إهمال الآثار يحول 40 منزلاً إلى مكبات للقمامة ومواقع أثرية تتعرض للتنقيب السري
رغم استملاكها من دائرة الآثار في السويداء منذ سنتين وإخلاء أصحابها منها بهدف إزالتها وإظهار الآثار الكامنة تحتها إلا أن المنازل البالغ عددها 40 منزلاً والكائنة في قرية قنوات الأثرية لم تلق أي حراسة أو أي اهتمام من مديرية الآثار والمتاحف حتى على مستوى إضاءتها ما أدى إلى تحول هذه المنازل إلى مكبات للقمامة
ومنازل للأشباح مثيرة حنق أهالي المنطقة وامتعاضهم وشكواهم المتعددة من الحال التي آلت إليه تلك المنازل بسبب الإهمال وعدم المباشرة في المشروع بعد إخلاء البيوت وإجلاء أصحابها عنها وتحول هذه المنازل مرتعاً للشباب غير المسؤول. ولم يقتصر الإهمال الذي أصاب عدداً من المواقع الأثرية على ما جرى استملاكه من آثار، فإذا خضنا تجربة البحث عن الأماكن التي تحتاج إلى ترميم بفعل الإهمال لشاب الرأس وأكبر دليل على ذلك بلدة شقا التي تعتبر من المدن العشر القديمة التي أصابها الإهمال وأيدي النبيشة وبات الكثير من معالمها معرضاً للسقوط إضافة إلى آثار شهبا وصولاً إلى قلعة صلخد وقلعة المنارة في حبران التي ما زالت تنتظر الترميم بعد المطالب المتكررة لدائرة الآثار لإدراجها في خطتها السنوية والمتتبع للمواقع الأثرية المنتشرة على ساحة المحافظة سيرى استفحال ظاهرة هذه التعديات والتي يؤكدها تسجيل ما يزيد على 90 ضبط تعد على مواقع أثرية في العام الماضي حيث تضمنت هذه التعديات بناء غرف منزلية حديثة ضمن المواقع الأثرية كما حصل في شهبا وإزالة وتجريف بعض المواقع وإشادة مبنى إسمنتي كامل في قرية عريقة ضمن موقع أثري ما أدى إلى اندثاره علماً أنه سبق لدائرة آثار السويداء مخاطبة محافظ السويداء للإيعاز لبلدية عريقة لإيقاف صاحب العقار وتوقف عمليات التعدي وخاصة بعد قيام صاحب العقار بهدم جميع الجدران الحجرية وترحيلها وما ينطبق على بلدة عريقة ينطبق على تل جنجلة الأثري والتي قامت وزارة الزراعة بالتعدي على حرمة أوابده من خلال بناء مركز للبحوث ضمن وجيبة الحماية للتل ودون حصولها على ترخيص نظامي من دائرة آثار السويداء يخولها البناء ضمنه وإضافة إلى ما تم ذكره فهناك عشرات المواقع الأثرية غير المأهولة كالمدافن والقلاع وبعض الخرابات البعيدة تعرضت إلى عمليات تنقيب سرية من مجموعة النبيشة.
من جهته مدير الآثار والمتاحف في السويداء المهندس وسيم الشعراني أكد أن المديرية تقوم حالياً بدراسة حول المنازل المستملكة في قنوات لوضع آلية لكيفية بدء العمل بها إلا أنها لا تنوي إنارتها حالياً مع العلم أنه تم تزويد الموقع بحراسة دائمة. أما أعمال الترميم فإن الإهمال الذي أصاب عدداً منها فيعود إلى ضعف الإمكانات المادية وعدم قدرة الدائرة على العمل بجميع المواقع بميزانية شحيحة أما التعديات المذكورة فهناك مراسلات بصددها صادرة عن الدائرة إلى المحافظة توثق هذه المخالفات وتنتظر التنفيذ.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد