التنسيقيات تستقبل سفراء أمريكا وفرنسا في حماة والسلطات السورية تحتج
دخلت العلاقات السورية الأميركية مباشرة على خط الأحداث السورية بعد «الهبوط المظلي» لسفير واشنطن في سوريا روبرت فورد مشاركا في تظاهرة حماه الاسبوعية، على حد تعبير مصادر محلية، ولحق به بعد ساعات السفير الفرنسي إيريك شوفالييه إلى داخل المدينة، وذلك بشكل أثار تساؤلات المستشارة الرئاسية بثينة شعبان «عمن أوصل فورد إلى حماه في وقت يقطع مهربون ومشاغبون وحملة سلاح الطرقات؟»، ولكن لتوضح أن سوريا «لن تقطع شعرة معاوية» مع الإدارة الأميركية في إشارة إلى رغبة في تجنب تصعيد الموقف، ولكن من دون أن تتردد في اعتبار ذلك برهانا «على المؤامرة الخارجية على سوريا»، وفي اتهام واشنطن بـ«عرقلة الحوار الوطني» في سوريا منوهة بأن وصول السفير جاء في الوقت الذي كانت السلطات عبر مندوبيها ومسؤوليها المحليين تحاور أئمة جوامع وممثلين عن الأهالي لاحتواء الأزمة في المدينة، وقبل يومين من انطلاق اللقاء التشاوري بحضور حوالي مئتي شخصية تتوزع بين ممثلين عن الدولة، وعن النقابات ومستقلين بعضهم محسوب على فكر المعارضة السياسية.
ولا شك أن زيارة السفير فورد لحماه متظللا بملحقه العسكري خطفت الأضواء باتجاه هذا الدخول المباشر والمعلن للجانب الأميركي على خط أزمة داخلية، خصوصا في ضوء ما نقل عن مصادر إعلامية أميركية من لقاءاته مع معارضين من دون إذن رسمي كما تنص عليه الأعراف الدبلوماسية، والإجراءات السورية. وكان مصدر دبلوماسي أميركي قال إن الملحق العسكري الأميركي «أخطر» السلطات المختصة بنيته الزيارة، وذلك من دون إشارة للسفير فورد، الذي سافر مع الملحق من دون افصاح عن هويته، ليدخل المدينة ويلتقي بمعارضين طوال مساء الخميس، ومن ثم يشارك بتظاهرة ما بعد الصلاة ظهرا في ساحة العاصي، حيث رفعت اللافتات المرحبة به بالانكليزية والفرنسية، وفقا لمصادر في المدينة، أكدت ان رحلة فورد من حماه واليها، كانت من طرق قروية فرعية، وبمواكبة عناصر من المحتجين، دخولا وخروجا، ما يوحي بوجود تخطيط مسبق للزيارة.
ولم تكن رحلة الفرنسي بذات التخطيط المسبق، حيث قالت مصادر فرنسية أن الكي دورسيه طلبت من شوفالييه بعد علمها بخطوة فورد بقليل «اللحاق به»، والذي بدوره اجتمع مع معارضين في حماه.
وسارعت دمشق إلى اعتبار الزيارتين تصعيدا، ولكن مع تجاهل النشاط الفرنسي والتركيز على نشاط فورد، حيث تساءلت المستشارة شعبان في لقاء مع قناة «بي بي سي» بحدة عن معنى وصول الأخير إلى المدينة «السادسة مساء (توقيت يوم الخميس) في الوقت الذي كان الاجتماع قائما بين أئمة المساجد والأهالي وبين السلطات؟»، وإن كان الغرض «منع حل المشكلة في حماه؟». وتساءلت شعبان «كيف وصل السفير (الأميركي) في مناطق يقطع الطريق فيها مهربون ومشاغبون وحملة سلاح ومن أوصله إلى مسجد سريجة من دون أن يتعرض له أحد من المسلحين الذين منعوا الموظفين من الوصول إلى أعمالهم لأربعة أيام على التوالي؟».
وردا على سؤال عن الخطوة التي ستقدم عليها وزارة الخارجية السورية تجاه تصرف السفير الاميركي قالت شعبان «هذا أمر تقرره القيادة السورية وهذه علاقات بين دول تقررها الدولة بمجملها»، مضيفة أن سوريا لا تريد قطع «شعرة معاوية» مع الإدارة الأميركية و«لكن هناك احتجاجا واستياء شديدا من قبل الشعب السوري حول بيان الخارجية الاميركية بأن السفير موجود في حماه ويعتزم البقاء إلى يوم الجمعة، وذلك عشية التوجه إلى الحوار الوطني بين كل شرائح المجتمع السوري وهذا يعطينا رسالة أن الولايات المتحدة تقول لا للحوار» موضحة «أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد المسار الديموقراطي والإصلاحي في سوريا، فلماذا لم تعبر عن رأيها بدعم الحوار الذي نتجه إليه».
ورداً على سؤال حول تحدث بيان وزارة الخارجية السورية عن تورط الولايات المتحدة بالاحداث في سوريا قالت «أعتقد أن هذه الزيارة دليل على فشل الأساليب التي دعمت من قبل الغرب لإثارة القلاقل في سوريا. لقد توضح الآن للشعب السوري مدى الاستهداف الخارجي سواء في مؤتمر أنتاليا أو في مؤتمر باريس الذي حضره البعض مع الصهاينة وتبين أن الخط الذي يريد خراب سوريا هو الخط الإسرائيلي والصهيوني والخطوط الداعمة له».
وأضافت شعبان «حين توضح للغرب أن الشعب السوري ماض في الإصلاح والتوجه إلى الديموقراطية وعازم على السير في هذا المسار بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، اضطروا لاتخاذ مثل هذه الإجراءات العلنية بأن يذهب السفير بنفسه لكي يقول للشعب لا للحوار، لكن الشعب السوري قال نعم للحوار والحوار ماض والإصلاحات ماضية». وقالت شعبان «أذكر الغرب أن عمر سوريا هو سبعة آلاف سنة وانه قدم إليها مئات الغزاة وذهبوا وبقي الشعب السوري شامخا مدركا لدوره ولقيمته التاريخية والجغرافية والحضارية والسياسية».
وردا على سؤال حول الحديث في سوريا عن مؤامرة خارجية وتدخل خارجي وتورط اميركي في الاحداث قالت شعبان «إن القصة اصبحت واضحة ووجود السفير الاميركي في حماه ودخوله إلى مناطق لا يستطيع اي مواطن سوري ان يدخلها الا اذا كان مع المسلحين مؤشر على ذلك»، موضحة أن «سوريا تتصرف بالقدر الاقل بالنسبة لاحداث الشغب»، متسائلة «ماذا سيحصل لو قام مسلحون في أي مدينة غربية بوضع حواجز على الطرقات ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم؟ الذي سيحصل ان المدينة كانت ستقصف بالطائرات ويتم التعامل معها بالبلدوزرات ونحن نقول للغرب إن الاجراءات التي تتخذها الحكومة السورية ضد المسلحين والمخربين والمشاغبين ومن يدعمهم هي اقل ما يمكن والشعب السوري يطالب بأكثر من ذلك بكثير لانهاء هذه الحالة اللاطبيعية في سوريا».
وأضافت شعبان «أن سوريا أدانت القتل بكل أشكاله»، متسائلة «من هو من الغرب الذي أدان قتل ضباطنا؟ ومن هو من المعارضة السورية أدان هذا الأمر أيضا؟»، مؤكدة انه «لا بد من ادانة القتل في سوريا ولا بد من ادانة العنف والتخريب»، ومشيرة إلى انه «لا توجد دولة في العالم تسمح بحرق وتخريب ممتلكاتها وإثارة الفوضى».
بدوره ذكر بيان لوزارة الداخلية السورية «انها تراقب عن كثب أعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماه وتعمل على معالجتها وقد استغربت وصول السفير الأميركي إلى مدينة حماه بشكل يتعارض مع الاعراف الدبلوماسية رغم وجود الحواجز التي يسيطر عليها المخربون وقطع الطرقات ومنع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم».
وقالت الوزارة في بيانها «إن السفير الأميركي التقى في حماه ببعض هؤلاء المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار. كما التقى بعض الاشخاص تحت غطاء زيارته بعض المشافي في الاطار ذاته ما يعد تحريضا على استمرار العنف وعدم الاستقرار ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية الشريفة وتعميقا للشقاق والفتنة بين ابناء الشعب السوري الواحد الذي يرفض رفضا قاطعا مثل هذا التحريض الأجنبي ويستنكره بشدة».
وركز الإعلام الأميركي على الزيارة باعتبارها «رسالة» ، فيما اعتبرتها «التنسيقيات» ممثلة بمحمد عبد الله من واشنطن، والتي تنادي بالتدخل الخارجي «خطوة نحو حماية المحتجين من الحل العسكري»، رغم وجود تأكيدات محلية بأن دخول الجيش للمدينة ليس مطروحا، من جهته علق منسق الهيئة التنسيقية للتغيير الوطني حسن عبد العظيم على الزيارة، مشيرا إلى «أن هناك طرقا أخرى للاحتجاج والاستنكار(الدولي)»، معقبا على خطوة فورد بالقول إن «الأعراف الدبلوماسية لا تجيز هذا التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لبلد آخر».
إلا أن مصادر محلية تنظر لـ«حشرية « السفير الاميركي كمحاولة لـ«تقوية نفوذه في واشنطن» بعد مطالب الكونغرس التي تواجهها الإدارة الأميركية لتشديد الضغط على دمشق عبر سحب السفير منها، كما أن ثمة من يرى الزيارة في إطار «حسابات المستقبل لتسويق الموقف الأميركي في مجال حقوق الإنسان ودعم الحريات» على الرغم مما ينطوي عليه من «تعزيز الحساسية الموجودة أصلا بين واشنطن ودمشق» وعلى رغم ما ينطوي عليه من «تأكيد ما رددته دمشق طوال الأشهر الماضية من وجود يد أميركية في الأحداث السورية!».
من جهة أخرى، ينطلق اللقاء التشاوري غدا الأحد ويبدأ في العاشرة صباحا بالنشيد العربي السوري كما «الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء»، تليها كلمة لنائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، ومن ثم اختيار رئيس الجلسة ليفتح المجال بعدها للمداخلات، فيما قالت مصادر معنية باللقاء لـ«السفير» إن رؤساء لجان صياغة قوانين الإعلام والانتخابات والأحزاب سيحضرون اللقاء بهدف الاستماع إلى تعليقات الحضور على مشاريع القوانين المطروحة، والتي توزع مسوداتها قبل اللقاء.
وسينتهي اللقاء في اليوم التالي ببيان ختامي، ومن الممكن أن ترفع المقترحات للقيادة السورية لاتخاذ قرار باعتمادها في حال لم تطرأ عليها تعديلات. من جهة أخرى قارب عدد من أكدوا حضورهم المئتي مدعو، من بينهم 40 بعثيا، وعدد من ممثلي أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية والنقابات فيما يشكل المستقلون الغالبية العظمى من الحضور، وبينهم مثقفون وفنانون من قبيل المخرج نبيل المالح والفنانة منى واصف والكاتبة ناديا خوست والكاتب نبيل صالح والأديبة كوليت خوري والمفكر الطيب تيزيني والمؤرخ سامي مبيض والكاتب حسن يوسف والكاتبة ديمة ونوس والفنان بسام كوسا والفنانة جيانا عيد والفنان دريد لحام والباحث إدوارد حشوة والاديب خيري الذهبي والزعيم الشيوعي قدري جميل والناشطة مجد نيازي والاقتصادي نبيل سكر والكاتب نبيل سليمان والمعارض سليم خير بك وآخرين.
وجوابا على سؤال حول اللقاء قالت شعبان إن «من رفض الحوار هم بعض الاشخاص وهذا شأنهم وهذه لحظة وطنية وفي اللحظات الوطنية الحادة يجب أن تكون المعارضة والحكومة وكل شرائح الشعب يدا واحدة لخدمة البلد ولإنقاذه والتوجه به إلى المسار الصحيح»، مشيرة «إلى أن هناك الكثير من المعارضين الوطنيين وكل شرائح المجتمع السوري سوف تحضر هذا الحوار».
وردا على سؤال عما إذا كان من وافق على المشاركة في الحوار له تمثيل فعلي في الشارع السوري قالت شعبان «إن الذين وافقوا على المشاركة في الحوار لهم تمثيل فعلي في الشارع السوري أكثر بكثير ممن رفضوا القدوم إليه وهذا واقع والذين رفضوا القدوم إلى الحوار لا ينكرون أنه ليس لديهم تمثيل كبير في الشارع السوري». وأضافت شعبان ان «القادمين إلى الحوار من كل الشرائح ومن كل الأطياف لهم التمثيل الحقيقي في الشارع السوري وهم الذين سوف يسيرون بهذا الوطن قدما إلى الأمام بالتوجه الديموقراطي والتعددي الذي تحدث عنه الرئيس بشار الأسد بالتفصيل».
وردا على سؤال حول أن الحديث يروج عن جلسة استثنائية لمجلس الشعب السوري لمناقشة كل القرارات التي يفترض أن تتم بخصوص قانون الأحزاب والإعلام وغيرها، قالت شعبان «لا أريد أن أستبق الأحداث بالنسبة لما سيحدث في مجلس الشعب لكن أقول إن كل القوانين التي تحدث عنها الرئيس الأسد ستصدر في الوقت المحدد أي قبل نهاية شهر آب المقبل، وستشكل لجان لمراجعة الدستور والنظر به وإعادة صياغة فقرات منه»، مؤكدة ان كل ما وعد به الأسد سيطبق قبل نهاية أيلول المقبل.
زياد حيدر
المصدر: السفير
التعليقات
ضعف الدولة ؟؟؟وانعدام هيبتها ؟؟؟جعل من التنسيقات اقوى منها ؟؟؟؟
تنسيقات حكماء صهيون يستقبلون السفراء
روبرت فورد الوقح
يقتلو ن الجندي السوري ويهدون الورود الى الامريكي
حرية السفهاء
غود نايت هماه وتحية لأهلنا
ولو
؟؟؟؟
وشو يعني؟
لا يوجد شرفاء في حماة
إضافة تعليق جديد