السمون والزيوت والألبان والأجبان تأبى التراجع

02-11-2008

السمون والزيوت والألبان والأجبان تأبى التراجع

يؤكد بعض الاقتصاديين لو أن الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار الحديد والأعلاف شمل اسعار المواد الأساسية التي تدخل في معيشة المواطنين اليومية خاصة ذوي الدخل المحدود لكانت البحبوحة والرخاء العنوان والسمة الأبرز لكل الناس.. فما حصل من انخفاض على أسعار الاعلاف وبعض المواد الاخرى ورغم انه يكتسب اهمية كبيرة لكنه بقي محصوراً في قطاع واحد ولم تمتد آثاره حتى الآن الى كل المواد والسلع ولم ينعكس في أسعار المواد الاساسية فمادة الرز التي تعد اهم مادة غذائية رغم ان اسعارها تراجعت بعض الشيء لكن لم تعد الى سابق عهدها والتي كانت قبل عام ونصف تقريباً بحدود خمسين ليرة لصنف الصنوايت و 25 ل.س لصنف الرز المصري.. لكن اسعار المادة لم تتراجع الا بنسبة 10 الى 15% أما في الاعلاف فبلغت نسبة التراجع في بعض المواد 50% وفي بعضها الآخر 30 ـ 35%.

بل ان اللافت في قضية اسعار الاعلاف ان انخفاضها لم ينعكس انخفاضاً في المنتج من البيض والفروج والسبب ان الاسعار الحالية اراحت المربين وأوقفت الخسائر التي كانوا يتكبدونها جراء الارتفاع الجنوني لاسعار الاعلاف فالأسعار الحالية السائدة لمادتي البيض والفروج توازي الكلفة مع هامش ربح لا يتجاوز 5% وفي أحيان كثيرة قد تتدنى الى 1 أو 2% وأحياناً فان المبيع يكون بسعر الكلفة دون ان يتضمن اي هامش ربح.. كما ان البعض يمكن ان يتساءل عن سبب ارتفاع البيض والفروج والاغنام في الوقت الذي هوت فيه اسعار الاعلاف... فبالنسبة لمادتي الفروج والبيض يتمثل السبب بقلة الانتاج لان موجة الغلاء في اسعار الاعلاف دفعت المربين قسراً الى خفض حجم مالديهم من قطيع من الفروج ومن الدجاج البيّاض كي يستطيعوا الاستمرار في العمل ويقللوا من حجم الخسائر.. ولاعلاقة لتصدير البيض بارتفاع اسعاره في السوق المحلية لان الكميات المسموح بتصديرها يومياً لا ينفد منها سوى الثلث في أحسن الأحوال فوفقاً لقرار وزارة الاقتصاد فان المسموح بتصديرها يومياً من البيض حدود 7700 صندوق يومياً لكن الذي ينفد من هذه الكمية يتراوح بين 2200 الى 3000 صندوق أما بالنسبة للاغنام فان ارتفاع اسعارها الى ما فوق المئتي ليرة سببه القرار السعودي الذي قضى بفتح باب استيراد الاغنام براً من سورية علماً ان هناك اشارات استفهام عديدة ترتسم حول عدد القطيع وحجمه الحقيقي فما يتم تداوله من أرقام عن ان لدى سورية 21 مليون رأس من الغنم شكك به السيد وزير الزراعة وتوقع قبل عدة اشهر ان لا يزيد حجم القطيع على 16 مليون رأس وهذا قبل ان تستفحل ازمة توفر الاعلاف وذبح اناث العواس. وبالعودة الى اسعار الاعلاف نجد ان مادة الشعير التي وصل سعر الطن الواحد منها قبل عدة أشهر الى 23 الف ليرة اصبح الآن بـ 12 الف ليرة والذرة التي وصلت ايضاً الى ما يقارب الـ 20 الف ليرة تدنت حالياً الى 12.75 ليرة اما الصويا التي قفزت اسعارها قبل عدة اشهر الى 29 الف ليرة فتراجعت حالياً الى 21 الف ليرة والقمح تراجع ايضاً الى 14 للكغ.. والطحين تراجع من 25.5 ل.س الى 18 ل.س اما اسعار الفروج فقد حددتها وزارة الاقتصاد بـ 110 ل.س لكنها تباع في الاسواق بحدود 120 ل.س للفروج الكامل اما الشرحات والافخاذ فقد يتجاوز سعرها المئتي ليرة. ‏

والبيض متوفر في الاسواق وبسعر 155 ـ 165 ل.س وبالنسبة لمادة البطاطا التي تعد غذاء اساسياً للأسر الفقيرة فقد تراجعت اسعارها الى 15 ل.س.. كما ان مواد البناء حدث انخفاض كبير في اسعارها وتحديداً مادة الحديد فقد تراجع سعر الطن من 65 الف ليرة الى 27.5 الف ليرة حالياً. ‏

أما الاسمنت الاسود فهو على حاله ويباع الطن الواحد في دمشق وريفها بين 8 الى 8.5 آلاف ليرة وكل المؤشرات تؤكد ان حركة البناء والتشييد مازالت تعاني من الجمود اما بالنسبة لتجارة وتداول المنازل والشقق فما زال الجمود يحيط بها والعاملون في المكاتب العقارية يؤكدون ان الفترة الحالية تعد من أسوأ الفترات بالنسبة لهم وبالنسبة لكل راغب في بيع منزله.. لكن تجارة وبيع الأراضي والمحلات التجارية تشهد تحسناً مستمرا والبعض يرد ذلك الى قناعة العديدين ان الاستثمار في العقارات وفي المحلات التجارية افضل من شراء العملات الاجنبية او تحويل المدخرات الى ذهب فقد شهدت اسعار الذهب واسعار العملات الأجنبية تراجعات كبيرة خلال الاشهر الماضية اوقعت البعض في خسارات كبيرة.. وهناك مقولة مفادها: ان العقار اذا لم يربح فلن يخسر.. ‏

وبالوصول الى اسعار الخضر والفواكه فلا تزال المنتجات الصيفية معروضة في الأسواق الى جانب الشتوية كالباذنجان والفاصولياء والبندورة والخيار والعنب الى جانب الملفوف والحمضيات والزهرة والبراصيا. ‏

والأسعار عادية ومقبولة لمثل هذه الفترة من العام لكن الشكوى عن ارتفاع وغلاء اسعار مثل هذه المواد هي في حقيقتها شكوى من تدني القوة الشرائية وتدني الدخول وهنا يمكن ان نلاحظ ان اسعار الحمضيات التي بدأت بـ 65 ل.س للكغ الواحد من البرتقال بدأت بالتراجع كما ان اسعار التفاح الشتوي تعد الاعلى والاغلى بين كل الفواكه.. وفيما يتعلق بأسعار السمون والزيوت فان اسعارها توقفت عن الارتفاع لكن لم تحدث اية تراجعات مهمة في اسعارها كما حصل في الاعلاف والحديد. ‏

- لا تزال اسعار الحليب محافظة على ما حققته من ارتفاع ويباع الكغ بين 30 ـ 38 ل.س وكذلك الاجبان والالبان اذ ان سعر الكغ الواحد من الحبش الأبيض يتجاوز الـ 190 ل.س وتشكل هذه الأسعار عبئاً حقيقاً وارهاقاً كبيراً لذوي الدخل المحدود. ‏

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...