«قضية الصندوق» تتبناها الإذاعة.. والتلفزيون أولى بها

13-01-2010

«قضية الصندوق» تتبناها الإذاعة.. والتلفزيون أولى بها

لا نعرف إن كان يعول على مسلسل إذاعي في أن يؤدي وظيفة تآلف المستمع العربي مع اللغة الفرنسية، وكي يتحول إلى «لقاء بين اللغتين العربية والفرنسية وبالتالي بين الشعبين السوري والفرنسي»، على حد تعبير السفير الفرنسي إريك شوفالييه في معرض حديثه عن الغايات المرجوة من المسلسل الإذاعي البوليسي «قضية الصندوق» الذي أعلن عن إطلاقه الرسمي على أثير إذاعة «سوريا الغد» وبالتعاون معها مساء الأحد الفائت في السفارة الفرنسية في دمشق. من حفل إطلاق المسلسل
يتيح المسلسل في بنائه الدرامي لبطله أن يتحدث باللغتين العربية والفرنسية. فهو يتناول، وفق البيان الترويجي له، حكاية الصحافى» لوقا» الذي ذهب إلى فرنسا من أجل تنفيذ دراسة عن الكاتبة جورج صاند، لكنه يستيقظ ذات صباح في غرفة فندق، غير عارف أين هو وما الذي يفعله هناك، ويجد أن امرأة غامضة تركت له مبلغ عشرين ألف يورو وآلة تسجيل عليها أقوال تحمل ألغازاً، يبدأ الصحافي بسماعها وينفذ تحقيقات غايتها فك رموزها تحت ضغط الوقت والأحداث، لكنه يعاني من عائق عدم تمكنه من اللغة الفرنسية بشكل جيد، الأمر الذي يدفعه إلى تعلم الفرنسية بطريقة تدريجية وفقاً للمواقف التي تصادفه، بدءاً من إلقاء تحية الصباح، التي من الطبيعي أن ينطقها بالعربية قبل أن يتعلم نطقها بالفرنسية، وهكذا دواليك. تتكرر المواقف ومحاولات الصحافي في التوفيق بين لغته العربية وما يتعلمه من الفرنسية لتصل الحكاية المشوقة حتى إلى المستمع الذي لا يجيد الفرنسية، وفق مونتاج كلامي «عربي - فرنسي» يتيح فرصة الاستمتاع بالحكاية البوليسية، فضلاً عن تلقي درس بتعلم اللغة الفرنسية مجاناًَ. ومن هنا يتكلم القيمون على المشروع عن الأهداف المرجوة منه في «التآلف والتلاقي».
نظرياً، تبدو فكرة البرنامج مشوقة ومهمة لنشر اللغة الفرنسية، لكن يبدو السؤال ملحاً عن طبيعة مستمعي الإذاعة اليوم وعددهم ونسبتهم مقارنة مع غيرها من الإذاعات من جهة، ومع عدد مشاهدي التلفزيون من جهة أخرى.
يفتح المشروع المجال أمام اقتراح آخر إذ، إذ أثبت التلفزيون قدرته على تحقيق خرق أكبر في هذا الاطار بعدما حسم البث المرئي مسألة المنافسة لصالحه، سواء لجهة عدد مشاهديه أو قوة تأثيره عليهم، الأمر الذي يطرح سؤالاً: لماذا لم يتم تبني المشروع بشكل متلفز إضافة إلى الراديو إذا كان الهدف هو نشر اللغة الفرنسية؟ إذ يبدو بث التجربة تلفزيونياً أسرع في تحقيق أهداف تنشد تعلّم اللغة الفرنسية حيث سيتاح للغة الإشارة ولتفاصيل الصورة أن تكون عاملاً مساعداً للمشاهد العربي في فهم اللغة الفرنسية وتعلمها.
سبق وخاضت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تجربة تعليم الانكليزية إذاعياً وإن بإطار غير درامي، وفي الإطار نفسه يأتي موضوع تعليم الفرنسية ليشكل هدفاً يستحق التقدير، ولا سيما حين يقوم بتحميل الدراما مهمة أخرى تتجاوز متعة التسلية نحو التعلم، وهو ما يضاف إلى تقدير ثان لإذاعة «سوريا الغد» التي تبنت المشروع، مع أن ضمان تحقيق غايات المشروع كان يستلزم دراسة متأنية تنطلق من فهم المشاهد العربي ومصادر تلقيه الأســاسية للمعلومات، قبل اختيار أي وسيلة يجب أن تعتمد.
يبث المسلسل على أثير إذاعة «سوريا الغد» فى ستين حلقة إذاعية من الاثنين إلى الجمعة، مدة كل واحدة منها أربع دقائق تبث ثلاث مرات يومياً (السادسة والنصف صباحا والواحدة والنصف ظهرا والرابعة والثلث بعد الظهر).

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...