الأطلسي يخطّط لحملة عسكريّة ضد سورية
رسائل متعددة الاتجاهات عمدت روسيا خلال اليومين الماضيين إلى إيصالها إلى القيادة السورية. فبعد يوم واحد من تحذير الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، الرئيس السوري من «مصير حزين»، خرج أمس المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمالي الأطلسي ديمتري روغوزين، ليحذر من أن الحلف يخطط لحملة عسكرية ضد سوريا للمساعدة على إطاحة نظامها، مع هدف بعيد المدى وهو تجهيز رأس جسر ساحلي لهجوم على إيران.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن روغوزين قوله في مقابلة مع صحيفة محلية، إن إدانة مجلس الأمن للعنف الحاصل في سوريا، وقوله إن الوضع الراهن هناك لم يدع بعد إلى تدخل الأطلسي، «يعني أن التخطيط (لحملة عسكرية) جار».
وأضاف «قد تكون هذه العملية نهاية منطقية للعمليات العسكرية والإعلامية التى قامت بها بعض الدول الغربية في منطقة شمال أفريقيا».
وبعدما أشار روغوزين إلى واقع أن الأطلسي يهدف إلى التدخل فقط بالأنظمة «التي لا تتلاقى آراؤها مع آراء الغرب»، وافق المسؤول الروسي الرأي الذي عبّر عنه بعض الخبراء السوريين بأن سوريا وبعدها اليمن قد تكون خطوات الأطلسي الأخيرة في الطريق نحو إطلاق هجوم على إيران.
وقال روغوزين إن «الخناق يضيق حول إيران. يجري التخطيط لعمل عسكري ضدها. ونحن قلقون بالتأكيد بشأن اندلاع حرب واسعة النطاق في هذه المنطقة»، مؤكداً أن روسيا «ستواصل معارضة أي قرار قسري (في مجلس الأمن) بشأن الوضع في سوريا»، مضيفاً إن تداعيات صراع واسع النطاق في شمال أفريقيا من شأنه أن يكون مدمراً للعالم كله.
من جهتها، واصلت تركيا انتقادها لمجريات الأحداث في سوريا. ونقلت كالة الأناضول الرسمية عن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أن القمع العنيف الذي يتعرض له المتظاهرون في سوريا «غير مقبول».
وأوضح داوود أوغلو للصحافيين أمس أن «استعمال أسلحة ثقيلة ودبابات في مناطق سكنية مثل حماه، أمر غير مشروع». وأضاف «على سوريا أن تأخذ على محمل الجد رسائل تركيا والمجتمع الدولي وأن تضع حداً لأعمال العنف في أقرب وقت ممكن.
أما الكويت فأعربت عن «ألمها البالغ لاستمرار نزف الدم» في سوريا، داعيةً الى «الحوار والحل السياسي» بعيداً عن المعالجات الأمنية. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية قوله، أول من أمس، تعليقاً على الأوضاع في سوريا إن «دولة الكويت تعرب عن ألمها البالغ لاستمرار نزف الدم في صفوف أبناء الشعب السوري الشقيق».
ودعت الكويت دمشق الى «الشروع بتنفيذ الإصلاحات الحقيقية التي تلبي المطالب المشروعة للشعب السوري بعيداً عن المعالجات الأمنية، وذلك حتى يتحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء».
من جهتها، رفضت كوبا بيان الإدانة الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول سوريا، وأكدت «ثقتها بقدرة الشعب والحكومة السوريين على حل مشاكلهما الداخلية»، فيما أشارت رئيسة الأرجنتين كريستينا إلى أن «حل الأزمة يجب أن يبحث عنه عبر الحوار، من دون تدخلات أجنبية ومع استبعاد الحلول التي يخال أنها تفرض عن طريق الأسلحة».
في هذه الأثناء، طالب محققون متخصصون في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أمس الحكومة السورية بوقف حملة العنف، بما في ذلك «استخدام المدفعية الثقيلة دون تمييز» وإجراء حوار وطني.
وقال الخبراء في المنظمة الدولية «ما زلنا نتلقى تقارير عن استخدام منهجي للقوة المفرطة، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى ومزاعم بالتعذيب والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية واعتقال المحتجين واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والقيود غير المبررة على حرية التجمهر السلمي والتعبير».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد