الامتحانات «موسم» تنتظره المكتبات لبيع القصاصات

16-06-2008

الامتحانات «موسم» تنتظره المكتبات لبيع القصاصات

«معك مصغرات أم روشيتات؟ هل تمكنــــت من فتحها أمـــس؟ من كان المـــراقب؟ الموظفة الشـــقراء أم الأستـــاذ الغاضب؟» هذه بعض عبارات اللقاءات الصباحية بين طلاب المدارس الثانوية والجامعات السورية الذين يخـــوضون موسم الامتحانات هذه الأيام. ويتمحور الحديث في هذه اللقاءات عن أساليب الغش المبتكرة في الامتحانات من خلال قصاصات الورق وأجهزة الهاتف النقال وتسجيلات «أم بي 3» وغيرها.

مديريات التربية في المحافظات السورية حاولت تنظيم امتحانات الثانوية العامة بتكتم شديد بهدف ضمان سير هادئ للعملية الامتحـــانية. غير أن أسماء المراقبين ورؤساء الشعب الامتحانية تسربت على رغم كل الجهود المبذولة لمنع حوادث من هذا النوع. وبدأ بعض أهالي الطلاب إقامة علاقات اجتماعية معهم بهدف مساعدة أبنائهم على النجاح ولو بأساليب ملتوية. ويقول مراقب الامتحانات سامر عثمان «على رغم الجهود الحثيثة لضبط عمليات الغش لا تزال منتشرة وبكثرة في بعض المحافظات السورية وخصوصاً المصغرات» أي الاوراق الصغيرة التي تكتب عليها المواد بخط منمنم ويمكن طيها حتى تكاد تختفي.

وبدأت طريقة جديدة تنتشر الآن ويساهم فيها أولياء الطلبة إذ يجهزون صوراً عن بطاقات أبنائهم الامتحانية كما لو كانت النسخة الأصلية، ويوزعونها على معارفهم من المراقبين لتعريفهم باسم الطلاب ومركز الامتحان ورقم القاعة.

وفي المقابل تمارس الجهات المختصة في وزارتي التربية والتعليم العالي إجراءات صارمة ضد استخدام الهاتف النقال أداة للغش سواء في الامتحانات الجامعية أو في الامتحانات العامة للشهادتين الثانوية والإعدادية. وما يقوم به بعض الطلاب في هذا السياق هو لصق سماعة الجهاز في جبيرة جبس يضعها على يده أثناء الامتحان على أنها مكسورة فيما يقف زميل له خارج القاعة يلقنه الإجابات. ويرى بعض الطلاب أن هذه مخاوف مبالغ فيها نظراً الى وجود وسائل غش أنجع وأقل لفتاً للأنظار، وأولها القصاصات.

ويقول رامي يوسف الذي لم يتمكن من دخول الجامعة «يبتكر البعض طرقاً مذهلة للغش»، ويضيف بحسرة: «حصل بعض زملائي على معدلات عالية في امتحانات الثانوية العامة بفضل الغش بينما أنا لم أقبل بالغش على رغم عرض القصاصات عليّ داخل القاعة وخارجها».

وقال رامي إن المراقبين أنفسهم يغضون النظر أحياناً عن بعض حالات الغش أو يشجعون بطريقة غير مباشرة طالباً على الاستعانة برفيقه. وفي ظل مناهج شديدة التعقيد والصعوبة، تضاف إليها معدلات عالية جداً لدخول الجامعات يرى كثيرون إن الغش هو الطريقة الامثل لنجاح الطالب الذي يضطر لاستخدام أي طريقة تساعده في حل الأسئلة.

ولعل أكثر ما يميز المكتبات المحاذية للكليات في مثل هذا الوقت من السنة، هو إن غالبيتها تعمل في تصوير المصغرات وبيعها، وقد يفوق سعر بعضها التعرفة المتداولة للكتب العادية.

وقد يصل سعر «القطعة» إلى 500 ليرة للكتاب الواحد أي ما يعادل 11 دولاراً. وعلى رغم ملاحقة أصحاب المكتبات ممن يعملون في بيع المصـــغرات الممنوعة من قبل دوريات أمنية ذات صلة، إلا أن فاعلية هذه الدوريات قليلة وخجولة نظراً الى وجود أماكن سرية أو مخفية لإنتاج الكتيبات. ويكثف أصحاب المكتـــبات عملهم هذه الأيام نظراً الى المردود الربحي الكبير الذي يعود عليهم في موسم لا تتجاوز مدته الشهر الواحد في الســـنة يعوضون فيه خسائر عام كامل.

عفراء محمد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...