يوسف زيدان متهم بازدراء المسيحية
على طريقة الأفلام البوليسية، أو روايات البحث الجنائي فاجأ الروائي يوسف زيدان متابعيه مساء أمس الاول بخبر على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» باستدعائه للمثول أمام نيابة أمن الدولة العليا (اليوم الثلاثاء).
الاستدعاء، بحسب زيدان، «حاسم اللهجة»، لكنه غير معروف الأسباب. بعد ساعتين تقريبا أعاد صاحب رواية «عزازيل» الكرة مرة أخرى ليكتب: الآن، في الثانية عشرة (منتصف الليل) ذهب إلى منزلي القديم، حيث يعيش أولادي وأمهم، اثنان قالا إنهما يريدان العنوان الذي أنا موجود فيه الآن، لأوقّع لهما استلام استدعاء النيابة! فتوجّس ابني وأمه، ولم يعطهم العنوان فطلبوا رقم تلفوني وأخذوه... وفى الثانية عشرة والربع (بعد منتصف الليل) اتصل بي «الرائد...» ليقول لي: أعطني عنوان المكان الذي أنت فيه الآن، لنأتي إليك في أي مكان، لنأخذ منك كلمات تُثبت أنك استلمت استدعاء النيابة! قلت: الآن؟ قال: نعم، لأن الموضوع مهم! قلت له: في الصباح أخبرك. الموضوع كبير، وحاسم وغامض في الوقت ذاته. ظهر أمس عرف زيدان أن التحقيقات بسبب كتابه: «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني» الصادر منذ ثلاث سنوات عن دار الشروق. معتبرا إخطار الدعوى ضده بمثابة استدعاء لمشهد محاكم التفتيش التي أقيمت في أوروبا إبان القرون الوسطى، ونافيا أيضا أن يكون التحقيق بسبب رواية «عزازيل» التي أثارت ضجة كبيرة وقت صدورها وبعد حصولها على جائزة البوكر!
المفاجأة الأكبر التي ينقلها زيدان لمتابعيه على فايس بوك أن مجمع البحوث الإسلامية هو الذي حرّك الدعوى ضده منذ عام 2010، ولكن لم يخبره أحد سوى أمس. يبدي دهشته: يا مثبت العقل والدين. بالتأكيد يا مثبت العقل، كما يقول زيدان، فالكتاب لا يتناول الإسلام وإنما المسيحية، وكانت 11 منظمه قبطية قدمت بعد صدور الكتاب بلاغا للنائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، ضد يوسف زيدان لازدرائه المسيحية وتهكمه على عقيدة التثليث والتوحيد والفداء التي يؤمن بها المسيحيون، ولم يتم التحقيق وقتها في هذه البلاغات. كما أن عضوا راحلا في مجمع البحوث الإسلامية هو عبد المعطي بيومي كان قد شارك في مناقشة الكتاب وقت صدوره، وأشاد به، واعتبره «مرجعاً أساسياً ورئيساً لأي باحث». وكان زيدان قد تعرض لهجوم مماثل بعد صدور رواية «عزازيل»، ثم بعد صدور «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني»، الذي يشتمل على مقدمة طويلة يُعيد فيها المؤلف النظر في مفاهيم أساسية تتعلق بالديانات الثلاث الكبرى «اليهودية والمسيحية والإسلام»، مؤكدا انه رغم الاختلافات التشريعية والعقائدية بينهم إلا أن الجوهر الاعتقادي ظل واحدا، فالمعبود لدى الديانات الثلاث واحد مهما تعددت صفاته وأقانيمه وأسماؤه. ومن جانبه دافع عبد الرحمن يوسف ابن الداعية الإخواني يوسف القرضاوي عن زيدان واعتبر أن استدعاء زيدان للتحقيق معه بسبب كتاب ألفه يعتبر عارا على النظام السياسي والقضائي كله’’. ومن المتوقع أن يمثل زيدان صباح اليوم أمام النيابة ومعه عدد من المنظمات الحقوقية المتضامنة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد