الإعلام البريطاني يستعرض "منشقاً" سورياً كجزء من حملة علاقات عامة

17-09-2013

الإعلام البريطاني يستعرض "منشقاً" سورياً كجزء من حملة علاقات عامة

الجمل-طوني كارتالوتشي- ترجمة: د. مالك سلمان:
 
في محاولة لإسباغ نوع من المصداقية على "الشكوك" الغربية حول صفقة الأسلحة [الكيماوية] السورية- الروسية الرامية إلى درء العدوان الأمريكي, قامت صحيفة "تلغراف" اللندنية مرة أخرى باستعراض "منشق" سوري آخر. إنه عاطل عن العمل, يعيش في فندق في بريطانيا منذ أكثر من عام, ويردد بشكل ببغائي الخطابَ الغربي الرسمي – مما يحد من مصداقيته – ويعيش على حساب الحكومة البريطانية.
سابقاً, رأينا نواف الفارس, الذي اعترف بتعاونه مع القاعدة, والآن نرى "الدبلوماسي السابق" خالد الأيوبي. وقبل أن تجترَ الخطاب الغربي الرسمي, تحاول "التلغراف" تزيينَ شخصيتها الجديدة, حيث تصفه في مقالها "سوريا: لا يمكن الوثوق بوعود الأسد حول الأسلحة الكيماوية, كما يقول دبلوماسي سوري سابق" بهذه الطريقة:
السيد الأيوبي كردي انضمَ إلى السلك الدبلوماسي في سنة 2001. جاء إلى لندن بصفته سكرتيراً ثانياً في السفارة السورية في شباط/فبراير 2011 , ولكن تم تعيينه قائماً بالأعمال في أيار/مايو من العام الماضي بعد أن تم سحب سلفه من البلد رداً على المجزرة التي ارتكبتها القوات السورية في الحولة.
تم سحب السفير السوري, سامي الخيمي, في آذار/مارس من ذلك العام. وبقي السيد الأيوبي الدبلوماسي السوري الأعلى مرتبة في المملكة المتحدة.
لكنه انشقَ في تموز/يوليو من العام الماضي, حيث قال إنه لم يعد بمقدوره الدفاع عن النظام, ثم اختبأ.
وقد ظهر إلى العلن الآن بسبب الرعب الذي شهده في الهجوم الكيماوي الشهر الماضي على أحد أحياء دمشق, والذي يعتقد أنه أودى بحياة أكثر من 1,400 شخصاً, بينهم 400 طفلاً.
من غير الواضح ما تعنيه "التلغراف" بقولها "شهدَ" بما أن الأيوبي "مختبىء" في بريطانيا منذ "انشقاقه". ما يثير شكوكاً أكبر حول سرد مشبوه آخر لصحيفة "التلغراف" هو وصف الأيوبي على أنه عاطل عن العمل, ومع ذلك يقيم في أحد الفنادق البريطانية منذ انشقاقه المزعوم السنة الماضية.
كما تزعم الصحيفة أن "الاستخبارات السورية" قد هددت الأيوبي بالقتل بعد انشقاقه, دون أن يتم إثبات ذلك, ومن المحتمل أن هؤلاء "السوريين" هم عملاء "إم آي 6" الذين دفعوا الأيوبي للعب دوره الحالي بمثابة عَلف للدعاية البريطانية.
وتعترف "التلغراف" أخيراً أنه بعد "انشقاقه" وفي خضم هذه التهديدات المزعومة بالقتل:
تم وضعه هو وعائلته تحت حماية وزارة الخارجية حيث يعيشون الآن في مكان سري خارج لندن.
وعندما قابلناه في غرفة في أحد الفنادق, قال إنه يعاني الآن من الاكتئاب لأن لا أحد يرغب في توظيفه. حيث قال, ‘تقدمت إلى العديد من الوظائف, ولكن حالما يعرفون أنني كنت دبلوماسياً سورياً يرفضون الاستماع إلي.
بكلمات أخرى, من المفترض أن نصدقَ اجترارَ الخطاب الغربي الرسمي حول سوريا من قبل "منشق" قدمت له الحكومة البريطانية المأوى وكل ما يحتاجه – رجل يعتقد أن حياته متوقفة على الحماية التي تقدمها له الآن الحكومة البريطانية.
إن مقالة "التلغراف" جزء آخر من الدعاية التي تفتقر إلى المصداقية يستهدف المستوى الفكري الأدنى للناس العاديين, حيث تعتمد على الافتراض القائل إن الرأي العام عاجز عن تحديد تضارب المصالح الأساسية والواضحة – وكأن الأيوبي, بغض النظر عن قصته الحقيقية, سيقوم بدحض أي شيء تقوله الحكومة البريطانية التي تقدم له المأوى والطعام و "الحماية". وإضافة إلى ذلك, كان الأيوبي في المملكة المتحدة منذ السنة الماضية, وهو ليس مؤهلاً أكثر من أي شخص آخر للحديث عن الهجمات الكيماوية المزعومة في دمشق/سوريا.
حتى أن "التلغراف" تعترف أن الأيوبي التقى بالرئيس السوري بشار الأسد مرة واحدة فقط:
التقى بالأسد في إحدى المرات عندما كان دبلوماسياً في اليونان في سنة 2003 ووصفه على أنه شخصية أشبه ﺑ ‘جيكل وهايد’*. ‘كان لطيفاً ومهذباً. قمة في التواضع, لكن العالم يعرف الآن كم هو رجل مرعب.’
على الرغم من محاولة "التلغراف" تصوير الأيوبي بصفته جزأ من "الدوائر الدبلوماسية العليا", إلا أن ممثلي أعداء سوريا – بما فيهم وزير الخارجية الأمريكية الحالي جون كيري – التقوا بالرئيس الأسد أكثر مما التقى به الأيوبي.
بعد أن فشل الأيوبي في تقديم أي دليل ملموس يدعم أياً من مزاعمه أو آرائه الفارغة, يمكننا النظر إلى مقابلته مع "التلغراف" بصفتها دعاية تافهة تقدم, في أفضل حالاتها, دليلاً آخرَ على آليات الخداع الغربي.
----------------------------------------------------------------

http://www.globalresearch.ca/british-media-parades-uk-coddled-syrian-defector-in-pr-push/5350049

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 16 أيلول/سبتمبر 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...