الصين قد تزيح ألمانيا من المرتبة الثالثة في الاقتصاد العالمي
أظهرت بيانات وزارة التجارة الصينية الخميس، أن نسبة النمو الاقتصادي للأشهر التسعة الأولى سجلت 11.5 في المائة، وهي نسبة تؤهل بكين لإزاحة برلين عن موقعها في المركز الثالث عالمياً من حيث الحجم الاقتصادي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
غير أن المميز في هذه النتائج أنها، ورغم تجاوزها لتوقعات الخبراء، إلا أنها ظلت أدنى من النسبة المسجلة للفترة عينها من العام الماضي، عندما سجلت القطاعات الاقتصادية نمواً بمعدل 11.9 في المائة.
بالمقابل، قال بعض الخبراء إن تراجع النمو لا يعكس فعلياً الوضع الاقتصادي في البلاد، وذكّروا بأن بكين سبق أن أخذت مجموعة من الإجراءات للحد من معدل النمو الكبير لديها خشية زيادة التضخم مع تدفق الرساميل الأجنبية والمحلية.
وفي هذا السياق، علق لي كسياشاو، الناطق باسم المكتب الحكومي للإحصاء، على هذه النتائج بالقول إن بلاده "نجحت في تحويل الاقتصاد من حالة الطفرة الزائدة إلى النمو السريع."
وأضاف كسياشاو، الذي تجاوز نمو بلاده حد 10 في المائة للعام الخامس على التوالي، إن الحكومة الصينية ستتخذ المزيد من الإجراءات للحد من الاعتماد على التصدير وتحفيز المستهلكين المحليين على زيادة إنفاقهم، وفقاً لأسوشيتد برس.
وأضاف الناطق باسم المكتب الحكومي للإحصاء في الصين أن بلاده لن تتأثر بالأزمة المالية الحالية في الولايات المتحدة، غير أنه رفض تحديد نسب النمو المتوقعة للعام المقبل، مشيراً إلى أنها قد تتأثر بارتفاع سعر النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وكانت الحكومة الصينية التي تعتنق المبادئ الشيوعية قد قامت برفع معدلات الفائدة لأكثر من خمس مرات خلال العام الجاري، في مسعى منها لتجفيف السيولة وكبح النمو الزائد، وذلك أنها تخشى أن يؤدي توسيع الإنفاق على المصانع والمشاريع إلى أزمة اقتصادية خانقة مستقبلاً.
من جهته توقع منشون صن، كبير خبراء مؤسسة "الإخوة ليهمان" المالية أن تكون هذه النتائج، مفصلاً تاريخياً للصين، مرجحاً أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التراجع، على أن تبقى المعدلات فوق مستوى الـ 10 في المائة.
وكانت الصين قد سجلت خلال الأشهر الماضية ارتفاعاً ملموساً في الأسعار، أعاده البعض إلى ظاهرة التضخم التي بدأت ترخي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية ككل، الأمر الذي نفته الحكومة، مؤكدة أن سبب الغلاء يعود إلى ندرة بعض السلع الغذائية في الأسواق.
وكانت بكين قد أقرت جملة خطوات تهدف إلى زيادة سيطرتها على مفاصل الاقتصاد، ومنها حظر بناء المساكن الفخمة ورفع الضرائب التي تستهدف مجموعة من الصناعات المستهلكة للطاقة، مثل الفولاذ.
ومع هذه النتائج، قالت بكين إن الحجم الإجمالي لاقتصادي سيتجاوز نظيره الألماني في ديسمبر/كانون الأول المقبل، لتصبح الصين بذلك ثالث أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة واليابان.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد