إعلان حرب عالميّة ..وقانون عقوبات أميركي على سورية

26-01-2019

إعلان حرب عالميّة ..وقانون عقوبات أميركي على سورية

بدأت فعلياً إجراءات الحرب الاقتصاديّة الأميركية والأوروبيّة المعلنة ضدّ الدّولة السورية بكل مكوناتها ومؤسساتها ومواطنيها.وبعيداً عن الطرح الإعلامي أو الخطاب السياسي الذي اعتدنا تلقفة بإيحاءات تعبوية – وهذا طبيعي بسبب استهدافنا المزمن و الخطاب الذي استدعاه ذلك وهو مزمن أيضاً- إلّا أننا هذه المرة نبدو جميعاً كسورية الدولة الوطنية في مرمى استهداف قذر جديد، تدور محاوره حول إبقاء مشاهد الدمار و آثار الحرب ماثلة، عبر منع حركة عجلة الإعمار و بتر الأيدي التي تدخل هذا المضمار، ونسف البنية التحتيّة لقطاع الطاقة كشريان حياة لسورية والسوريين، إضافة إلى عزل سورية عن العالم الخارجي و التسبب بفناء مؤسسة الطيران السورية كناقل وطني يصل سورية بالعالم.

إعلان حرب

محاور ليست من نتاج مخيلة محلل سياسي أو اقتصادي، ولا نبوءات من النوع الذي يزداد غزارة في بداية كل عام، بل هي معلومات ووقائع، حملها لنا ” قانون الحصار” الذي أقرّه وصوّت عليه الكونغرس الأميركي بالإجماع أمس، كمقدّمة لإقراره على مجلس الشيوخ، ثم ليعرض على التوقيع من قبل ترامب “الهائج”.

و مشروع القانون ” العقوبات” هو جزءاً من حزمة قوانين، يجري العمل عليها في الولايات المتحدة الأميركية بعنوان ” تعزيز الأمن الأميركي في الشرق الأوسط 2019″ و هو ما يتصل بأولويات إدارة ترامب في الشرق الأوسط خلال العام الجاري .

تقويض فكرة إعمار سوريّة

ركز مشروع القانون الجائر على إحداث حالة شلل حقيقي في توجّه الدولة السورية نحو مشروع إعادة الإعمار و إعادة إحياء البنى الحيوية والاقتصادية اللازمة لحياة المواطن السوري، فنصّ صراحة على معاقبة كل جهة دولة أو أفراد يقومون بتقديم الدعم لسورية بما يخدم إعادة الإعمار..وهذا مكمل للقائمة التي أصدرها الاتحاد الأوروبي بحق رجال أعمال سوريين حضروا أنفسهم و أبدوا استعدادهم لإعادة الإعمار في بلدهم.

نسف قطاع الطاقة

وكان قطاع الطاقة بكل مكوناته النفطيّة والكهربائيّة موضع “اهتمام غير قليل” في حيثيات “القرار البغيض”، فقد توعّد الأميركي أيضاً كل دولة أو شخص يقدم دعماً لقطاع الطاقة السوري، لإبقاء سورية تتخبّط في ظلام دامس، والتسبب بشلل كامل في الحراك الاقتصادي والتنموي على اعتبار قطاع الطاقة هو الوقود التنموي المباشر، و أكسير الحياة في هذا البلد كما في أي بلد آخر.وقد شهدنا مقدمات مباشرة – قبل إقرار مشروع القانون في الكونغرس – ومنذ 15 / 10 / 2018، إجراءات حصار أمريكي مباشر على إمدادات النفط والغاز إلى سورية، تحت طائلة التهديد بقصف أي سفينة تدخل المياه الإقليميّة السورية، وحصلت مشكلة الاختناقات التي ظهرت في قطاعي الغاز والكهرباء بشكل مفاجئ.

إسقاط ” السورية للطيران”

ولم يغفل مشروع القرار لحظ حصار المؤسسة السورية للطيران بشكل مباشر، ونصّ على معاقبة كل من يقدم أي شكل من أشكال الدعم لمؤسسة الطيران السورية.

وهذا يعني أن ثمة تشديد للحصار الجوي على سورية، يتطلب إعاقة حراك ” الناقل الوطني” كي تكون إجراءات منع وصول شركات الطيران العالميّة إلى سورية فاعلة ومؤثّرة فعلاً.

استهداف الدولة الوطنيّة

تبدو سوريّة الدولة الوطنيّة بكل مكوناتها كدولة، محور مباشر في قوام بنك الاستهداف الأميركي الجديد.. وهاهي نذر حرب أخرى بدأت لكنها غير عسكريّة هذه المرّة بل اقتصادية اجتماعيّة تتصل بكل تفاصيل حياة المواطن السوري.

مهمة خاصّة

باتت كل مؤسسات الدولة السورية، مستهدفة بشكل مباشر حالياً بما في ذلك المواطن العربي السوري المستهدف حالياً بالدرجة الأولى ، وعلى كل هذه المؤسسات – مؤسسات الدولة السورية – الاستعداد لمرحلة مواجهة جديدة وصمود جديد، لأن الحرب هذه المرّة ستكون طويلة الأمد.

 

الخبير السوري

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...