افتتاح معرض خريف 2007 التشكيلي في المتحف الوطني بدمشق
ضمن ما يشبه «عجقة» تشكيل، وهي حالة نادرة تشهدها دمشق هذه الأيام، عشرات المعارض لكبار وصغار الفنانين التشكيليين تقيم وزارة الثقافة (معرض الخريف 2007).
وهو نفسه الذي تقيمه كل خريف، تحت اسم (المعرض السنوي)، وذلك لسنوات مضت..!!
لكن هذه السنة، ويبدو بتأثر أوروبي ـ تحديداً فرنسي ـ تقيمه مفرقاً وليس جملة و.. (دوكما) كما درجت عليه العادة، وذلك بأن اختارت الوزارة أعمال الفنانين المحترفين والأكاديميين،الذين تجاوزوا سن الأربعين سنة، مرجئة أعمال الفنانين الذين دون هذه السن لمعرض الربيع، الذي سيقام في النصف الثاني من نيسان القادم..
وقد قدمت أعمال خريف هذا العام في «ثلاث صالات وخيمة» ضمّها متحف دمشق التاريخي، وكان السنةالماضية في خان أسعد باشا، وأقيم كذلك مرات في المتحف الوطني، ومرة أو أكثر في الرواق.. أي إلى اليوم لم تجد وزارة الثقافة المكان الدائم والملائم لإقامة معرض بهذا الحجم، ويأخذ صفة الدورية كل سنة..!!
أي أن حالة «الدوكما» لا تزال سمة مستمرة لهذا المعرض، وإن تمّ تجزيئه إلى ربيع وخريف،فعدد المشاركين في معرض هذه السنة ربما يتجاوز المئتي مشارك، أي مئتي لوحة ومنحوتة، من اتجاهات فنية مختلفة ومتنوعة..
ونشير هنا إلى أن «المميز» الذي يتفق مختلف المشاركين والمهتمين بالفن التشكيلي عليه، كان «كتالوغ» المعرض أي كتاب اللوحات للمعرض المرفق، بطباعته الأنيقة والواضحة، وبقياس كبير بعض الشيء، وبغير هذا الاتفاق الإيجابي،فلم يتفق بعده هؤلاء إلا على استمرار المشكلات، التي هي هي منذ أول معرض تقريباً،الأمر الذي جعل الكثير من الفنانين التشكيليين المعروفين، وهنا أقول ـ ربما ـ يقاطعون هذا المعرض كما كل عام،وفي هذه الدورة،فقد غابت على سبيل المثال مشاركات فنانين كنذير نبعة، أحمد معلا، صفوان داحول، نزار صابور، و.. أسعد عرابي.
كما أن إقامة معرض الخريف، تأتي ودمشق تشهد حراكاً تشكيلياً قلّ نظيره، كما ذكرنا، ونذكّر بمعارض: أسعد عرابي، أحمد معلا، جورج بهجوري، يوسف عبد لكي، ممدوح نابلسي، هالة الفيصل، وغيرهم الكثير..!!
واللافت أيضاً، أن أعضاء لجنة التحكيم، الكثير من عناصرها، مكرر إلى حد التكريس، كما أنهم مشاركون أيضاً كعرض لوحات في المعرض، والكثير من اللوحات المعروضة، ليس من انتاج العام 2007، كما هي العادةدائماً..
وذلك لأنه يفترض في معارض كهذه، أنه يمثّل النتاج التشكيلي خلال السنة (الحاضرة ـ الآفلة) أي السنة التي تمضي لنهايتها، ويفترض أنها اختيرت من المعارض السنوية التي أقيمت هذا العام ـ كما يجري في غيرها من الأعمال الإبداعية الأخرى: دراما، سينما، موسيقا، مسرح، وحتى في معرض الكتاب تقدّم هذه النتاجات خلال المهرجانات ليختار منها الأفضل، ومن ثم لتنال الجوائز، أو حتى لتقديم حصيلة العام من هذه النتاجات..!
ذلك لأن معرضاً كهذا، هو فرصة نادرة، تحصل في السنة مرة واحدة، يتعرف خلالها المهتمون بالفن التشكيلي على النتاج السوري، بمختلف اتجاهاته، ومن كل المناطق، وليس على أعمال الفنانين المقيمين في دمشق فقط، بل أعمال فناني المحافظات، وحتى فناني المهجر والمغتربات..
الذي مكانه الحقيقي هو المعرض «السنوي» أو الخريف والربيع كما جرى تحديث التسمية واختيار مكان يليق بعرض هذه الأعمال بدون تشويش، وبأريحية، وليس المشاهدة «الدوكما» وليس العرض أيضاً من مخزونات المرسم تماماً كأي انتاج ابداعي آخر.. فالعرض هو الدليل على هذا الحراك، وليس العلاقات الشخصية، أو غيرها..!!
فالعرض الذي يكون خلال العام هو النتاج الحقيقي السنوي، الذي يعطي دفعاً لهذا الحراك التشكيلي، بدل أن ننعم في «المستعاد» والذي يعبّر عن زمنه، وليس ما وصلت إليه اللوحة أو المنحوتة اليوم، رغم التقليدية السائدة وندرة الانعطافة في هذا الحراك التشكيلي منذعقود طويلة..
علي الراعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد