إلغاء الباليه والرقص الحديث في مصر
تصاعت أزمة الثقافة المصرية ضد الوزير الجديد علاء عبد العزيز الذي حول وزارة الثقافة إلى وزارة «الإقالة» بحسب تعبير أحد الساخرين. الوزير الذي أصدر قرارات عدة بإلغاء انتداب صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية وإيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا وقبلهما الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، كما طلب من رئيس دار الكتب والوثائق عبد الناصر حسن تقديم استقالته، وهو ما رفضه حسن مطالبا الوزير بانهاء انتدابه. يواجه المثقفون هذه القرارات اليوم باجتماع حاشد فى دار الأوبرا المصرية. تعقبه مسيرة إلى وزارة الثقافة ثم اعتصام مفتوح لحين إقالة الوزير الذي وصف المثقفين المصريين الذين شاركوا فى وقفة احتجاجية ضد «أخونة الثقافة» بأنهم لم يشاركوا فى الثورة ولا علاقة لهم بها.. وكان يقصد أحمد فؤاد نجم وبهاء طاهر وزين العابدين فؤاد، محمد هاشم وعبلة الرويني.. ومئات آخرين فى مفارقة ساخرة.
ووكان الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي قد قدم أمس استقالته من رئاسة تحرير مجلة «إبداع».. ومن «بيت الشعر المصري» الذى يرأس مجلس إدارته وقال فى الاستقالة: «احتجاجا على ما يقع الآن للمثقفين المصريين، ورجال القضاء ورجال الإعلام على أيدي الإخوان المسلمين وحلفائهم الذين استولوا على السلطة وآخرهم وزير الثقافة الحالي».. اعتبر حجازى أن ما يحدث خطة مدبرة للانفراد بالسلطة والبقاء فيها وتزوير التاريخ واسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها وانتهاك الحقوق والعدوان على الحريات والتنكيل بالمعارضين».
كما نظم فنانو الأوبرا أمس وقفة احتجاجية ضد وصف أحد أعضاء مجلس الشورى الذي طالب بإلغاء «الباليه» وإغلاق مدارسه معتبرا أنه «فن العراة». كما بدأت خطة لوزير الثقافة لإغلاق مدرسة الرقص الحديث التي تأسست داخل الأوبرا بمبادرة من الفنانة كريمة منصور.. وطلبت الوزارة من الفنانة دمج المدرسة فى مشروع آخر، ما ينفي استقلاليتها.. وقد أصدر عدد من المسرحيين بيانا يرفضون فيه: «إغلاق أو محاولة دمج مدرسة الرقص المعاصر في أي مشروع آخر للفن الشامل، ومن ثم قتل هذه التجربة الطموحة، خاصة أنه لا يوجد في مصر أو العالم العربي مشاريع مماثلة، ما يعد بنزع مصر من على خريطة واحد من أهم الفنون المعاصرة في الساحة الإقليمية والدولية. فمجرد الاقتراح بالدمج لا يعطي الرقص المسرحي المعاصر اعتباره بوصفه فناً مسرحياً قائماً بذاته، وبين مهارة الاستعراض التي يجدر بها أن تتوفر في الممثل الشامل. بالاضافة إلى أن طلاب المدرسة لديهم كامل الحق في إتمام دراستهم لمدة ثلاث سنوات وفقا للبرنامج المعلن للمدرسة والذي لم ينقض منه سوى عام واحد». وأصدر عدد آخر من المثقفين بيانا ثانيا أكدوا فيه أن الثقافة كانت ولا تزال «حائط الصد الذى يقف ضد تجريف الأمة متحدين على رأي واحد أن من حقنا نحن فقط أن نقرر من يقود مؤسساتنا الثقافية ولذا فنحن أصحاب القرار نرفض القرارات العشوائية والانتقامية الصادرة بدون مبررات أو سند قانوني من وزير الثقافة المرفوض من جموع المثقفين»
كما أعلن فنانو الأوبرا بعد اجتماع استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس القرار بوقف نشاطات وعروض دار الأوبرا المصرية على جميع مسارحها، حتى حفلات الفرق الأجنبية، لحين إقالة وزير الثقافة، وأعلن الموسيقار عمر خيرت تضامنه معه ووقف كافة حفلاته هذا الموسم، كما تم الغاء حفل «أوبرا عايدة» لأول مرة فى تاريخ الأوبرا المصرية.
محمد شعير
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد