(أنا أنت الإنسان) عرض مسرحي قطري يقدم الحياة بصورتها السريالية

يحاول الرسام الذي يلعب بطولة العرض المسرحي القطري "أنا أنت الإنسان" أن يرسم شخصيات المسرحية وفقا لرؤيته لذاته وللإنسان المتخبط ضمن المفاهيم الكبرى للوجود وأهمها مفهوم الموت.

يملأ الرمل خشبة المسرح ليكون أداة العرض والرسم والحركة في المسرحية التي عرضت أول أمس على خشبة مسرح الاستخدامات المتعددة في دار الأوبرا ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر فمن خلال هذا الرمل يستطيع الرسام أن يقدم فكرته ويرسم الشاطئ والمركب والشراع ويحرك الشخصيات التي كثيراً ما تخرج من لوحته لتتحول إلى بشر يمارسون فعل المعيشة ومقتضيات الحياة.

يقدم مخرج العرض الشخصيات على أنها لوحة تمثل ما يشاء الرسام الفيلسوف ثم يجعلها تتمرد على الفنان الذي يحاول بيع لوحات لأحد ما دون أن يجد من يشتري ليقول إن البشر يخافون دائماً أن يروا أنفسهم فيها.

ينساب النص ضمن ثلاث لوحات مسرحية يربط بينها الإنسان بفكره ودواخله وسخريته وألمه وعذاباته الصغيرة والكبيرة فتنطلق اللوحة الأولى من فكرة السيطرة على البشر ويغلب على أسلوبية التعبير فيها الرقص والموسيقا أما اللوحة الثانية فهي حوارية حياتية كوميدية لمفكر لم يستطع السيطرة على حياته الشخصية وتختتم اللوحات باللوحة الأهم وهي خروج الشخصيات من إطار الرسام ليقتلها ويعلن عودته إلى الرسم من جديد بمخيلة ومبدأ لا يختلف عما انطلق منه الرسام في بداية تشكيل لوحاته الأولى.

يقول الفنان المسرحي عبد الرحمن أبو القاسم إن عرض "أنا أنت الإنسان" هو قصيدة سريالية عصية الفهم إلى حد ما لكن الواضح أن النص هو مجموعة أفكار مختلفة ومؤتلفة لكن التجربة في النهاية هي تجربة شباب مقبلين على المسرح ويحاولون تقديم أفكارهم ورؤيتهم وإبداعهم ولو تفاوتت مواهبهم وقدراتهم في التعبير ولكن يمكن القول إن هذا العمل هو محاولة نحترمها ونقدر جهود القائمين عليها.

العرض بإشراف ناصر الجابري وإخراج فهد الباكر وسينوغرافيا إبراهيم البشري وتمثيل عبد الله الزيارة وأمجد عيسى ويوسف الكواري محمد الزيارة وحسن صقر ومحمود زين العابدين وفهد القرشي ومشعل الدوسري وشيخة زويد.

المصدر: سانا