإعادته إلى الصهريج أو إلى خزان المحطة. ومن المخالفات أيضاً عدم وجود مانع رجوع في خرطوم الضخ في المحطة أو الصهريج.
ومن الأساليب التي تعمد محطات الوقود إلى تنفيذها وفقاً لمدير حماية المستهلك والتي تم تنفيذ ضبوط فيها، خلط المازوت بالماء، وعدم مسك سجلات داخل المحطة تبين حركة استجرار الوقود من «محروقات»، وكمية البيع لموزعي الصهاريج.
وأكد سلمو أن عدد الشكاوى التي تلقتها مديرية حماية المستهلك في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام وصلت إلى ستة آلاف شكوى من مختلف أنواع الشكاوى الخاصة بمختلف المواد.
ريف دمشق بدأت منذ يومين توزيع 600 ألف ليتر يومياً
تركزت مداخلات أعضاء مجلس محافظة ريف دمشق على ضرورة العمل على إبقاء مبنى محافظة ريف دمشق الجديد في حرستا دون تخصيصه لجهة أخرى، تبعاً لأهميته لدى مواطني المحافظة.
وتناول المجلس خلال جلسته يوم أمس ضرورة حل مشكلة تهريب المازوت وتخصيص محطات الوقود بالكميات الكافية لتوزيعها على المواطنين وزيادة مخصصات المناطق الباردة والجبلية في الريف وخاصة خلال موسم الشتاء، إضافة إلى توفير مادة الغاز.
وأكد المهندس حسين مخلوف محافظ الريف، أن المحافظة شكلت خلية متكاملة مؤلفة من جميع الجهات المعنية لمعالجة أزمة المازوت في المحافظة وذلك من خلال التنسيق مع لجان الأحياء ومديري المناطق والنواحي.
وقال مخلوف: إن المحافظة بدأت منذ يومين توزيع 600 ألف ليتر يومياً عبر صهاريج شركة محروقات، مشيراً إلى أن المحافظة اتخذت إجراء تحويل نحو 15% من حصة ريف دمشق من مادة المازوت للشهر القادم ووضعها في مخصصات الشهر الحالي من أجل تجاوز الأزمة وتغطية أكبر عدد من المناطق معرباً عن توقعاته بتراجع الأزمة خلال ثلاثة أيام القادمة على الأكثر.
عبد المنعم مسعود
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد