أخطـاء ساركـوزي اللغويـة مشكلـة تتفاقـم

06-01-2011

أخطـاء ساركـوزي اللغويـة مشكلـة تتفاقـم

أخطاؤه اللغوية لا تقتصر على أصول القواعد والنحو، بل تمتد إلى المفردات، والإعراب وصياغة الجمل. أخطاؤه لا تقتصر على المجال الكتابي، لكن الخطابي أيضاً. ليس الحديث هنا عن تلميذ مدرسة أو جامعة، وإنما عن رئيس جمهورية تعتز بلغتها.
ففي 17 آذار 2009، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمام عمال في دوبس، ما معناه بالعربية، «إذا هناك يزعجها في زيادة الضرائب»، وقصده «إذا كان هناك ما يزعجهم (العمال) بشأن زيادة الضرائب». وفي اليوم ذاته، كان يتحدث عن «دراسات النخبة»، فقال «نتساءل لماذا هي خدمهم»، وقصده «نتساءل بمَ خدمهم (التعليم النخبوي)؟». تلك نماذج من أخطاء الإعراب وصياغة الجمل التي ارتكبها ساركوزي. لكن في جعبة دراسة أعدّها «المركز الوطني للبحث العلمي» الفرنسي المزيد من اخطاء ساركوزي، حيث «يأكل» بعض الحروف خلال حديثه وفي كتاباته.
وفي 20 كانون الثاني 2010، قال الرئيس الفرنسي «أنا غاضب جداً مع المفاضات»، وقصده «انا غاضب جداً بشأن المفاوضات». كما قال «سمع ولاعيره أهمية»، وقصده «أنا أسمع ولا أعيره اهمية».
وفي 13 آذار قال «أستهل الحديث عن الممرضات لأنهم كثيرون العدد»، وقصده «أستهل حديثي عن الممرضات لأنهن الأكثر عدداً».
وهكذا دواليك. أخطاء واخطاء إلى أن «طفح الكيل» بالنائب عن الحزب الاشتراكي فرانسوا لونكل الذي قرر مساءلة وزير التربية لوك شاتيل، موجها له رسالة في شباط الماضي، أدرجت في الجريدة الرسمية، مشتكياً فيها «من أخطاء رئيس الجمهورية اللغوية والكتابية، وميله إلى استخدام التعابير المبتذلة والعامية»، ناقلاً عن مدرّسين شكواهم «كيف سنعلّم اللغة الفرنسية للطلاب عندما يفترض ان يكون رئيس الجمهورية مثالهم الأعلى».
وطلب لونكل من الوزير «معالجة هذه الهجمات على ثقافتنا وسمعة بلادنا في العالم» و»اتخاذ الإجراءات من أجل السماح للرئيس بالتعبير عن نفسه بالمستوى الذي تفرضه عليه مكانته». النائب مازح وسائل الإعلام قائلا انه طلب من وزير التربية «إعطاء دروس مسائية للرئيس».
كان يتعين على الوزير أن يجيب النائب في غضون شهرين، وفقاً للإجراءات المرعية. وعندما لم يحصل على جواب، اعاد إرسال الرسالة. هنا حصل على الجواب، لكن بعد تأخير دام 11 شهراً.
في رسالته، أقر شاتيل بأن «ساركوزي يعبّر عن نفسه بشكل خاطئ»، لكنه دافع عن أسلوبه، مستهلاً رده بالقول «حتماً هناك مسائل أكثر أهمية (من أخطاء الرئيس). لكن (ساركوزي) يتحدث بطريقة حقيقية وواضحة، كما أنه يتجنّب التعابير التي تربك المواطن والمستمع»، معتبراً أن «إدانة أسلوب الرئيس أمر غير عادل لا بل يتجاهل حس الرئيس بالتواصل مع الناس»، ملحقاً ردّه بخطاب ألقاه ساركوزي في ذكرى وفاة شارل ديغول. هو خطاب، قالت صحيفة «لوموند» أن الأكاديمي هنري غويانو كتبه.
لم يعجب النائب برد الوزير، وقال ان الحديث بطريقة «حقيقية» بمعنى «شعبوية» يسمى «ديماغوجية»، وليس مقاربة «لتتقرب من الشعب»، خاتماً بنقل لسان حال الكثيرين بأن «ساركوزي طفل لم يتلقّ تربية ولا يملك أي ثقافة».

السفير نقلاً عن «لوبوست»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...