خيار شمشون السوري

08-09-2013

خيار شمشون السوري

أمريكا (الإيباك) هي من يقرر الحرب وإسرائيل توقت انفجارها، والسادس من تشرين قد يكون أفضل توقيت لها لمحو ذكرى انتصار العرب عليها مع انتهاء الأمل باجتماعهم ثانية .. ولكن، من يدري فقد تكون أيضاَ ذكرى دمارها فيما لو دخلت إيران على الخط واعتمدت دمشق خيار شمشون..
الآن، وقد انتهينا من المماحكات الأخلاقية مع المعارضة البائسة، بفلقتيها اليسارية واليمينية، وحصحص الحق وظهر الباطل الذي يشارك تحت رايته السوداء أكثر من مئة دولة ضد أرض سورية التي تدفقت من رحمها الأمم لتصنع هذا العالم الذي نحن عليه، عالم قابيل وهابيل، وحواء التي تبكيهما.. حتى آخر سلالتها المؤنثة.. فالذي صمد في هذي الحرب الغاشمة هو أرض سورية وشعبها وليس النظام الذي لم يكن نظاما بقدر ما كان ترتيباً توافقياً بين خليط من الأقوام والأفراد المنضوين تحت قبة سماء سورية، في تركيبة تاريخية معقدة لم يفهم سرها أحد .. هذه الأرض التي غزتها مئات الجيوش فأحرقت عشبها وحياة أهلها حيناً من الزمن لتعود خصبة من جديد بعدما تطرد غزاتها وتعاقب من خانها من أبنائها..
واليوم ، كالأمس، روح العدوان مستمرة في التدفق مع رياح المصالح الدولية، وواشنطن هي الثقب الأسود الذي تهب منه رياح السموم نحو العالم.. وما يشكل قوة هذا الثقب هو مصانع السلاح وسماسرة الإيباك الذين يسهرون على استمرار اشتعال العالم كي يتدفأوا عليه، ولن توفر أمريكا الصهيونية الفرصة في العدوان علينا، كما لم توفره ضد غيرنا والأقرب لها منا، فيما لو كانت مكاسبها أكثر من خسائرها؛ فبورصة الأرباح والخسائر اليومية هي ما يقرب شبح الحرب أو يبعده عن سورية، لهذا نرى أنه حتى أوباما نفسه ليس متأكدا فيما إذا كانت ستقع الحرب أم لا طالما أن البورصة مازالت تعطي مؤشراً لتكافؤ الأرباح والخسائر فيها .. تتراجع خطوة بالأمس لتتقدم خطوة اليوم، والعالم يزداد تشنجاً مع تقدم نهر الزمن في أرض الجنون الأمريكي..
إذاً هل يتمكن مردوخ السوري وحلفائه من تقليص سطوة الأم تيامات الأمريكية لأجل راحة العالم؟ أم تتمكن الأم تيامات من تطويع الإله المتمرد لكي تضمن (أمنها القومي) واستمرار سيطرتها؟ الأمر بيد القدر الذي فاجأنا في  مصر وتونس  وقد يفاجئ الجميع في سورية.. وهذا أمر مؤكد إذا ما قرأنا مؤشرات الحاضر: سورية ستنفجر بوجه الجميع ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..



هامش: كانوا يتهمون خصومهم بعمالتهم لمؤسسة الاستخبارات دونما أي إثبات.. وهم اليوم عملاء علنيون لأعداء الوطن التاريخيين، بدءاً بالفرنسيين ومرورا بالعرب المستزلمين وانتهاء بالإسرائيليين.. وكانوا يتهمون النظام بتصنيع التنظيمات الإرهابية دونما إثبات، وهم اليوم يتحالفون مع إخونجية مصر ويدافعون عن جبهة النصرة ويدعمون إرهابييها.. وهم ينكرون وجود مناكحات الجهاد  (على الرغم من ثبوت الحبل) مع أنهم أول من افتتح النكاح النضالي قبل نصف قرن بالدعوة إلى مشاعية جسد المرأة واشتراكية الرفاق بالتمتع به.. وما إن يدخل رفيقهم المناضل إلى (زنازين الجلاوزة) حتى يضعوا يدهم على زوجته أو خطيبته ويكبروا عليها باسم الرفيق لينين والمادية الديالكتيكية، وليس الله (الرجعي) بالطبع، حتى قال أحدهم في ندوة عن "الحتمية التاريخية" : لم يعد الصراع على (فضل القيمة) وإنما الصراع بات مقتصرا على.. فروج النساء..
في النهاية صارو اليوم ما كانوا يتهمون به خصومهم بالأمس، إلى درجة أنهم استبدلوا يوسف العظمة بجون ماكين.. وأقصد بهم جلاميط اليسار  الماركسي الذين نسقتهم أحزابهم ولفظتهم بعدما أوغلو في سفالتهم وعمالتهم..

نبيل صالح

التعليقات

لقد قتل مردوخ الآلهة الأم تيامات، واستولى على ألواح القدر. كان ذلك دائماً قدره، ولن يتغير.

ليس غريباً أن تُهَجّر ضباعنا المسكينة ، باتجاه الدول المجاورة ، طالما أن وحوش الأرض أعلنت سورية مقراً ومستقراً لها . الغريب في الامر أن ضباعنا تَفتِك لتحيا ، في حين يمزقنا (الضيوف) حباً بالله ، الذي يبكي بصمت أمام الفضائيات ..

بدايةً أنا سعيد بأنّ مداخلتي السّابقة المعنونة ب (زوبعة في إعلام) لا تزال صالحة حتّى هذه اللحظة ومهما كانت المخارج فالنتيجة ذاتها :لن يكون هناك أي تدخّل عسكري أمريكي لا الآن ولا في المستقبل. الأمر الآخر الذي أريد الحديث عنه هو الموافقة السّورية على تسليم السّلاح الكيماوي ،هل كانت موفّقة أم لا؟؟ برأيي المتواضع فإنّها كانت موفقة للغاية للأسباب التّالية: أولاً :بالنّظر لما كان يُحضّر له على الأرض من حيث تحديد مواقع الجّيش السّوري التي تعيق تقدّم الإرهابيين المجرمين على الأرض بحيث يُصار إلى ضربها بصواريخ وطائرات أمريكيّة ومن ثمّ تهجم عليها قطعان الوهابيّة الإرهابيّة وحثالاتها المسماة "جبهة نصرة" و "دولة العراق والشّام الإسلاميّة" ،بحيث تغدو الضّربات الأمريكيّة بمثابة إسناد جوّي للقاعدة على الأرض،نتيجة هذا السّيناريو هو تقدّم شامل للمرتزقة الوهابيين على الأرض يرافقه رد سوري على "اسرائيل" ودخول "اسرائيل" في المعركة ومعه تدخل المنطقة كلّها في المجهول .أي باختصار نخسر ليس فقط السّلاح الكيماوي وإنّما جميع أسلحتنا وشعبنا وبلدنا. ثانياً :هل من الممكن أن يجيبني أحدكم متى سنستخدم الكيماوي؟؟؟ سؤال صعب أليس كذلك ؟؟ يقولون أنّ هذا السّلاح هو سلاح ردع بوجه السلّاح النووي الاسرائيلي ،طيب بفرض أننا ننوي استخدام السّلاح الكيميائي في وجه إسرائيل فمتى سنستخدمه ؟؟ قبل النووي أم بعده ؟؟في كلا الحالتين حرب كيميائية ونووية لا تبق ولاتذر. إسرائيل تضربنا منذ سنوات بسلاح تقليدي ولم نستطع الرّد عليها ،ولن تفكر باستخدام النووي إلا في حال تهديد وجودي على كيانها ،جميل ..ونحن العرب في ذروة الضّعف والانحطاط والتّفكك ووصلنا إلى مرحلة نشكل فيها تهديد وجودي على بعضنا فقط فأنا أقترح على الكيان الصّهيوني توفير نفقات حفظ وصيانة السّلاح النووي لأننا نحن العرب لدينا سلاح أخطر منه وأشدّ فتكاً (على بعضنا طبعاً) وهو سلاح دمار شامل ولا يحتاج للعلماء والمفاعلات والوقود النووي ومليارات الدولارات ،هذا السلاح هو (القنبلة الوهابيّة التكفيريّة ) وهو يحتاج فقط إلى قناة إعلاميّة شهيرةو كم "شيخ" من رتبة (صرماية) يفتي ويحرض وإلى كم "أمير وآل وملك " من رتبة (شاروخ) جاهزون لدفع مليارات الدّولارات ومن ثم يترك الباقي لجموع الحمير الطّائفيّة لتنساق وراء الدّولة الهدف لتحدث فيها دماراً شاملاً لا يستثني بشراً ولا حجراً ولا آثاراً ولا مصانع ولا حضارة . ثالثاً:هل حزب الله امتلك أسلحة كيميائيّة هزمت اسرائيل في ال 2000 وال 2006 ؟؟ هل إيران تملك السّلاح الكيميائي أو النّووي بحيث لا تجرؤ حتّى الولايات المتحدة على ضربها فكيف بإسرائيل؟؟ رابعاً :أليس أجدى أن نقبل بتعهّد قوة عظمى كروسيا بالحماية والدّعم السّياسي والعسكري والاقتصادي وتلقي شحنات الأسلحة المتقدّمة التّقليديّة التي تتيح لنا صدّأي عدوان خارجي سواء كان إسرائيلي أو أمريكي من أن نحتفظ بسلاح لا يمكن استخدامه ويبقى حجّةً دائمة لدى الغرب لكي يهددنا بالحرب والدّمار. خامساً:سوريا قدمت للقيصر الرّوسي فلادمير بوتن دوراً عالميّاً ليلعبه ،وقد لعبه بمهارة أدّت إلى ترسيخ عودة روسيا كلاعب وخصم أساسي لا يمكن تجاهل مصالحه في العالم وهذا سيؤثّر حتمياً على الملفات الأخرى المجمدة (كوريا الشّمالية - النووي الإيراني - الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وغيرها). سادساً :من نتائج التهديدات الأمريكيّة الأخيرة أنّ الرّوس قد تعلمّوا درساً مفيداً عن الغدر والمكر والخبث الأمريكي حيث أنّه كان هناك تفاهم غير معلن بين الرّوس والأمريكان يقضي بتعهّد الرّوس بحصر النزاع السّوري داخل الحدود السّورية مقابل تعهد أمريكي بعدم التّدخل العسكري المباشر،وقد ترتّب عن هذا التّفاهم تأجيل صفقة الأسلحة الرّوسية المتقدّمة (S300) بحجة عدم وجود مبرر لها ولعدم إثارة حرب بين سوريا وإسرائيل في حال تم تسليم الشحنة (حجج خادعة)، وها هي الأيام علمت الرّوس أن لا يثقوا مطلقاً بأيّ تعهد أمريكي وأعتقد أنّه (الرّوسي) سيمضي قدماً بتنفيذ هذه الصّفقة وغيرها من الصّفقات لتجنيب سوريا أيّ اعتداء مستقبلي. سابعاً:الموافقة السّورية لاقت ترحيباً كبيراً من الدّول الأوربيّة المتخوّفة بشكل كبير من الضّربة الأمريكيّة لأنها تعلم جيداً أنّ هذه الضّربة ستكون لصالح القاعدة فقط ،وبالتّالي ستعزز من قوّة القاعدة وسيطرتها في منطقة قريبة جداً من أوربا وبعيدة جداً عن أمريكا (يفصلها محيطات وبحار) ،بالمناسبة هل بالإمكان أن نزرع قاعدة في المكسيك مثلاً ؟؟ هل يمكن أن نستنسخ من الصرامي ماركة (القرضاوي - العودة - آل الشيخ -العرعور..الخ) الآلاف ومن ثم نرسلهم إلى المكسيك "ليجاهدوا" في خلق الله المساكين هناك ؟؟ أرجو ممن لديه رأي مخالف ألا يحرمنا الفائدة. بكل الأحوال أقول لمن هو مثلي مازال صامداً داخل حدود الوطن الغالي سوريا ويذهب إلى عمله بالقرب من الخطوط السّاخنة واعتاد أصوات المدافع والراجمات والصّواريخ ،أقول :سلمتم وتسلم البلد . (الجمل): قلت وأوجزت ونتفق معك بالرأي ياصياد، مع التذكير أن من ضمن خيارات شمشون السوري ضرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي من دون عناء تصنيع صواريخ نووية..يعني سلاحنا محتفظين فيه داخل إسرائيل عند الضرورة القصوى..

مرحبا استاذ نبيل واسف على الانقطاع بسبب ظروف السفر القسري الذي هجر شعبنا وحوله الى جيش من المهجرين واللاجئين وباختصار استاذ نبيل انظر من المستفيد من الجريمة تعرف من الذي فعلها وعلى قول المثل انظر من يصرف النقود تعرف من السارق مشكلتنا اننا شعب لايتعلم من تجارب الاخرين الجميع خاسر في هذه الحرب واسرائيل تلعب بالجميع والافلام الامريكية جاهزةأحب شجاعتك وقلمك حماك الله . (الجمل)أهلا يا علاء، وشكرا على مرورك

يا زلمي انت شو ؟ وكيف بتكتب , بعرضي انك بتنعشق , الهامش أهم شي اكويهن لهالأخوات العاهره اكويهن والله قلبي رح ينفجر منهن

لا فائدة من سلاح لن نستخدمه بل هو عبئ علينا ببساطة لأن ضرب اسرائيل به سيوقع ضحايا من عرب فلسطين أكثر من الأسرائيليين هذا اذا لم تلحقنا طرطوشة بفعل الرياح الغربية اللتي ستهب حاملة معها الفيروسات القاتلةفما رأي الخبراء؟

لا ... لن أغادر وطني وأتحول إلى لاجئ ... إنه هروب الضعفاء بلا شك ... ولكن ماهو الحل وكل يوم يمر (بسلام) يزيدني في العمر سنةً.. وجدتها .. سيكون الهروب عبر نصية من العرق البلدي الرفع.... قام سريعاً وأعد المازا والكؤوس والثلج وشرع يغب في الهروب... لابد أن أطفئ التلفاز اللعين ذا الأخبار النتنة ... وبدأ يحلق في أفكاره ، وبعد الكأس الثاني بدأ يصرخ : كس أخت هالحالة طفينا التلفزيون وما خلصنا ، ما عم يدور براسي غير جبهة النصرة وداعش و الكيماوي وكيري ولافروف والغوطة وداريا والقصير ووووووو .. ثانية.. وجدتها.. هذه المرة سيكون الهروب إلى الحمّام ... وبسرعة همّ بنقل العفشة إلى الحمام وبدأ يملأ الجاكوزي بالماء وأدار أغنيته المفضلة للست سومة، وأخذ كأساً كبيراً وانغمس في المياه يشرب ويدخن ويدندن مع الست .... وبعد أن سرى اليانسون والكحول في دمه بدأ يعي شيئاً آخر ... وعاد للصراخ من جديد..... لك شقد أنا حقير وتافه وسافل..... ناس ما عم تعرف وين بدا تنام وميتة من الجوع ... وجنود الوطن عم يروحوا متل الزهرات على إيدين العرصات .....وأنا عم أسكر وغنّي وأعمل جاكوزي .... خرج من الماء عارياً وأخذ يتأمل عضوه المتدلي .. وتذكر أنه كان يستخدمه قبل الأزمة لشيء آخر غير تفريغ البول .... أخذ الزجاجة وشرب مابقي فيها دفعة واحدة سك . ثم ارتمى على سريره وغط في نوم عميق ...

كانت يداه تشدّان على مقود السّيارة بتوتّر ملحوظ وعيناه ترصدان جانبي الطريق .. يقولون أنّها طريقٌ آمنة ..(بتاخد طريق التّل وبعدين بتستلم طريق حمص عند جسر بغداد ) المفردات بحدّ ذاتها تثير الرّعب (التّل - حمص - بغداد - طريق ) ..الحواجز العسكريّة الكثيرة تبعث في داخله قليلاً من الطمأنينة ..ولكن الطريق لا تزال طويلة.. سافر على هذه الطريق عشرات المرّات ولكنّها المرة الأولى التي يشعر فيها بالوحشة .."مالذي يمكن أن يمنع قنّاص من التّمركز على إحدى هذه التّلال ؟؟" يسأل نفسه!! يزداد توتره الذي ينعكس ضغطاً أكبر على دوّاسة البنزين وعلى عداد السّرعة .. زوجته التي أثمرت جهودها المضنية خلال أسفارهم السّابقة عن اتفاق صارم بعدم تجاوز السّرعة لحاجز 120 كم في السّاعة ،الآن تشعر بأن السّيارة بطيئة بطيئة ..تشيح بنظرها عن الرقم 150 لتراقب الطريق مجدداً. حتى الآن الطريق خالية من الأشخاص ..فقط سيارات قليلة مسرعة .. الأطفال في المقعد الخلفي وفي عالم آخر تماماً ..تملؤهم الحماسة للقاء أقرانهم بعد غياب أشهر عديدة ..والسؤال المتكرر كسمفونيّة مملّة "بابا إيمتا رح نوصّل ؟؟" ..سابقاً كان يجيبهم :بعد ساعتين ،أو بعد ساعة ونصف ،أما هذه المرّة فقد أجابهم وبحدّة واضحة "ماحدا يسألني هادا السّؤال نهائيّاً" .. ربما في قرارة نفسه خشي ألا يصلوا نهائيّاً. بدأ المشهد الدرامي يأخذ بعداً أكثر سوداويّة عند بداية منطقة يبرود.. دمار ولا شي سوى الدّمار على جانبي الطريق ..حتى الاستراحات ذات السّمعة السّيئة تحطمت هي وسمعتها ..وهريسة (طيبة) لم تنج هي الأخرى. يصل إلى حاجز عسكري حيث التّوتر سيّد الموقف ..العسكري يشير إلى السّيارات بعصبية كبيرة وسيارات إطفاء وإسعاف وقطع من البللور تملأ الأرض ..سأل أحد الجّنود عن القصّة فأجابه باقتضاب :سيارة مفخخة. الحمدلله عالسّلامة ياشباب ..ويتابع. ثم يبدأ ظهور أشخاص على جانبي الطّريق ..بائعي مازوت ،راكبي درّاجات ناريّة ،أشخاص مع أسلحة بثياب عسكريّة أو بدونها، ..ليكتشف نوعاً آخر من المخاوف ،أي شخص على الطريق يثير الرّيبة ،ماذا لو كان كشّافاً للمسلحين ؟ ماذا لو كان المسلّحون يلبسون ثياب الجّيش ؟؟ يزيد من سرعة السّيارة ،هذا هو الحل الوحيد دائماً. يعود بعض الرّوية إلى الزوجة فتخاطب زوجها "يا زلمة إذا ما قتلونا المسلحّين رح نموت بحادث سيارة،خفف سرعتك شوي،ما رح يصير غير يلي كاتبو ربك".ماشي. "طرقات إلتفافيّة" هذا ما سلكه بحسب الضّرورات الأمنيّة ،ولكنها طرقات ضيّقة ومحفّرة ومزدحمة بأكثر وأكثر من طاقتها ،بولمانات وصهاريج وشاحنات تنحدر في أودية وتتسلق جبال وتصارع بينها السيّارات الصّغيرة لتعبر فسحة هنا أو هناك . يقترب من آخر منطقة يتواجد بقربها المسلّحون ثم يعبر ،وأخيراً شعور بالرّاحة والطمأنينة يتغلغل في جميع أوصاله،ينظر في المرآة الأمامية لينعكس نظره إلى الطّريق خلف سيارته ويتنهّد..يقول في نفسه "ربما لو ساءت الأمور أكثر لاحتجت في هذه النّقطة إلى جواز سفر " ،ينظر إلى الأطفال بحبّ كبير ويقول "يا ولاد باقي نص ساعة لحتى نوصّل" ،فيقفز الأطفال ويقفز معهم سيل الأسئلة الذي لا ينتهي :(بابا يعني مطولين ؟؟)..(بابا عجّل شوي).. (بابا نص ساعة يعني كم دقيقة ؟؟)..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...