التلفزيون السوري ضيّع فرصة ذهبية؟

24-12-2008

التلفزيون السوري ضيّع فرصة ذهبية؟

هل استطاع التلفزيون السوري استثمار الأنشطة الثقافية التي أقامتها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية عبر توثيقها في أفلام تسجيلية، بحيث يمكن للأنشطة أن تــكون مادة ثقـافية طازجة على مر السنوات؟ سؤال لا بد وأن يتبادر إلى الأذهان وإن كان متأخراً، فالاحتفالية تكاد تغلق أبوابها، رغم أن فعالياتهــا تســتمر إلى منتصف الشهر الأول من العام المقبل. وحتى لا تكون إجابتنا قاطعة، وكلامنا تفصيليا حول كل الأنشطة، سنقصر الكلام حول نشاط ثقافي واحد هو الأكثر ديمومة والأكثر عمقاً من الناحيتين التاريخية والثقافية، ونقصد المعارض التي أقامتها الاحتفالية تحــت عنوان »ألف تحفة وتحفة«، والتي جعلت الحياة تدب من جديد في أروقة وقاعات المتحف الوطني في دمشق، وجذبت شرائح متنوعة ومختلفة الأعمار.
تنوعت تلك المعارض بين الفخاريات والأيقونات والمخطوطات التي تنتمي إلى عصور مختلفة، وحملت بعضها الأسماء التالية »المجتمع التدمري عبر منحوتات صغيرة«، »حلى نسائية رفيعة«، »أقدم عربات العصور القديمة«، »المخطوطات والأيقونات بين الكتابة والصورة«، »روعة فن النحت الأموي«، وآخر المعارض، »أسرار صانعي الفخار في الرقة«، الذي يستمر حتى نهاية العام.
كان يفترض من التلفزيون السوري أن لا يكتفي بتصوير ريبورتاجات حول هذه الفعالية على شرائط ستمسح على الأغلب الأعم بعد عشرة أيام من أية فعالية منها. فبعض من تلك المعروضات كما كان يشار إليه، عرضت للمرة الأولى، وكانت تعرض بطرق جيدة تخدم المشاهدين وتبرز القيمة الجمالية والحضارية لتلك المحفوظات، وهذا ما كان يجب أن يفرض وضع خطة عمل لإنتاج أفلام وثائقية عن كل معرض من تلك المعارض، بما أنه قد تيسّر لها عرض خاص ومشرّف يستطيع أن يعدّ المادة العلمية للفيلم الوثائقي، لكن يبدو أن مخرجي دائرة السينما في التلفزيون وإدارة التلفزيون لم تتهيأ لاستقبال فعاليات احتفالية دمشق التي يجب أن تستمر مشاهدتنا لها من خلال ما يتم تصويره من تلك الأنشطة التي تتمتع بديمومة وعمق حضاري. لكن وإن كانت ملاحظتنا هذه متأخرة، بما أننا نصاب بالعدوى، لا يزال بالإمكان تعويض ما فات، إذ لا شيء يمنع من التعاون بين إدارة التلفزيون وإدارة المتحف الوطني لاستعادة تلك المعارض ليوم واحد، والقيام بتصوير الأفلام المقترحة والتي ستخدم أيضاً السياحة في سوريا من خلال عرضها على الفضائية. كما يمكن أن نقترح على إدارة التلفزيون تسويقها للمحطات العربية، خصوصاً، التي تُعنى بمثل هذا النوع من الأفلام الوثائقية، رغم عدم تفاؤلنا بهذه المسألة، إذ لا تزال هذه الإدارة عاجزة عن تسويق الأعمال الدرامية التي تنتجها.

 

نضال بشارة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...