«الإخوان» يخترقون الصحف المصريّة

في وقت تسعى جماعة «الإخوان المسلمين» إلى أخونة وسائل الإعلام القوميّة، وتحويلها من مؤسسات تابعة لنظام مبارك، إلى مؤسسات تابعة لنظام مرسي، تواجه وسائل الإعلام المستقلّة، تحدياً من نوع آخر.. وتتهم مجموعة كبيرة من الصحف المعارضة «الإخوان» بمحاولة «اختراقها»، وعرقلة عملها.
وأعلن حسن بديع، القائم بأعمال المدير العام في صحيفة «الدستور» اليومية، أن رئيس مجلس الإدارة رضا إدوارد، قرّر إقفال الصحيفة، بسبب ما وصفه بـ«اختراق» «الإخوان» لها، وتدمير سياستها التحريرية وتمويل اعتصامات ضدها. واتّهم مالك الصحيفة عدداً من الصحافيين المنضمّين حديثاً إلى فريقها، بالانتماء إلى «الإخوان»، في محاولة للضغط عليه لبيع الجريدة المعارضة، أو إيقاف إصدارها.
وأكّد بديع  أنّ الصحافيين المعنيين انضموا إلى فريق الصحيفة مؤخراً، وقالوا إنهم معارضون لسياسات «الإخوان»، ليتضّح العكس لاحقاً. وراح هؤلاء يدعون زملاءهم إلى تنظيم اعتصامات، وإعلان الإضراب عن العمل، في وقت حاول بعض رجال الأعمال المنتمين إلى الجماعة شراء الصحيفة.
بدورها، تواجه صحيفة «الصباح» معضلة مشابهة، تخللتها اعتصامات مستمرة للعاملين فيها، ورفع دعاوى قضائيّة بحقّ رئيس تحريرها وائل الإبراشي. هذا ما دفع مالكها رجل الأعمال أحمد بهجت، صاحب سلسلة قنوات «دريم»، إلى إعلان نيّته إقفالها، ثمّ تراجعه عن ذلك القرار، بعد تدخل من نقابة الصحافيين. وكتب الصحافي في جريدة «الصباح» أحمد يونس مقالاً أكّد فيه وقوف «الإخوان» خلف مشاكل الصحيفة، مشيراً إلى محاولات لاختراقها، وضغوط كبيرة تمارسها الجماعة على الصحف الخاصة، ومالكيها، وعلى المعلنين.
وتعرّضت صحيفة «فيتو» المعارضة لاختراق من نوع آخر، إذ فوجئت بظهور موقع آخر لها، يحمل اسمها واللوغو الخاص بها، ويحتوي صوراً عارية وأخبارا مؤيدة لـ«الإخوان». ويرى مدير تحرير الصحيفة، إنّ الهدف من ذلك تشويه صورة الصحيفة. ويضيف: «كتائب الإخوان الإلكترونية قامت بتصميم هذا الموقع، واستخدمت فيه وسائل حديثة في إمكانيات البحث، بمعنى أنك عندما تكتب اسم «فيتو» في خانة البحث على «غوغل»، يظهر الموقع المزوّر».
جديد الضغوطات الإخوانيّة، ما تمّ كشفه حالياً في قضيّة موقع صدى البلد الإخباري. إذ قدّم رئيس تحرير الموقع السابق سعيد شعيب، مذكّرة لنقابة الصحافيين المصريين، قال فيها إنّ سبب وقفه عن العمل هو «اتفاق» تمّ بين مالك «صدى البلد» محمد أبو العينين وبين «الإخوان». واشترطت الجماعة على أبو العينين إقالة شعيب المعروف بمواقفه المعارضة، مقابل وقف اعتصامات لعاملين في شركات «سيراميكا كليوباترا» التابعة لأبو العينين. ويقول شعيب: «هذا اختراق إخواني للصحف المستقلة، فبمجرد أن توقفت عن العمل، توقفت الاحتجاجات في مصانع أبو العينين وشركاته».

مصطفى فتحي

المصدر: السفير