أين هي «سورية دراما» في عز الحاجة إليها؟

على الرغم من أنه لم تعد تفصلنا عن شهر رمضان الكريم الذي سنشهد فيه انتقال فضائية «سورية دراما» من البث التجريبي إلى الانطلاقة الفعلية سوى أيام قليلة حسب ما يشاع، إلاّ أن المشاهد المتابع لهذه الفضائية لم يستوقفه على شاشتها حتى الآن ما يربطها بالموسم الرمضاني للدراما، هي التي خُصصت لعرض الدراما السورية أولاً!
وفي حين بدأت فضائيات عربية عديدة، منذ شهر تقريباً، بالترويج للمسلسلات التي ستعرضها ومنها بالطبع مسلسلات سورية وبطرق عديدة، بقيت «سورية دراما» بعيدة حتى عن مواكبة القنوات السورية الخاصة بحملة ترويج لما ستعرضه عبر لوحات انتشرت على الطرقات في أكثر من مدينة عربية.
كل هذا يطرح سؤالاً عما إذا كانت فضائية «سورية دراما» كمن يعتقد ان مفاجأة المشاهدين هي أحدث طريقة ترويج في العالم، ولذلك لا تزال تنام في العسل! ولا نعرف كيف تغفل إدارتها النقطة هذه، في حال كان الأمر بيدها ذلك انها قناة غير مستقلة عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري. اللهم إلا إذا كانت تعتبر أن تقديم بعض الريبورتاجات من مواقع تصوير بعض المسلسلات الجديدة أمر كاف للترويج للدراما السورية، وهو ما يجعل المرء يضحك حتى في منامه.
ونزعم في ضوء معرفتنا بالأعمال الدرامية السورية التي تم تسويقها وشراؤها من قبل الفضائيات العربية، أن الترويج لما ستعرضه «سورية دراما» كان ليسهم في عملية التسويق والتشجيع على بعض العناوين المظلومة في سوق العرض والطلب، لكن يبدو أن القناة لم تضع هذه المهمة في أجندتها. فالترويج لما ستعرضه «سورية دراما» كان يفترض أن يأتي بطرق لافتة للنظر وغير مسبوقة ما يجعلها قناة مميزة بحق، وقادرة على أن تستقطب ليس فقط المشاهدين في سوريا، بل وفي الأقطار العربية الأخرى، فضلاً عن استقطاب المعلنين في كل الأقطار العربية وهو أمر هام جداً في دعم القناة ذاتها ومنافسة غيرها من الفضائيات. وإن أضفنا أن لدى الفضائية ذاتها برامج فنية عديدة ستعرضها أيضاً مع بدء الموسم الرمضاني، ولم يتم الترويج لأي منها حتى الآن، فلا بد أن تزداد إشارات التعجب حول هذا التقصير غير المسوغ مهنياً.
وما يزيد الطين بِلّةً أن الفضائية السورية التابعة أيضاً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بدأت بدورها، وإن بشكل متأخر، بالترويج للمسلسلات التي ستعرضها. فهل لكل فضائية سياسة ترويج رغم تبعيتهما لإدارة وهيئة واحدة، أم أنه لا يجوز للقناة الوليدة أن تواكب أو تنافس الفضائية السورية لاعتبارات غير مهنية طبعاً؟

نضال بشارة

المصدر: السفير