مشروع للربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا: اســتغلال أوســع لحـقـول الـغـاز البـحـريــة
في إطار المساعي الإسرائيلية لتغيير البيئة الاستراتيجية التي تعيشها الدولة العبرية، وفي نطاق الاستعداد لاستغلال أوسع لموارد الغاز من الحقول البحرية، بدأت الحكومة الإسرائيلية اتصالاتها لربط شبكة الكهرباء «القُطرية» فيها بالشبكة الأوروبية. ومن المقرر أن يصل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل وفد حكومي يوناني وقبرصي مشترك للتوقيع مع المسؤولين الإسرائيليين على اتفاقية ربط شبكتي الكهرباء. وكانت حكومات الدول الثلاث قد وقعت في آذار الماضي على مذكرة تفاهم لتحقيق هذا الربط الاستراتيجي.
وبحسب الاتفاقية، فمن المقرر أن يتم مد كابلين بحريين بين إسرائيل واليونان مروراً بقبرص لنقل الكهرباء، حيث يستطيع كل واحد منهما في المرحلة الأولى نقل 500 ميغاواط. ويزيد هذان الخطان قدرة انتاج الكهرباء في إسرائيل بحوالي 8,5 في المئة، الأمر الذي يسمح بتلبية الحاجة المتزايدة في استهلاك الكهرباء. ومن المقرر أن تزداد قدرة هذين الخطين على نقل الكهرباء إلى 2000 ميغاواط بحلول نهاية العقد الحالي.
وبحسب مجلة «كلكليست» الاقتصادية الإسرائيلية فإن ربط إسرائيل بالشبكة الأوروبية سيشمل ثلاثة مقاطع مختلفة، أولها مد خط بطول 330 كيلومتراً بين إسرائيل وقبرص. كما أن الخط الثاني سيمد بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية بطول 880 كيلومتراً، والثالث بين كريت والبر اليوناني نفسه بطول 310 كيلومترات. وقد تقدمت الحكومة القبرصية بطلب إلى الاتحاد الأوروبي للحصول على تمويل بقيمة تتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات يورو لتنفيذ المشروع، الذي دخل قائمة المشاريع المفضلة للاتحاد الأوروبي في العقد الحالي. وبموازاة ذلك فإن الطواقم الفنية لشركة الكهرباء الإسرائيلية ستتولى بناء محطات توليد طاقة في قبرص.
وسيرأس الجانب القبرصي في الوفد المشترك مفوض الطاقة في وزارة الصناعة والتجارة سولون كسينيس، ومن الجانب اليوناني مدير الشبكة القطرية لشركة الكهرباء الياس كيرياكيديس. أما إسرائيل فسيمثلها رئيس إدارة الكهرباء في وزارة الطاقة يهودا نيف، والمدير العام للمشاريع الهندسية في شركة الكهرباء ياشا حيان.
وقال المدير العام لشركة الكهرباء الإسرائيلية، إيلي جليكمان انه «برغم المصاعب المالية التي تعيشها الشركة ما زلنا نواصل المبادرة وانتاج المشاريع».
تجدر الإشارة إلى أن مشروع الربط الكهربائي المشترك بين الدول الثلاث يقع في نطاق مبادرة لاستغلال أنجع لمكامن الغاز المكتشفة، وخصوصاً في حقلي «لفيتان» و«تمار» وحقل قبرصي كبير. ونظراً لتوقعات باحتمال انخفاض سعر الغاز في المستقبل فإن إسرائيل وقبرص على حد سواء تفكران على المدى البعيد بإنتاج الكهرباء وبيعها لدول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً عبر اليونان.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد