العلاج بالحجامة: هل للحجامة منافع علاجية فعلية؟ والتأثيرات الجانبية
الحجامة – Cupping علاج طبي قديم في التراث العربي والطب البديل في بلاد الشرق كالهند والصين، حيث يتم دمجها مع التدليك أو العلاج بالإبر أحياناَ. وهناك الحجامة الرطبة والحجامة الجافة، كما باتت شائعة بنوعيها بين الرياضيين والمشاهير حول العالم في السنوات الأخيرة.
وهذا المقال حول العلاج بالحجامة ولأي أمراض هي مخصصة، كذلك تأثيرات الحجامة الجانبية ومنافعها العلاجية الفعلية.
- تعريف الحجامة وأنواعها وآلية العلاج بالحجامة:
قد تتسأل: كيف يمكن لتطبيق الشفط بالأكواب الساخنة “الحجامة”، ثم سحب الدم إلى منطقة أقرب من سطح الجلد، ثم إحداث خدش حتى يخرج قليل من الدم من هذه الخدوش والتسبب بكدمات ملونة على البشرة؛ أن تكون علاجاً لآلام الظهر والرقبة، والأمراض الجلدية وخفض الكولسترول والصداع النصفي، إضافة لالتهاب المفاصل وتحسين الوظيفة المناعية؟
وبداية العلاج بالحجامة تعريفاً؛ شكل قديم من أشكال الطب البديل، حيث يضع المعالج أكواباً خاصة على سطح جلدك لبضع دقائق لتحفيز عملية شفط، ويخضع الناس للحجامة بهدف المساعدة في تخفيف الألم والالتهابات والمساعدة على زيادة تدفق الدم وتنشيط الدورة الدموية، كذلك الاسترخاء والرفاهية أي كنوع من التدليك.
وتكون الكؤوس المستخدمة في علاج الحجامة مصنوعة من زجاج أو خيزران أو خزف أو سيليكون، فرغم عصرية أدواتها إلا أن العلاج بالحجامة قديم جداً، خاصة لدى المصريين الفراعنة- استخدم المصريون القدماء العلاج بالحجامة عام 1550 قبل الميلاد- والصينين وانتشرت ولا تزال في ثقافة الشرق بالعموم.
أنواع أو طرق العلاج بالحجامة مختلفة بما في ذلك:
الحجامة الجافة، والحجامة الرطبة.
وحول آلية عمل العلاج بالحجامة؛ يقوم المعالج بوضع أكواب مسخنة (بحرق الكحول الطبي مثلاً داخل الكوب وعند انطفاء النار يضع الكوب على ظهرك)، بعد أن يبرد الكوب المقلوب على جلدك سيحدث فراغ، بذلك يرتفع الجلد تحت الكوب ويحمر وتتوسع الأوردة الدموية في نفس المساحة التي يشغلها الكوب من سطح بشرتك، ويترك الكوب لمدة 3 دقائق ثم يتم رفعه، حتى الآن هذه الخطوات للعلاج بالحجامة الجافة.
وللعلاج بالحجامة الرطبة؛ سيتم استخدام المشرط في شطب الجلد المحمّر قليلاً بعد رفع الكوب، لإجراء عملية سحب كمية صغيرة للدم، الذي سيخرج من الخدش، ويُعتقد أنها تخلص الجسم من السموم.
قد تحتاج من 3-5 بقع أو شفط بالأكواب على مكان الألم، بعد ذلك تحصل على مرهم مضاد حيوي وضمادات على الخدوش لمنع العدوى، كما يجب أن تبدو بشرتك طبيعية في غضون 10 أيام، ولم يثبت حتى الآن أيهما أكثر نفعاً، الحجامة الرطبة أم الجافة.
لم يتم بحث العلاج بالحجامة بشكل متعمق، لكن وصفت نتائج دراسة لوسائل الطب الصيني التقليدية عام 2015؛ العلاج بالحجامة بأنه علاج يمكن أن يعزز مقاومة الأمراض، ويعيد التوازن لطاقة الجسم، كما قد يزيل العوامل المسببة للأمراض، ويشجع تدفق الدورة الدموية، بالنتيجة فإن الحجامة قد تساعد في تقليل الألم، لكن الأدلة على ذلك ليست قوية بما فيه الكفاية.
- منافع الحجامة ودواعي العلاج بالحجامة:
لم تثبت منافع الحجامة الأكيدة حتى اليوم؛ باستثناء بعض المراجعات لتجارب حول الحجامة، لم يتحدث أي بحث علمي عن نتائج أكيدة في قدرة الحجامة على علاج الأمراض، باستثناء قدرتها على تخفيف بعض الآلام، بالنظر إلى تقاطعها مع العلاج بالتدليك ووخز الإبر وغيرها من العلاجات التقليدية.
مع ذلك لا يمكن الإقرار وبشكل علمي قاطع عن أضرار أو فوائد العلاج بالحجامة، وعلى الرغم من أنه يُنصح بالحجامة في بعض الأحيان لزيادة المرونة لدى الرياضيين، إلا أن دراسة حديثة لم تجد أي تغيير في مرونة أوتار الركبة بعد جلسة الحجامة، التي استمرت سبع دقائق باستخدام أربعة أكواب على عدد من لاعبي كرة القدم، بالنتيجة يجب ألا تستخدم الحجامة بدلاً من العلاج المعياري لأي حالة طبية.
لكن اهتمام المشاهير مثل: الممثلة غوينيث بالترو “Gwyneth Paltrow” والنجمة جنيفر أنستون “Jennifer Aniston” والممثل ديفيد أركويت “David Arquette” والرياضي مايكل فيلبس “Michael Phelps”؛ بالحجامة.. لفت انتباه الناس إلى الفوائد التقليدية لتقنيات العلاج بالحجامة.
وعلى الرغم من انتقاد المشاهير الذين يمكنهم متابعة أحدث العلاجات الطبية وبالتقنيات الحديثة، فقد أظهرت الدراسات الحديثة فعالية الحجامة في الحد من شدة الألم وتوفير فوائد إيجابية على المدى القصير، وفقاً لدراسة منشورة عام 2014، التي وجدت أن هناك “احتمال” لتأثير إيجابي قصير الأجل، للعلاج بالحجامة في تقليل شدة الألم مقارنة بعدم المعالجة بها أو التدليك الحراري أو الرعاية المعتادة والأدوية التقليدية، رغم الإبلاغ عن تأثيرات جانبية للحجامة مثل تورم وتخثر الدم في المنطقة المعالجة بالحجامة، إضافة إلى الألم والوخز الموضعي!
التأثيرات الجانبية للحجامة:
قد يتم فهم العلامات التي تتركها الحجامة على الجلد، على أنها آثار عنف جسدي تعرضتَ له، إن لم توضح ذلك! وهذه العلامات المزعجة واحدة فقط من التأثيرات الجانبية السلبية للحجامة. وهي تنتج بسبب تكسر وتمزق الشعيرات الدموية تحت سطح الجلد الذي تعرض للكوب الساخن، ومن التأثيرات الجانبية المحتملة وتلك الخطيرة للحجامة نذكر:
- الدوار الإغماء أو الغثيان.
- الانزعاج الخفيف والكدمات (مكان وضع أكواب الحجامة).
- الحروق والتي قد تكون دائمة!
- التهاب الجلد سواء في الحجامة الجافة أو الرطبة.
إذا كان الشخص مصاباً بحساسية جلدية أو حالة مثل الأكزيما أو الصدفية، فقد يزيد تطبيق الحجامة الأمر سوءاً، بتطبيق الكؤوس على المنطقة المصابة.
في حالات نادرة.. قد يتعرض الشخص الخاضع للحجامة لنزيف داخلي أو فقر دم، إذا سحب المعالج الكثير من الدم أثناء الحجامة الرطبة.
تم الإبلاغ عن حالات نادرة من الآثار الجانبية الشديدة الخطورة مثل: النزيف داخل الجمجمة (بعد الحجامة على فروة الرأس)، وفقر الدم الناجم عن فقدان الدم (بعد الحجامة الرطبة المتكررة).
ولأن الأكواب المستخدمة في الحجامة يمكن أن تتلوث بالدم (عن قصد في الحجامة الرطبة أو عن غير قصد في الحجامة الجافة)، فإن استخدام نفس الأكواب على أكثر من شخص دون تعقيم جيد بعد الاستخدام، يمكن أن ينشر الأمراض المنقولة بالدم مثل التهاب الكبد B وC.
إذا كان لابد من تجربتك الحجامة وخصوصاً السيدات، فيجب أخذ الاحتياطات التالية بعين الاعتبار، فإذا كانت لديك أي من هذه الحالات لا ننصحك بتجربة الحجامة أبداً:
- مشكلة في النزيف أو تخثر الدم.
- لديك جرح مفتوح.
- إذا كنت من ذوي البشرة الحساسة أو الرقيقة.
- تجنب الحجامة في أي المناطق التي تكون فيها بشرتك حساسة، لأنها قد تسبب تمزق الجلد.
إذا كانت هذه القيود لا تنطبق عليك وتريد تجربة الحجامة، فمن المهم أن تجد خبيراً متخصصاً، كما ينصح الخبراء أن تكون الحجامة مترافقة مع علاجات تقليدية أخرى مثل: التدليك والوخز بالإبر، لكن تذكر أن الحجامة آمنة إلى حد ما مع الأخصائي المتدرب جيداً، لكن يمكن أن يكون لديك بعض هذه الآثار الجانبية في المنطقة التي تلمس فيها الكؤوس بشرتك، والشيء الأكيد كما ذكرنا، أنه ستكون لديك علامات الأكواب بلون يختلف من نوع بشرة إلى أخرى ولأسابيع حتى تتخلص منها.
أخيراً.. إذا أردت اتباع الحكمة التي تقول: “عندما يكون هناك ركود، سيكون هناك ألم، أزل الركود؛ فتتم إزالة الألم”، وربما هذه هي فلسفة الألم من وراء العلاج بالحجامة في القديم، إذا أردت تجربة الحجامة فلا بأس، خاصة وأن السلبيات المذكورة أعلاه وعدم تيقن البحث العلمي من الإيجابيات؛ بات معروفاً لك الآن، ولا نعرف.. ربما تثبت الأبحاث المستقبلية فعالية الحجامة، وحتى يحين ذلك الوقت وقد يكون عما قريب..
لا نعلم، هل ستجرب الحجامة؟ ولماذا؟
أم هل جربت ذلك؟
شاركنا من خلال التعليقات.
إضافة تعليق جديد